يحدث أن تقابل في حياتك أناساً تقابلهم مرة أو مرتين ويكون لهم بالغ الأثر الطيب الذي تتذكره له ماحييت، تتذكر الابتسامة والعينين الواسعتين اللتين تقبلان على الحياة باستكشاف وتسعى لجعلها أفضل دائماً، ويحدث أن يكون المرء ذو حياة عريضة وهو لم يتخط مرحلة الثلاثينات بالرسالة التي يحملها والخطوات الإيجابية التي يخطوها. 

ويحدث أن يبقى أثر تلك الرسالة التي تقدمها يتعدى حتى سنوات العمر الذي تعيشه. المهم أن تكون صادقاً، راغباً فيما عند الله تاركاً ما يكرهه وينهاه، لأن صدقك منجاتك وحبلك الذي تتعلق به حياً وميتاً.. الصدق مع الله، ونيتك الصالحة التي ترجو بها رضاه. 

لا يهم كم تبلغ من العمر، المهم أن تكون كوردة يفوح عطرها في الأرجاء كلما مررت بأحدهم فتجده يتذكرك ولو بجلسة واحدة! ولا يهم كم لديك من الانشغالات والضغوطات مادمت تترك ابتسامة لطيفة على وجنتي آخر بعد أن كان عابساً، ولا يهم حقاً أن تكون من تكون مادام قلبك ممتلئاً بالله وتراه في كل خطوة، فالإنسان المقبل على الحياة بحب يجد ذلك في خضم أيامه، في نظرات البشر ومحبتهم وحتى بعد أن يودعهم. 

هكذا كانت هدى.. كان لها من اسمها نصيب، لم تتخط الخامسة والثلاثين تقريباً.. المرأة القوية الرقيقة.. المحبة لأسرتها، الأم لأطفالها وكل أفراد عائلتها، مصدر الحنان والتوازن عند ضياع أحدهم، المعطاءة بعلمها وعملها.. الشغوفة بالإيجابية والسلام، نوراً في العالم انطفأ.

كم من الرائعين يعيشون بيننا كهدى؟ 

كماءٍ بارد يسقي من حوله.. الابنة، الأم، الأخت، الزوجة، الصديقة، الحبيبة، الموظفة، أخلصت في كل أدوارها وذهبت لتلقى الله بقلب سليم.. كما نحسبها وسمعنا عنها.

إذا كنت ترغب في أن تؤدي أمراً يخص تواصلك بأحدهم فلا تتردد، كأن تصنع معروفاً أو تجري اتصالاً أو حتى تصلح حالاً، لا تؤجل عملاً صالحاً أبداً. 

وإن كنت تعيش مع أشخاص رائعين كهدى. استثمر في وقتك معهم، لا تدعه يمضي في مهاترات، حزن أو ضيق أو مشاعر سوداء فتندم. 

وحتى تصبح المثال الأفضل؛ عش كل لحظة بحب بالغ، صافح الجميع، ادفع بالتي هي أحسن، كن طيباً وخلوقاً ودع الله في قلبك ثم امض في الحياة وستجد الخير في طريقك وحتى بعد مضيك.. تلك سنة الحياة.