الانتماء، الولاء وحب الوطن تحت شعار الوطنية جمعيها مشاعر ممزوجة بفطرتنا، وبصمت على الجباه عند ولادتنا، فأي الأوطان كان الوطن، وبأي عقيدة ودين يعتنق، وبأي سياسة بُني عليها يظل الوطن وطناً لا يباع ولا يشترى، نهبه أرواحنا، نبتسم في وجه العدو لأجله تضحية، شعور الوطنية بداخلنا كالغيرة بقلب الرجل على أهله، كرابط الحب اللامشروط بين أبنائنا، يبقى الوطن فيك متجذراً متأصلاً، فهو الروح، بها تكون ذات معنى، وقيمة ذات أصل، فالوطن مهد صبانا، ومرتع طفولتنا، ومأوى كهولتنا، هو ما تكتنزه الذاكرة من ذكريات، وبما تحمل من حكايا، هو هويتنا، ماضينا، حاضرنا، وهو المستقبل، وكما قال الشاعر أحمد شوقي: وطني لو شغلت بالخلد عنه.. نازعتني إليه بالخلد نفسي.
مبدأ حب الوطن لا يمكن أن ينكره أي عقل، فهو انتماء فريد، ولأننا نحن الوطن، وبنا يصان الوطن، وبنا يُبنى ويزدهر، فالتعبير السائد عن حب الوطن مفهوم ناشئ من العمق الحقيقي للتفاني من أجله، تلك العاطفة التي تلهمنا بما يلزم علينا تقديمه للوطن، ما أقوله: إن التعبير عن الوطنية بداخلنا وحبنا للوطن ليس فقط تعبيراً لحظياً أو شعارات ننادي بها مرة في السنة، الوطنية ثورة ذاتية، فالنفس مقرها تسقى وتنمو بالسعي نحوه بجهد، والعمل على ازدهاره، الوطنية أفعال مسطرة على أرض الواقع، شعور بالمسؤولية نحوه وصناعة التغيير لأجله نحو الأفضل، أن نتسلح بالعلوم النافعة، التي تجعله في القمة، نحفظ تراثه وموروثه الشعبي الأصيل والثقافي، نعتز به بهويتنا نبقيه بأفعالنا نقياً كما ورثتاه، فالوطنية أفعال وخير امتثال لهويته.