ما بين مقالتي السابقة عن «بابا زايد»، وهذه المقالة، أيام قليلة.. كأنها الصدفة، وجدت مكانتها بين قائدين، كان وسيبقى لهما الحب نابعاً من القلب، حتى نلقى الله.
لقد كبرنا على كلمة «كان زايد.. فعل زايد.. قال زايد.. أراد زايد لهذا الوطن»، وغيرها من الكلمات التي نرددها دائماً، حتى نحيا بها، ونسعى لتحقيق رؤيته في هذا الوطن. وجاء بعد الشيخ زايد، طيب الله ثراه، المغفور له، الشيخ خليفة بن زايد، والذي أكمل المسيرة، وكان خير المؤتمن.
كان والدنا خليفة، الذي ترك المآثر تتحدث عن نفسها، والابتسامة التي ترتسم على الوجوه بطلّته البهية، وفرحتنا التي تتكرر بعطائه، ودموعنا عندما غاب عن الدنيا إلى دار الخلود.
سمعت شهقة أمي وهي تبكي لوهلة، لحظة إعلان الوفاة، ثم تكرر.. كان طيباً، كان طيباً، ورأيت وجوه أشقائي، ولا لفظ لهم سوى، رحمه الله. أيقنت أهمية دور الأسرة في تربية أبنائها، ليكونوا خير شعب في خير وطن، وأيقنت أن المعروف لا يبلى، وأن أثر الإنسان باقٍ ما دام مخلصاً في عمله. وأيقنت أننا نحن المحظوظون في الأرض بقائد رحل وقائد أتى.
والدنا خليفة.. ذكرياتنا معك عميقة، وسيبقى اسمك حاضراً معنا.. عندما نمر بجانب برج خليفة، ونتذكر أنشطتنا المدرسية، مثل «شكراً خليفة»، ونقود سياراتنا في شارع خليفة بن زايد، وصورة سيارتك الاستثنائية، التي ملأت مواقع التواصل، التي ترسم البهجة على وجوهنا.. وفي كل محفل وإنجاز جديد، ستبقى ذكراك حاضرة، كما نتذكر «بابا زايد».