في قانون القنص إما أن تكون صياداً بارعاً وإما أن تكون فريسة يسهل التقاطها ووضعها في مقبرة الحمقى. فحينما يكون البحر خالياً من الأمواج الهائجة يبدأ الجميع بربط الأحزمة ليكونوا مكان قبطان السفينة، فإما أن تكون من الناجين في تلك الرحلة وإما أن يصبح اسمك معلقاً في قائمة البحث عن المجهولين. البعض يرمي نفسه في دائرة الخطر ذاتها تكراراً ومراراً ولا يعي مستوى الخطر الذي يقع على عاتقه ولكنه يستمر في خوض تلك المغامرة الصعبة من دون أن يخطط لها. البعض يحمل نفسه ويضعها في زنزانة الموت إذ يطمع إلى الخوض في تجارب قد تجعل حياته رمادية نوعاً ما ولكن لا حياة لمن تنادي. يقول المثل الشعبي: «بو طبيع ما ايوز عن طبعه». فخروجك من الحفرة مرة لا يعني أنك تستطيع الخروج منها مرة أخرى فأنت لا تعلم ما تخبئه لك الحياة. 

التجارب تختلف من شخص لآخر، الظروف تتغير ولعبة الحظ ليست بالضرورة أن تكون لمصلحتك، في حين أنك تظن أن كل شيء يسير على ما يرام تبدأ تظهر لك العقبات بشكل متتالٍ. ولوهلة تشعر بأن ذلك المشهد تكرر سابقاً ولكنك غير مستعد لمحاربة رهبة الخوف التي تسيطر عليك لأنك وقعت بالفخ مرتين ومن يقع بالفخ مرتين يصبح مصيدة سهلة للوحوش. كل تجربة لها دروس خاصة بها تجعلنا نتعلم كيف نحولها إلى نقاط قوة ونتغلب على نقاط الضعف ولكن يظل البعض يستهين بخطورة الموقف أو التجربة ولا يعير لها أي اهتمام إلا إذا لُدغ جلده بسم قاتل. هل يعقل ألّا نعي خطورة التجارب في حياتنا إلا حينما يكون بيننا وبين الموت شعرة؟ يقال: إذا سلمت من الأسد فلا تطمع في صيده حتى لا تصبح وجبة عشاء يلتهمها الأسود. 

إن إدراك الأخطار المحتملة يجعل من السهل مواجهتها وتجنبها في المستقبل، فقياس مستوى الخطورة لمشكلة ما ووضع مختلف الأساليب بشان مواجهة ذلك الخطر يسهل علينا تجنب مختلف العواقب أو الخسائر التي تترتب عليها تلك المشكلة. هناك بعض التجارب التي تسقط التاج عن رؤوس البعض وهناك من يستفيد من تلك التجربة فيصبح هو الملك ولا يستطيع أحد أخذ التاج منه. إدارة الأخطار تختلف من شخص لآخر، تجد بعض الأشخاص يمتلك قدرة عجيبة على إدارة المشكلة وتحويلها إلى فرصة للنجاة والبعض الآخر يزيد الطين بلة. فإما أن تحمل سيفك وتحارب ذلك الخطر وإما أن تسقط طريحاً في حلبة المصارعة وتسرق الحياة منك فرصة النجاة وتنتهي تلك الرحلة ليعلن قبطان السفينة عن ذلك الخبر المؤسف. لا تغرك ابتسامة الأسد وهو في قفصه فهو يرتدي قناع الغموض ليجد أقرب فرصة للهجوم غير المتوقع! حينها تعلن صافرة الحياة «دق ناقوس الخطر».