كيف لنا ألا نفخر بقيادةٍ تُتابع خطواتنا، وتُرافق محطات نجاحاتنا، وترى في كل إنجازٍ يحققه أحد أبنائها تصويتاً للإمارات بأكملها؟ وأية دفعةٍ إلى الأمام، وأية مسؤوليةٍ تلك التي تُلقيها هذه الثقة على عاتقنا كمواطنين لنُمثِّل دولتنا بالشكل الذي يليق بها؟

أسئلة كثيرة راودتني وأنا أقرأ تغريدة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، التي قال فيها "وصول أي إماراتي للعالمية هو تصويت للإمارات وترسيخ لدورها الدولي في كافة المجالات". تغريدة بمثابة منهاج متكامل يستحق أن يُدرَّس، ورؤية فريدة تختصر مفهوم صناعة القادة وتأهيلهم لقيادة المستقبل، ونظرة ثاقبة ترسم خارطة طريق واضحة المعالم، وتصوغ معادلة النجاح التي تتكون أطرافها من قائدٍ مُلهِم يؤمن بقدرة أي إنسان على الإمساك بزمام المبادرة، ومُواطِن طَموح يستقي إلهامه من الفِكر الاستثنائي لقيادة بلده الرشيدة، ودولة أبهرت العالم في دعم وتمكين الشباب، حتى أصبحت أيقونة إبهار في كل المحافل الدولية.

رسائل إيجابية متواصلة، رؤى إبداعية خلاقة، عقلية تُتقِن قراءة الواقع وتحترف استشراف المستقبل، وخطط استراتيجية مدروسة مستمرة تدخل حيز التنفيذ لتتحول إلى واقع ملموس، وإنجازات تتحقق، وطاقات شابة تراقب التحوُّل عن قرب، لتتأهل تلقائياً للمشاركة في صناعة المستقبل، والمساهمة بفعالية في حركة التنمية بما تمتلكه من مواهب وإبداعات، وما اكتسبته من خبرات ومهارات، وما تلقَّته من تعليم وتدريب وتمكين وتطوير مهني، في دولةٍ آمنت بقيمة التعليم في تشكيل الوعي الثقافي والمعرفي لأبنائها، حتى أصبحوا خير سفراءٍ لها، يُحلِّقون بها إلى سماء العالمية، كما سبق وحلَّقت بهم إلى هناك مِراراً وتكراراً.

الإنجازات العالمية التي حققتها دولتنا في مختلف المجالات والقطاعات كانت نتاج جهود سنوات من العمل والتفكير والتخطيط الاستراتيجي، جهود أثمرت عن تَبوُّء الإمارات المرتبة الأولى في مؤشرات التنافسية العالمية، "حتى أصبحت -أخيراً- نموذجاً واستثناءً عالمياً في سرعة وقوة النمو بعد الجائحة التي أثَّرت على الأداء الاقتصادي والتجاري والسياحي العالمي، في الوقت الذي لا زالت فيه الكثير من الدول في شرق العالم وغربه تعاني من آثار الجائحة، ولم تستعِد التجارة العالمية قوتها بعد".

من يعرف قصة الإمارات المُلهِمة يعي المعنى الحقيقي للنجاح والقدرة على تحويل الأحلام المستحيلة إلى واقع فعلي. نحن اليوم في دولةٍ حققت المركز الأول عالمياً في جذب المواهب، مدركةً أن صناعة المستقبل تكمن في الثروة البشرية والطاقات والإمكانات التي تمتلكها، فالموهوبون ثروة تسعى الدول لاستقطابها لدفع عجلة التطور والتقدم والارتقاء، والدور الذي يلعبه أصحاب المواهب في تنشيط الحراك المعرفي وتبادل الخبرات مع الكوادر الوطنية جدير بتحفيز روح المنافسة والريادة لدى أبنائنا، وصنع قادة حقيقيين يمتلكون الكثير من المهارات التي تقودهم نحو العالمية.

وصول أي إماراتي إلى العالمية هو نتاج الفكر المتفرد لقيادتنا. الإمارات وصلت إلى الفضاء، وأبناؤها عانقوا السحاب. هنيئاً لنا بالإمارات، وهنيئاً لنا بقيادتنا، وعلى خطاها وخطاهم نسير نحو الريادة التي أصبحت ثقافة يومية نتداولها قولاً وعملاً.