لغة الضاد لغة شريفة، عالية منيفة، وهي عنوان وحدتنا، ورمز هويتنا، وروح تطورنا تصورنا، فلا وجود لأمة بدونها، ولا حياة لها بإهمالها، وأمة بلا لسان، أمة بلا تاريخ أو عنوان، وماضٍ بلا مستقبل وإنسان !
عن عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، قال: «تَعَلَّمُوا الْعَرَبِيَّةَ فَإِنَّهَا تُثَبِّتُ الْعَقْلَ، وَتَزِيدُ فِي الْمُرُوءَةِ».
ولقد عرف أهمية اللغة العربية وقيمتها ومبلغ قدرها من يقول: يُجاملك العرب النازحون وما العربية إلا وطن !
رحم الله شوقي، فاللغة وطن وأي وطن! وقد عَرف مكانتها أيضاً الفيلسوف الفرنسي «باسكال، فعبر عن هذا المعنى بقوله: «وطني هو اللغة الفرنسية»، وقد سبقهما إلى هذا المعنى الشريف وبالغ فيه الإمام أبو الريحان البيروني -440ه -. فانظر- رعاك الله- كيف خالطت العربية تلك الأفئدة، ولامست تلك القلوب!، ومن عجب أيضاً أنها سحرت بجمالها العقول، وفتنت بذكائها الفحول، حتى ولو كانوا من غيرنا !
يقول ابن منظور في سبب تصنيفه «لسان العرب»: « قد غلب في هذا الأوان من اختلاف الألسنة والألوان، حتى لقد أصبح اللحن في الكلام بعد لحناً مردوداً، وصار النطق بالعربية من المعايب معدوداً، وتنافس الناس في تصانيف الترجمانات في اللغة الأعجمية، وتفاصحوا في غير اللغة العربية، فجمعت هذا الكتاب في زمن أهله بغير لغته يفخرون، وصنعته كما صنع نوح الفُلك وقومه منه يسخرون». قاله – رحمه الله- منذ سبعة قرون عن حال العربية .. فماذا نحن قائلون، وماذا نحن فاعلون..! يقول ابن الأثير: «اللغة العربية سيدة اللغات»،
ومن أجمل ما قيل في العربية:
هام الفـؤاد بروضـك الريان
أسمى اللغات ربيبة القرآن