تسابقت دولة الإمارات لإطلاق العنان حول القيود الفكرية التي تعرقل أدمغة الشباب الإماراتي في تطبيق أسس القيادة والريادة في مختلف الميادين المحلية والعالمية، حيث أصبح الفكر القيادي الإماراتي صورة حية يشار إليها بالبنان لتثبت الإمارات أن لديها نخبة من قادة المستقبل قادرين على ركل حواجز المستحيل وتسجيل الأهداف المرجوة في الشباك الصحيحة.

وهذا ما أكده صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بمقولته العظيمة "لا مكان لكلمة مستحيل في قاموس القيادة، ومهما كانت الصعوبات كبيرة، فإن الإيمان والعزيمة والإصرار كفيلة بالتغلب عليها"، وهذا ما يؤكد ضرورة النظر إلى أساليب وخدمات المؤسسات الحكومية والخاصة لرسم منهج فكري قيادي مبتكر لإعادة هندسة بعض مفاهيم الإدارة وأساليب القيادة التقليدية واستبدالها بمحركات وقودها الابتكار والإبداع لضخ فن القيادة في عقول صناع المستقبل.

يعد الفكر القيادي خريطة ذهنية تتبلور حول مجموعة من الاستراتيجيات والمبادرات التي تساعد على عملية إعداد كوادر وطنية يتصدرون البطولة بفكرهم ونهجهم البنّاء، ويعملون على إزالة العقبات والهالات الكاحلة التي تعترض نجاح رحلتهم القيادية.

وفي هذا السياق تم إنشاء مركز محمد بن راشد لإعداد القادة عام 2003م، حيث إنه يشكل أيقونة مبهرة تتضمن العديد من البرامج والاختصاصات التي ترتكز بصيرتها على تطوير عدة كفاءات أساسية مثل الاستشراف الاستراتيجي، والمواطنة العالمية، والتفكير الريادي، وغيرها من الركائز التي تتبع نهج خطى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم للقيادة.

كما أطلق المركز برنامج القيادات المؤثرة التي تعتمد على معايير التجديد وبث روح التعاون بين أعضاء الفريق لتكوين بيئة عملية قادرة على الاستمرارية ضمن التغيرات والتحديات التي تواجهها في هذا السباق القيادي الأصيل.

في الواقع هناك بعض المقرصنات التي تعرقل عملية بناء وإعداد قادة الغد، مثل رفض بعض الأفكار وعدم إعطائها فرصة للنظر إليها من زوايا أخرى لأسباب ميزانية المؤسسة، وهذا ما يؤدي إلى بث اليأس الذي يتشبث بعقل الشباب الباطن، ما يجعله رهيناً لأفكار محدودة الإبداع ومفتقراً للرؤية الاستباقية لدولة الإمارات التي تعتمد على تطوير النهج القيادي لصنّاع الأمل، وكسر حواجز الملل في تطبيق أساليب مبتكرة تجعل العالم يصفق لنا تكراراً ومراراً.

اقتناص الفرص الذهبية بطريقة ذكية تساعد على تثبيت جذور القيادة، ليعود الحصاد ويعم البلاد بأبطال دونت أفعالهم في كتب التاريخ، ليعلم العالم بأكمله أن الإمارات لديها قوة شبابية قيادية قادرة على اكتساح مناصب قيادية فعالة ومؤثرة في مختلف القطاعات، وأن ليس هنالك مستحيل يقف أمام أحلام وطموحات الشباب الإماراتي، فنحن معاً وبيد واحدة وعقل مشبع بالأمل نستطيع أن نتجاوز أسقف الفضاء.