في ديسمبر من العام 2016، تخرجت بدرجة الماجستير في القيادة والادارة التربوية من جامعة زايد والتي نلت من خلالها ارتقاءاً في معارفي التربوية والتعليمية علاوة على المهارات القيادية، ولازلت أتذكر دور كل مخلص لم يتوانى لحظة ليقدم لنا حصيلة خبراته وعلمه وتجربته ليصنع أمامه قادة جدد في ميادين الحياة. 

كنت أتساءل، كيف يمكن للانسان أن يستفيد من هذا العلم لو لم يصل إلى منصب ينفذ من خلاله ما تعلمه؟ 

وكيف لنا أن نمارس القيادة ونحن لم نزل في بدايات الحياة العملية؟ فإذا بالإجابات تتوافد إلينا عبر المحاضرات والجلسات والمشاريع واحدة تلو الأخرى. 

وبدأت أفكر بالحلول العملية التي تساعدني في تحقيق الهدف دون حاجة الوصول إلى منصب معين، كيف لي أن أنشر تلك المعرفة ؟، فجاءت فكرة إصدار كتاب «القائد الذي ألهمني» والذي جمعت فيه حصيلة دراستي للماجستير لعلها تترك أثراً ملهماً. 

لم تنتهي الرحلة عند هذا الحد.. 

أكملت رحلتي الوظيفية مؤمنة بأن القيادة ليست بحاجة إلى منصب فكل موظف هو قائد عندما يخلص في عمله ويلهم الآخرين ويقدم الأفكار العظيمة والبسيطة ويسعى لتحقيق رؤية وهدف يعيش لأجله، كانت تلك هي الرسالة ولازالت وبها رأيت الاحلام واقعاً وأصبحت الرؤية إلهاماً لترك الأثر في النفوس. 

كنت أبحث عن القدوات السابقة والحديثة، ووجدت أنها كثيرة ولكن ليس كل قائد قدوة وليس كل قدوة ملهم، فأيقنت أن على الانسان البدء بذاته وأن يسعى لأن يكون التغيير الذي يريد أن يراه حوله فيتشكل كل شيء بعدها مباشرة. 

وفي معرض الحديث عن القائد الملهم.. أتذكر لقاءاً معالي محمد القرقاوي مع بودكاست «فنجان» والذي أجراه قبل شهرين تقريباً، ليخبرنا أنه لا إنجاز دون اجتهاد ولا إبداع دون حرص والتزام ولا إلهام دون وجود قائد حقيقي يقود فريقه بإخلاص. 

أثناء مشاهدتي لذلك المشهد عبر اليوتيوب، تشابكت حروفي لأجد قلمي يكتب: المخلصون البارون يجدون مكانهم في الحياة.

وأنت على شرفات وظيفة ما، لا تنسى أن تجعل الالهام ديدنك ولا تنتظر المنصب التالي لأنه سيأتي حتماً مادمت مخلصاً، وكذلك هو الحال عندما تغادر وظيفة ما لتنتقل إلى مكان وعمل جديد؛ كن طموحاً مخلصاً باراً والأهم ملهماً يسعى لجعل حياة الناس أفضل.