مسلسل نور استطاع أن يحقق نجاحاً باهراً وأن يجمع حوله أعداداً هائلة من الجنسيات والثقافات المختلفة حتى غير العربية ولقد دهشت قبل أسبوعين عندما كنت في السودان الشقيق وجدت جل أحاديث الناس عن المسلسل وإذ بي يوماً آتي إلى المنزل واجد الجميع يجلسون حول التلفاز وقدا أطل رجل فسألت من هذا وأجاب لي ابني محمد الخير الذي يبلغ من العمر 3 سنوات بأن هذا هو «مهند» أنت لا تعرفه!!
تعجبت من الأمر!؟ كيف لهذا الطفل الصغير أن يفهم هذا المسلسل لابد أن هنالك أمرا جعله يشاهد وجذبه لمعرفة بطل المسلسل ويستغرب بأني لا أعرفه !! وتساءلت ما هذا المسلسل الذي جعل الجميع يتحدث عنه في السودان والإمارات وبلدان أخرى. لم احظ بمشاهدة هذا المسلسل إلا الحلقة رقم (102).
واستطعت أن أقف عنده لعدة أسباب جعلت هذا المسلسل ينجح وأن يأخذ هذا الصيت والسبب الأساسي في نجاح المسلسل النجاح الحقيقي أولا في التأليف والسيناريو والتصوير والإخراج والموسيقى التصويرية إضافة إلى نجاح الممثلين في أداء أدوارهم بكل تلقائية ونجاح الدبلجة لكل المواقف المختلفة وأن نجاح وتلقي المشاهدين في العالم العربي وتلقفهم لمسلسل نور يعود إلى إذكاء روح الرومانسية.
وغالبية المسلسلات العربية لا تناقش القضايا الإنسانية التي تحفز على الحب والاحترام بل تظهر كل ما هو قبيح وغير مستساغ وأحيانا تغرد بعيداً عن واقع الأحاسيس والبعد الإنساني ونجح مسلسل نور في ملامسة شغاف قلوب الناس والتحدث عن مشكلاتهم الحياتية لأن الإنسان عندما يتابع عملا دراميا يأمل أن يجد في هذا العمل نفسه.