منذ بداية أزمة كورونا، انهالت الكثير من التعليقات السلبية على مشاهير التواصل الاجتماعي، لدورهم في حماية الناس خلال هذه الأزمة. ولقد اختلفت الآراء عنهم، ولكن كانت الأغلبية الساحقة ترجح أن دور المشاهير سلبي، وأنهم لا يستخدمون المنصات لتقديم أي تعاون خلال الأزمة، وهنا أتوقف قليلاً لأستذكر، ما دور مشاهير التواصل الاجتماعي أساساً؟

إن وجود عدد كبير من الذين هاجموا المشاهير لا يعكس إلا عدم استيعابهم للدور الأساسي لهم، واعتقادهم أن المشهور يجب عليه أن يكرس حياته كاملة لتقديم محتويات متنوّعة في مختلف جوانب الحياة، وذلك لا يعتبر أمراً منطقياً بتاتاً.

وبكل بساطة، مشاهير التواصل الاجتماعي هم كحال أي مشهور في وسائل الإعلام التقليدية، لديه محتوى معيّن يقدمه للناس، وليس التحكم بحياة الناس والمجتمع بشكل كامل، ولا ينعكس دوره في كافة جوانب الحياة، إنما فقط من الناحية التي ينتمي إليها المحتوى الذي يقدمه.

عودةً إلى المنتقدين، عادة يكونون نفس الأشخاص الذين أسهموا في رفع عدد المشاهدات لدى المشاهير، ونشروا محتواهم على أساس التعبير عن انتقاداتهم، وهذا كثّف عدد المتابعين لدى المشاهير، وزاد اهتمام الناس بهم. ولا ننسى أن أغلب المنازل بسبب أزمة كورونا وتقليل الاختلاط خارج المنزل تحتاج إلى إتاحة فرص للترفيه واستكشاف كل ما هو جديد عبر الهواتف الذكية، وهذا أدى إلى زيادة الضغط من المتابعين على المشاهير، لمتابعة محتويات جديدة بسبب وقت الفراغ الطويل خلال البقاء في المنزل.

نصيحتي لكل منتقد ومهاجم، أنت أحد أجزاء بناء شهرة المشاهير، أنت من الأشخاص الذين دعموهم، فهجومك هو من أساليب التعبير عن الإعجاب، ولكن بميول سلبي، والتعليق على محتواهم يبرز أن صانع المحتوى قد استطاع استفزاز المشاهد، وهذا يدل على النجاح.

إضافة إلى ذلك فإن الجيل الحالي يَعتَبِر منصات مواقع التواصل الاجتماعي جزءاً لا يتجزأ من اهتماماتهم اليومية، وبناءً عليه: إما أن تقوم بصنع محتوى إيجابي ومفيد لهذا الجيل والدخول إلى سباق التواصل الاجتماعي، أو أن تردع نفسك عن هدم جهود الآخرين ومحتوياتهم، سواء كانت للترفيه أم الفائدة.

وأود هنا الإشارة إلى أولئك الذين تأثروا بالكتابات والهاشتاقات التي نشرت لمقاطعة المشاهير خلال أزمة كورونا.. لا تتبع كل ما هو متوفر في منصات مواقع التواصل الاجتماعي، فهناك من هم متضررون من وجود المشاهير بيننا، سواء كانت لمآرب جماعية أو فردية، وأناس آخرون مبادئهم مختلفة عن مبادئك تماماً، ويسعون لتحطيم كل ما هو ناجح، فلا تنجرف لأي كلمة تقرأها دون التدقيق والتحقق من مصدرها.