محال أن تأخذ الأمنيات قسطاً من الراحة طالما أنها تمر في مخيلة صناع المستقبل، ولا يمكن للمنعطفات أن تُخفت الحس الإبداعي لدى الشباب العرب طالما أننا لدينا قوة اجتماعية لا يستهان بها، إذ تعتمد على الخيال الواسع والأهداف الدقيقة التي تغوص في صرامة الحدث حتى تنتج لنا فرساناً مغاوير يصنعون من ظلمات الليالي المدلهمة نوراً لا عتمة من بعده وبين السحاب المكفهر تمطر السماء غيثاً يحمل بين قطراته بشرى عظيمة تخبرنا أنه لا يمكن للصواعق ولا للرعود أن توقف همة شبابٍ أخرجوا من وسط الغمام غيثاً.
تبدأ الشيخوخة الحقيقية لدى الشباب حينما يتوقف عن الخيال الإبداعي والتفكير خارج الصندوق؛ فالخيال ركيزة أساسية من خلالها نستطيع أن نعيد ترتيب المشاهد حتى يتكون لنا سيناريو جديد يكتب بحبر الإبداع والتجديد والتنويع.. حقيقةً يعجبني هذا النوع من الخيال حينما يؤسس إمبراطوريته العبقرية في عقل ناضج حيث يكون هذا العقل سيد الموقف الذي يفك القيود والحواجز كافة للوصول إلى الهدف المطلوب، حينها نستطيع أن نشاهد سلسلة من الابتكارات والإنجازات العظيمة التي تقودها قيادة شبابية ملهمة قادرة على إدارة الأخطار ومواكبة التطور التقني لتحقيق التنمية في مجتمعاتنا العربية.
يؤدي الشباب دوراً مهماً في التغيير المجتمعي وهم الثروة الحقيقية للأوطان فيجب التركيز على أفكارهم المتجددة واقتراحاتهم البناءة حتى يتم صقل قدراتهم ومهاراتهم في المسار الصحيح، فإشراك الشباب في عملية اتخاذ القرار تخلق لنا قيادات شبابية مستقبلية يشار إليها بالبنان وتفتح لهم أبواباً مغلقة كتب على مطلعها «كان مستحيلاً» و«أصبح ممكناً» فلا مستحيل في دولة اللامستحيل، إذ تجاوزت دولة الإمارات العربية المتحدة مرحلة تمكين الشباب إلى مرحلة توظيف جهود الشباب وتبوئهم العديد من المناصب القيادية والإدارية وحرصهم على إشراك فئة الشباب في مختلف المجالات كونهم طاقة الوطن وحاضره ومستقبله.
لا تبنى الأمم والحضارات بالأقوال فقط بل تبنى حينما تطبق الأفعال وتنجز المستحيلات.
حين حاور الزمان الشباب البائس وقال لهم: وأسفاه! أيعقل أن يقف المستحيل أمامكم؟! أجاب المستحيل الزمان قائلاً: قل للشباب لولا المستحيل لما وجد الممكن، ولو دفن المستحيل لوُلد الممكن رغماً عن أنف الظروف، فلا مستحيل ما دام هناك شيء ممكن؛ فالمحاولات والتجارب الصعبة تصنع لنا فكراً جديداً ورؤية ثاقبة، والتجارب هي ما يصنع الفارق العقلي بين إنسان وآخر ويمكن الشباب من اكتساب معارف جديدة تضاف إلى رصيدهم الفكري، حينها تعلن نتيجة المعركة وترفع راية النصر للأبطال المغاوير الذين حاربوا من أجل طموحاتهم حتى أثبتوا بأفعالهم أن من راهن عليهم فقد كسب الرهان ومن تخلى عنهم فقد تخلى عن أمة بأكملها.