كثيراً ما نرتبك عندما تمر بنا أزمة أو مشكلة عويصة ونشعر بأننا وصلنا إلى نهاية العالم. أحد أهم المهارات التي من الممكن أن يكتسبها الشخص للتعامل مع الأزمات هي تفكيك الأمور المعقدة إلى أجزاء بسيطة والتعامل معها بطريقة خطوة بخطوة.

تعد مهارة فهم وتفكيك المشكلات ومن ثم حلها بطريقة خطوة بخطوة طريقة ناجحة ليس على المستوى الشخصي فقط، وإنما مطلوبة ومهمة في كبرى الشركات والمؤسسات الرائدة.

وإذا كان السؤال لماذا تعد هذه المهارة بهذه الأهمية؟ لأنه لم يعد عالمنا بسيطاً كما كان في السابق وإنما كثيرة هي الأمور التي أصبحت متداخلة ومرتبطة ببعضها البعض.

تكمن الفكرة في فهم المشكلة أولاً بالطريقة الصحيحة ومن ثم وضع الخطوات العملية والمناسبة لها.

بلا شك فهم المشكلة بالطريقة غير الصحيحة، حتما سيؤدي إلى وضع حلول وخطوات غير صحيحة والذي قد يترك بدوره آثاراً مأساوية.

يعد نموذج الساعة الرملية الذي يُدرّس في مناهج البحث العلمي أو في الكتابة التحليلية من النماذج التي من الممكن أن تستخدم لفهم المشكلات.

يمكن استخدام نموذج الساعة الرملية كإطار عملي والبدء بطرح الأسئلة التي تتضمن «من» «ماذا» «متى» «أين» «كيف» و«لماذا» من أجل فهم السياق العام للمشكلة، وهو ما يشكل الجزء الأعلى من الساعة الرملية. ثم الانتقال إلى التفاصيل الدقيقة بالنظر إليها عن قرب بعد تجميعها وتحليلها للخروج بنتائج، وهو ما يمثل الجزء الضيق والأوسط من الساعة.

أما الجزء الأسفل والأخير المقابل للجزء الأعلى، عبارة عن ربط جميع الأفكار السابقة والنتائج ومناقشتها للخروج بحلول وتوصيات يمكن أن تكتب بطريقة خطوة بخطوة من أجل التصدي بشكل عملي للمشكلة التي نواجهها.

ماذا لو استبدلنا عبارة «هذا أمر معقد للغاية» بعبارة «كيف يمكننا تفكيك الموضوع إلى أجزاء صغيرة وعملية»؟

ماذا لو قمنا بتدريب الصغار قبل الكبار في التعامل مع الأزمات وفي اكتساب مهارة تفكيك المشكلات وحلها بطريقة خطوة بخطوة؟