عندما بدأت مسيرة النهضة في دولة الإمارات العربية المتحدة، والتي ترجع إلى عام 1966، حينما تولى المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، مقاليد الحكم ومسؤولية بناء الدولة، كانت اللغة العربية في وضع صعب، سيما وأن معظم الوافدين في الدولة من مختلف أنحاء العالم، كانوا يستخدمون لغاتهم الخاصة، بينما اللغة العربية الفصيحة لا يتكلمها حتى الذين جاؤوا من الدول العربية.

وأول ما فعله القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، هو فتح المدارس وتشجيع المواطنين على إرسال أبنائهم وبناتهم إليها، وكذلك فتحت هذه المدارس أبوابها لأبناء وبنات الوافدين من الدول العربية.

والتوصية الأولى التي قدمها الشيخ زايد، رحمه الله، لجميع المسؤولين عن المدارس والتعليم في الدولة هي الاهتمام باللغة العربية، وكان أولادي في هذه المدارس الحكومية والخاصة، وكانوا يدرسون جميع العلوم باللغة العربية، وكانت اللغة الإنجليزية مقررة ولها منهجها الخاص وأساتذتها الأكفاء.

ولم يتردد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، في إصدار قرارات ومراسيم تركز على التوطين والتعريب، وعلى جعل اللغة العربية هي اللغة الرسمية، حتى أن شركات البترول الأجنبية اعتمدت مراسلة الجهات الحكومية باللغة العربية أو باللغتين معاً. وكانت هناك جهات حكومية رسمية لا عمل لها إلا التوطين والتعريب وسيادة اللغة العربية.

وقامت دائرة الإعلام التي أصبحت وزارة فيما بعد بدور كبير في دعم اللغة العربية وتشجيع الجميع على الكتابة والتحدث بها. حتى العمالة الأجنبية اضطرت إلى تعلم اللغة العربية والتكلم وحتى الكتابة بها. كما أن الدور الذي قامت به صحف الإمارات في خدمة اللغة العربية كان كبيراً وحميداً، حيث كانت هناك في كل صحيفة مساحة جيدة للكتاب الشباب والشعراء الصاعدين.

ولقد استمرت القيادة الرشيدة لدولة الإمارات على نهج القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، في حماية اللغة العربية، من خلال إنشاء مراكز اللغة العربية ومجامعها، وجعلها من العلوم التي تهتم بها وتقدمها جميع جامعات الدولة. وهذا ما تعمل عليه حالياً الجهات المعنية وجميع المسؤولين عن التعليم في الدولة لجعل هذه اللغة عزيزة قوية فعالة لدى جميع الجهات والمؤسسات التي تهتم بها.

وللحديث بقية.