ازدادت المساحات المزروعة بالمحاصيل والخضار والفواكه زيادة كبيرة خلال السنوات الماضية، وتنتشر في مدينة العين وضواحيها العديد من المزارع التي ازداد عددها بطريقة ملموسة، حيث ارتفع من حوالي 300 مزرعة فقط في عام 1971 إلى أكثر من 11 ألف مزرعة حدائق ومنتزهات في كل مكان، و تم إنشاء أول حديقة في العين وذلك عام 1964م، وهي حديقة الجاهلي حيث كانت بداية للعديد من الحدائق المنتشرة في كافة أرجاء مدينة العين وضواحيها.

كما أن من أهم الحدائق في العين السليمي والعامة والهيلي والبصرة والقطارة والمسعودي ومدينة العاب الهيلي والجيمي والسليمي والخبيصي. وتضم مدينة العين في الزراعة الحيوانية عدد كبير من الحيوانات النادرة والطيور والزواحف والأسماك تم إحضارها من مختلف أنحاء العالم وهناك أيضاً احواض للأحياء المائية وبيوت خاصة للطيور وتتميز هذه البيوت بفنهما المعماري الذي يذهل الناظرين.

وتعتبر العين منطقة شديدة الخصوبة والخضرة وكثرة المزارع والحدائق فيها، وتتوفر فيها المياه الطبيعية التي تتدفق عن طريق قنوات تحت الأرض وعن طريق الآبار، ومن أهم معالمها حدائق العين الفايضة وجبل حفيت وحديقة ألعاب الهيلي وحديقة الحيوانات ومتحف العين للآثار، ومن أهم المعالم الحضارية في المدينة جامعة الإمارات العربية المتحدة ومطار العين.

اهتمام بالخضرة

ومن المنطلق الديني الذي انتهجه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ومن كتاب الله الكريم الذي حث على اهمية الزراعة قال تعالى: (وهو الذي أنشأ جنات معروشات وغير معروشات والنخل والزرع مختلفاً أكله والزيتون والرمان متشابهاً وغير متشابه، كلوا من ثمره إذا أثمر وآتوا حقه يوم حصاده ولا تسرفوا، إنه لا يحب المسرفين).

وكما ان الشيخ زايد رحمه الله امر بحفر الكثير من الأفلاج لأهميتها لنقل المياه للمناطق الزراعية وهذا ما اكد عليه ديننا الحنيف ايضا عندما حث الإسلام على الزراعة واعتنى بها وحرص عليها ودعا الى الاعتناء بها وزيادة مساحة الأراضي الزراعية، كما حث على حفر وشق الموارد المائية، فقال عليه الصلاة والسلام «من أحيا أرضاً ميتة فهي له». رواه أحمد وأبو داود والترمذي.

ولن ننسى منطقة المبزرة الخضراء التي اولاها ايضا المغفور له باذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان جل الاهتمام وخصوصا الينبوع الحار الذي اكتشف في جبل حفيت وبناء على توجيهات الشيخ زايد رحمه الله قامت بلدية العين بإقامة العديد من المشاريع السياحية والزراعية بالمنطقة.

ولا شك أن مدينة العين تعرف بتنوع الحدائق فيها وتلالها الصحراوية ايضا المتميزة باللون الساحر والجبال الممتدة والمسطحات الخضراء كالمبزرة الخضراء الواقعة على سفح جبل حفيت والاراضي الخصبة التي ساعدت الانسان على الاستقرار والعيش وهذا ما ساعد ايضا على انتشار الزراعة بشكل ليس بالطبيعي وملفت للنظر على مستوى العالم.

وقد مرت الزراعة في مدينة العين بمراحل عديدة من حيث طرق الوقاية والامراض التي تصيب المزروعات وهناك امراض شائعة عولجت واهتمت الدولة في عملية الحفاظ على الزراعة من خلال رش اشجار النخيل خوفا من تعرضها الى التلف وعلاج النخلة من السوس الذي يسمى سوسة النخيل، وذلك بوضع مادة تسمى الفوستوكسين داخل جذع الشجرة ومن ثم يطلى بالطين ويغطى بالبلاستيك الذي نراه كثيرا على شجر النخيل في الطرقات.

وأصبحت مدينة العين بلدا زراعيا تتميز بجمال الطبيعة والمناظر الخلابة التي تحيط بها، وتبقى الملاذ للكثير من سكان المنطقة ويكثر بها السائحون الأجانب لتميزها الجميل وللخدمات الرائعة التي قدمتها البلدية ليحظى السائح برعاية وراحة ربما لم يحظ بها من قبل في بلده.

وأكدت مدينة العين حضورها على نحو استراتيجي ومؤثر في محيطها وأهلها وزوارها وكانت العين معبراً للقوافل ينتفعون من خيراتها وهاهي اليوم تجمع بين العراقة والأصالة حيث باتت مقصداً للسائحين الذين يستمتعون بجمالها وبخدماتها.