الترجمة في معناها الأصلي «تفسير الكلام». ترجم الكلام: فسره ووضحه.
وللترجمة أيضاً معانٍ أُخر، أهمها سيرة إنسان، أو نقل الكلام من لغة إلى أخرى، والشواهد على المعاني الثلاثة حاضرة في تراثنا العلمي والأدبي، ففي «مقدمة ابن خلدون» يتحدث عن نقل الكلام من لغة إلى أخرى، فيخبرنا في مقدمته عن أول ما تُرجم من كتب اليونانيين إلى تراثنا، فيذكر كتاب إقليدس «صناعة الأصول أو الأركان»، وهو في صناعة الهندسة، وعلل أن نُسخه جاءت مختلفة لاختلاف المترجمين.
أما الترجمة بمعنى التأريخ لإنسان، أو كتابة سيرة حياته فنظرة واحدة إلى كتب التراجم والسير تكشف لك عن ذلك،
ومما يدل على أن كلمة «الترجمان» أصيلة في اللغة العربية أن العرب تسموا بها، ففي كتاب تفسير مقاتل بن سلمان (ت150هـ)، وهو من أوائل المفسرين ذكرت كلمة «ترجمان» كصفة، وفي موطأ مالك ذكر لرجل من أهل الحديث اسمه «عبد العزيز بن حصين بن الترجمان»، وقد ضبطها الفيروزآبادي بفتح التاء وضم الجيم. قال صاحب «الإبانة في اللغة العربية» وهو مُعَرَّبٌ من (تركمان)، ويُجْمَعُ تراجِمَة وتَراجِم، وفِعْلُهُ: تَرْجَمَ يُتَرْجِمُ تَرْجَمةٌ. قال:
إنَّ الثمانين وبُلِّغْتُها... قد أحوجت سمعي إلى تُرجمان
وكلمة ترجمان وردت في الشعر العربي كثيراً، قال الراجز:
فهن يُلغِطْن به إلغاطا... كالترجمان لقي الأنباطا
ومن جيد ما قيل في وصف المغنيات وآلات الموسيقى قول ابن الرومي:
أمه دهرَها تترجم عنه... وهو بادي الغنى عن الترجمان
ذات صوت تهزه كيف شاءت... مثلما هزت الصّبا غصنَ بان
وكلمة ترجمان ترد كثيراً في شعر المتنبي.