ستكون اللغة العربية بخير، عندما يتعاون المنتمون إليها على إيجاد الوسائل والطرق التي تشجع أبناءنا وبناتنا على الكتابة والقراءة وإلقاء الشعر أو القصة القصيرة أو المقالة.
ولعل التجربة التي مررت بها في طفولتي هي الضوء الكاشف الذي يجعلني أسجل ما شجعني على إتقان هذه اللغة والتحدث بها كما يتحدث العرب باللهجات المحلية، بل وجدت نفسي غير قادر أن أفصح عما في داخلي بلهجتي المحلية، وإنني أجد الفصحى أقدر على التعبير عن التفاصيل الصغيرة في حياتي.
كان الأستاذ عدنان الذي ما زلت أحفظ اسمه الأول فقط يجعل من درسه مهرجاناً خطابياً ممتعاً يشارك فيه الجميع، وأول ما يفعله مناداة الطالب الذي أجاد في كتابة موضوع الإنشاء ويطلب منه أن يقرأ بصوته موضوعه أمام بقية الطلاب.
وعندما ينتهي يطلب منا التصفيق له لإجادته، ثم يطلب إلقاء قصيدة المحفوظات التي طلب منا حفظها عن ظهر قلب، ومن يجيد إلقاءها بلا أخطاء يحصل على علامة جيدة وعلى كلمات شكر من الأستاذ عدنان وعلى تصفيق من بقية الطلاب.
ولم يكن الأستاذ عدنان يكتفي بهذه المبادرات لزرع اللغة العربية زرعاً في عقولنا، بل كان يوفر للطالب المبدع فرصة إلقاء كلمة قصيرة أمام الطلاب عندما يجتمعون في الصباح في ساحة المدرسة لتحية العلم والذهاب إلى صفوفهم.
وكان هذا يشجعني على قراءة كتب غير الكتب المدرسية لتقوية أسلوبي في الكتابة وهذا ما شجعني كثيراً على نظم الشعر.
وما أريد قوله هنا، هو أنه من الواجب على أساتذة اللغة العربية أن يفكروا بإبداع الوسائل والطرق التي تشجع طلابهم على استيعاب هذه اللغة والإبداع فيها.
يمكن أن يقوم المدرس بعمل مسابقة بين طلابه على الكتابة بخط جميل.. ويهب المبدعين بالخط شهادات شكر وتقدير وإقرار بإبداعه في الخط.
إن وسائل التواصل الاجتماعي يمكنها أن تساعد الأساتذة أيضاً لو استطاعوا تسخيرها لخدمة اللغة العربية، مع ملاحظة مهمة وهي أنها جعلت طلابنا وطالباتنا لا يعرفون كتابة اللغة العربية على الورق، بل يلجؤون إلى الضغط على حروفها في أجهزة التواصل وخصوصاً ما يسمى الآيباد.وللحديث بقية.