لا تعدم أشكال الاحتفاء بموسيقار الأجيال، محمد عبد الوهاب، ألوان الجذب والمتعة، مهما تنوعت وتعددت.. وفي هذا السياق، نتبين قيمة فريدة، لما انجزه، أخيراً، موقع «ذاكرة مصر المعاصرة» الإلكتروني، المتخصص بتاريخ مصر المعاصر-، من توثيق لهذا العلم البارز في الموسيقى والغناء العربيين؛ وذلك في ذكرى مرور عشرين عاماً على رحيل كروان مصر، كما وصفه أمير الشعراء.
يحتفي الموقع بهذه الذكرى، من خلال مجموعات متميزة من أرشيف الصور النادرة والوثائق الخاص به، وكذا نماذج من «أفيشات»: الأفلام التي لعب فيها الموسيقار الراحل، دور البطولة أو شارك فيها. إضافة إلى الأرشيف الصحافي الخاص به، وبعض الطوابع التي تحمل صورته. وكذا بعض أغنياته .
يظل تاريخ ميلاد الموسيقار محمد عبد الوهاب، محل خلاف بين الكثيرين، بل إنه بالفعل، يمثل لغزا غامضا. إذ جاء على لسان عبد الوهاب، في لقائه مع الصحافيين، ومع مقدمي برامج الإذاعة والتليفزيون، أنه ولد في شهر مارس من عام 1910، وفي سجل المكتبة الصوتية للمؤرخ الموسيقي عبد العزيز محمود عناني، نتبين أنه من مواليد عام 1902.
وكما جاء في حديث لمنيرة المهدية، فإن عبد الوهاب، حين مثل أمامها دور «مارك أنطوان» في عام 1927، كان عمره خمسة وعشرين عاما. ولا يزال هذا الخلاف، قائما، في الفترة الحالية، تحديداً حول تاريخ ميلاده إذا كان في 13 مارس 1901 أو 1902 أو 1910، أو إنه، على الارجح، كان بين عامي 1901- 1902.
منذ البداية ...
تعرض الصور التي وثقها موقع ذاكرة مصر المعاصرة، لجملة تفاصيل توثيقية، شائقة وفريدة، في حياة أحد أعمدة الموسيقى في العالم العربي: الموسيقار الراحل محمد عبد الوهاب. والذي ولد في قرية بني عباس ـــ مركز أبو كبير ـــ في محافظة الشرقية، بدلتا النيل بمصر.
وليس كما تذكر العديد من المراجع، أنه ولد في حي باب الشعرية بالقاهرة. ثم انتقل من قرية ولادته :بني عباس، مع عائلته، إلى القاهرة، فاستقر في حي باب الشعرية. وحفظ القرآن الكريم وهو في سن السابعة. وكانت البداية عندما كان يرتل القرآن بصوته العذب، فشغف آذان الناس حتى ذاع صيته. وتأثر بقرّاء القرآن الكريم، من أمثال: الشيخ محمد رفعت، الشيخ علي محمود، الشيخ منصور بدران. وشجعه شقيقه الشيخ حسن، على ذلك، والذي كان له تأثير كبير على حياته، فيما بعد. إذ كان بالنسبة له، الوالد والأخ والصديق.
تحد وإصرار
لا تكتفي الصور باقتصار مراحل التوثيق لحياة وعطاء الموسيقار الراحل، على فترة محددة، إذ تحاول تغطية مختلف المراحل الزمنية في حياته. وتعكس تلاوين وتقلبات مسار سعادته بعد تعاسة البدايات. إذ لم تكن حياته في المراحل الأولى، سعيدة، بل مليئة بالصراعات بين رغباته الدفينة في حبه للغناء والطرب.
ورغبات الأسرة التي كانت تريد إلحاقه بالأزهر الشريف، مثل أخيه الأكبر الشيخ حسن، ولكنه تمرد على رغبة الأسرة، وسار في طريق الغناء والموسيقى. فكان عبد الوهاب يغني للأطفال في الحارة.. وذات يوم، استوقفه رجل، بعد أن سمع صوته وأعجب به.
وكان هذا محمد يوسف، أشهر أعضاء الكورس في الفرق التي كانت تطوف البلاد والقرى والموالد. وأعجب بصوت عبد الوهاب، فطلب منه أن يصطحبه ليغني معه في السيرك الذي كان يجوب محافظات مصر جميعها. فوافق عبد الوهاب، على الفور، وكانت أول مدينة يقدم اليها هي دمنهور، فذهب إليها راكبا الحمار، وتقاضى نظير غنائه في ذلك الحفل، خمسة قروش، كانت أول أجر يحصل عليه في حياته.
بعد ذلك، قدم الفنان محمد يوسف، عبد الوهاب، إلى فؤاد الجزايرلي، صاحب إحدى الفرق المسرحية، حينذاك، الذي استحسن صوته، على صغر سنه. فاتفق معه على الغناء كل ليلة، في الاستراحة بين الفصول، فذاع صيت عبد الوهاب وامتلأت الشوارع بصوره، إلا أنها كانت صورا تحمل اسما غير اسمه، لأنه كان يخشى من غضب أهله، إذا ما عرفوا باحترافه الغناء، ولهذا أطلق على نفسه «محمد البغدادي»، ووصل أجره في هذه الفترة، إلى أربعة جنيهات، ثم ارتفع إلى ست جنيهات.
شوقي وعبد الوهاب
تعرفنا الصور في مجموعة «ذاكرة مصر المعاصرة»، على طبيعة العلاقة التي ربطت بين محمد عبد الوهاب والشاعر أحمد شوقي، حيث انتقل الاول، عقب المرحلة المبدئية لنجاحه، والتي عرف بها باسم « محمد البغدادي»، إلى فرقة عبد الرحمن رشدي، وكان ذلك في عام 1920.
وللمرة الثانية يلعب الحظ دوره في حياة موسيقار الأجيال، فعندما كان يغني بين الفصول في فرقة عبد الرحمن رشدي، وحضر إلى المسرح أمير الشعراء أحمد بك شوقي، واستمع لغناء عبد الوهاب، وتملكه صوته، قرر تبنيه فنيا، وتوثقت علاقتهما إلى الحد الذي بات فيه أمير الشعراء يكتب الأغاني خصيصا لعبد الوهاب، وكان أول من أطلق عليه لقب «الكروان».
وفي مرحلة تلت هذه الأحداث، انضم عبد الوهاب إلى فرقة «علي الكسار»، بمرتب شهري قدره عشرون جنيهًا، غير أن عبد الرحمن رشدي لم يلبث أن استرده إلى الفرقة، وزاد أجره إلى خمسة جنيهات، حتى أصبح راتبه 25 جنيها، وهو مرتب كبير، آنذاك، لم يكن يتقاضاه كبار الممثلين . وكان عبد الوهاب يغني في فرقة عبد الرحمن رشدي، بين الفصول.
وفي يوم منها، علم أن أمير الشعراء :أحمد شوقي، جاء خصيصا لمشاهدة مسرحية «الشمس المشرقة»، والتي كانت تقدمها الفرقة، وأراد عبد الوهاب أن يلفت نظر شوقي بك إليه، فشدا في تلك الليلة، ولكن كانت المفاجأة أن شوقي بك، وفي اليوم التالي، بعث بشكوى إلى «لان رسل باشا» حكمدار القاهرة، يطلب فيها منع عبد الوهاب من الغناء، بسبب صغر سنه.
تطور مهم
لا تتخلف صور المجموعة، عن تتبع كافة التفاصيل في حياة عبد الوهاب. ونطالع فيها، تفاصيل رحلاتها وتطورات مستويات عطائه، فيما بعد المرحلة السالف ذكرها. ففي عام 1922 سافر عبد الوهاب في رحلة فنية، إلى فلسطين وسوريا ولبنان مع فرقة نجيب الريحاني، ولما عاد من رحلته، قرر دخول معهد الموسيقى العربية، لكن الالتحاق بالمعهد، كان يحتاج إلى مصروفات كبيرة.. وبذا كان لابد من البحث عن عمل لدفع المصروفات.
وإزاء هذه الحال، وجد عبد الوهاب عملاً، فأصبح مدرسًا للأناشيد في مدرسة الخازندار، وخلال العطلة الصيفية للمدرسة، اشترك في حفلة غنائية كان معهد الموسيقى قد أقامها في كازينو «سان ستيفانو» بالإسكندرية، وهي تعد، الحفلة الغنائية الحقيقية، الأولى، التي يشترك فيها عبد الوهاب، بعد أن كان يغني على المسارح بين الفصول فقط.
مع منيرة المهدية
نتبين من خلال مجموعة الصور، أبرز مراحل التدرج في بزوغ نجم عبد الوهاب. إذ نجد صورا قديمة جدا، نعايش من خلالها بداية ظهوره مع منيرة المهدية، في رواية «شهرزاد» كبديل لسيد درويش، كما مثل وغنى معها، أوبريت «كليوباترا» عام 1927. وحفظ التراث الغنائي القديم واستوعبه واختزنه في الذاكرة.
وسجل منه موشحاً «ملا الكاسات» لمحمد عثمان و»أنا هويت» لسيد درويش. وإلى جانب التكوين الفني لمحمد عبد الوهاب، كان منفتح الذهن والقلب، واستلهم فكره وثقافته من أحمد شوقي والعقاد والمازني وطه حسين، فكان صديقا للجميع، مع اختلاف أفكارهم ومعتقداتهم الثقافية والفكرية والأدبية، وكان الفن لديه دائما إحساس بالمسؤولية.
وفي تلك الفترة، أقام الشاعر أحمد شوقي حفلة في منزله «كرمة ابن هانئ»، بمناسبة زفاف ابنه الأكبر، علي. وحضر الحفل الزعيم سعد زغلول، وكبار الأدباء والعلماء والساسة، وسمعوا عبد الوهاب وهو يغني، فوقفوا يتهامسون بأنه «أمل الموسيقى الجديد».
بين السينما والمسرح الغنائي
كان الفيلم الغنائي الاول الذي شارك فيه محمد عبد الوهاب، «أنشودة الثوار»، ذلك في عام 1932، ولعبت دور البطولة فيه، المطربة نادرة، أمام رائد المسرح، جورج أبيض. وأيضاً: عبد الرحمن رشدي، زكريا أحمد. وهو من إخراج ماريو فولبي. وكان الفيلم، سابقًا لمحاولات محمد عبد الوهاب، في تقديم الفيلم الغنائي.إذ كان لعبد الوهاب، دور كبير في دعم مسيرة السينما الغنائية، من خلال أفلامه السبعة، التي قدمها طيلة مشواره الفني.
وكان أولها في عام 1932 مع المخرج محمد كريم، وحمل اسم «الوردة البيضاء»، وكتب قصته، كل من سليمان نجيب ومحمد كريم وتوفيق البردلنس. وكلمات أغانيه للشاعر أحمد رامي. كما اخرج في باريس، آنذاك، لأن مصر لم تكن تملك استوديو للأفلام. وتقاضي عبد الوهاب 450 جنيها، أجرا عن هذا الفيلم، والذي عرض في عام 1933، ولقي نجاحا كبيرا، بمقاييس عصره.
تعرض الصور التي يوثقها «ذاكرة مصر المعاصرة»، لخطوط مفصلية، عديدة، في تطور مشوار عطاء ونجاح عبد الوهاب. ونتعمق عبرها، في معرفة حيثيات انتقال عبد الوهاب، بعد المرحلة السابقة، إلى تكثيف حضوره الفني السينمائي.
وبذا قدم عددا من الأفلام، وهي: «دموع الحب»- 1935، «يحيا الحب» - 1938، «يوم سعيد»- 1940، «ممنوع الحب»- 1942، -»رصاصة في القلب» - 1944. وأخيرا فيلم «لست ملاكًا» في عام 1946. إلا أن عبد الوهاب كان يمتلك من الذكاء ما جعله يقرر التوقف عن تقديم المزيد من الأفلام السينمائية.
كونه أدرك بحسه، أن الزمن ليس زمنه، ذلك بعد أن ظهر الفنانون الشباب و بدأوا تقديم نوعية من الأفلام، أقبل عليها الجمهور بشكل كبير، إلى جانب أن شخصية عبد الوهاب، بطبيعتها، لا تتحمل الفشل، بأي حال من الأحوال. وهكذا آثر التفرغ للغناء والتلحين.
خاض عبد الوهاب تجربة إبداعية يتيمة في حقل المسرح الغنائي، وذلك في مسرحية «كليوباترا «، والتي كان قد بدأها فنان الشعب :سيد درويش حيث لم يسعفه العمر لإكمالها. فأتمها عبد الوهاب بشكل أبهر كل من استمع لها. وبعد أن أنجز عبد الوهاب تلحين نص رواية « كليوباترا» التي اقتبسها للمسرح سليم نمله ويونس القاضي، لفرقة «منيرة المهدية»، أصبح عملاق النغم الجديد هو عبد الوهاب، وذلك امتدادا للأول سيد درويش.
ولا بد من الاشارة إلى ان عبد الوهاب، كان يؤمن بفكرة حيوية، تحكمت في طبيعة وظروف حياته، احيانا، فحواها، أنه لا إبداع بغير تمتعه بصحة جسدية سليمة، تساعده على تحمل عبء هذا الإبداع، وكذا تخدمه بشكل يؤهله لأن يعمل بشكل صحيح.
وفي كافة الاحوال، لا جدال بين مختلف المتخصصين، في ان عبد الوهاب، كان ويبقى، فنانا مطلعا على ثقافات العالم الموسيقية، ماضيها وحاضرها. وبدا سابقا لعصره، من خلال أفكاره الموسيقية التي ظل يطرحها، حتى آخر أعماله.
وأما فيما يعني حياته الشخصية، فنرى انها كانت بسيطة مكشوفة، كما يقول المعنيون، يملؤها الأصدقاء، فطالما اشتهر بحب المجاملة لجميع الناس. فأحبوه بدورهم، وأحاطوا به. كما انه كان قد تزوج من السيدة نهلة القدسي، وأنجب منها خمسة أبناء، لم يحترف أحد منهم الفن. قدم عبد الوهاب على مدى سبعين عاما، من الفن والغناء والتلحين والموسيقى الخالصة، أكثر من 1000 أغنية ولحن. وهو لحن لمعظم المطربين العرب أكثر من 700 لحن. كما لحن لأم كلثوم، والتي وصف التقاءه بها، بلقاء السحاب في أغنيات: «أنت عمري»، «على باب مصر»، «أنت الحب»، «أمل حياتي».
وكذلك، لحن لكل من: عبد الحليم، كارم محمود، نجاة الصغيرة، فايزة أحمد، وغيرهم من المطربين. كما تدرج عبد الوهاب، في العديد من المناصب. وتقلد الكثير من الأوسمة. وكذلك اختاره الموسيقيون عام 1956، نقيبا لهم. واختير في العام ذاته، رئيسا لاتحاد النقابات الفنية. وأيضا انتخب رئيسا لجمعية المؤلفين والملحنين، أكثر من مرة ، وذلك في أعوام: 1974، 1977، 1980، 1986. وفي عام 1981 أصبح عضوا في مجلس أمناء اتحاد الإذاعة والتلفزيون المصريين. وعين في مجلس الشورى المصري، في العام ذاته.
تكريم وأوسمة
نتعرف عبر محتويات مجموعة الصور في «ذاكرة مصر المعاصرة»، على بعض أشكال وأوجه التكريم المميز الذي ناله عبد الوهاب. إذ كرمه الرئيس جمال عبد الناصر في عيد العلم. وأيضا، منحه الرئيس السادات، رتبة «اللواء الشرفية». وأطلق اسمه على معهد الموسيقي العربية.
كما كُرم من خارج مصر، من قبل: الرئيس الحبيب بورقيبة، الملك حسين، الملك الحسن الثاني، الملك فيصل. وحصل على أوسمة من دول عديدة، من بينها: الوسام العثماني الأكبر من سلطنة عمان، وسام الاستقلال من الأردن. كما حاز دكتوراه فخرية من إحدى جامعات أميركا.
لمسات إبداعية مميزة
أضاف عبد الوهاب لمسة غير شرقية، في الغناء العربي، منذ تلحينه قصيدة «يا جارة الوادي»، فزاد ذلك، الأغنية المصرية، قوة في التعبير. كما كسر الشكل التقليدي لتلحين القصيدة، مثل ما فعل في :»الجندول»، « الكرنك»، «كليوباترا». فلحن أجزاء كبيرة من القصيدة على شكل مسترسل، وتمرد على النمط الإيقاعي المستمر لها.
كما تخير من أبياتها ما هو مناسب لتأدية الليالي والمواويل المحددة. وتمرد على الأداء التقليدي للغناء، فتخلص من الزركشة المبالغ فيها وأوقف ذلك على أداء القفلة المصرية التي هي ضرورة للغناء العربي. وبالإضافة إلى ذلك، قدم عبد الوهاب الأغنية القصيرة في السينما : «أنسى الدنيا»، «بلاش تبوسني»، ديالوج «حكيم عيون»، «يادي النعيم». بالتوازي مع الإيقاعات الراقصة. كما أبدع الأغنية الحديثة القابلة للمعالجة الهارمونية: «أنا والعذاب وهواك»، «عاشق الروح».
كما أن لعبد الوهاب، بعض الإضافات الفنية، ومنها: إضافة الكورال للغناء -»القمح الليلة»، القصيدة التعبيرية -»لا تكذبي». ونجده فيها، يلقي الكلام بهدف التعبير عن معانيه أولاً، ثم تأتي جماليات الغناء في الدور الثاني. وأوجد المقدمات الموسيقية الطويلة، منذ تلحينه لأم كلثوم «أنت عمري». وكذا طور التخت من أربعة عازفين إلى أوركسترا. واهتم بمظهر العازف في شكله وسلوكه. وارتقى بمستوى الكلمات من خلال تعامله مع شعراء عظام، من أمثال : أحمد شوقي، وأحمد رامي، وعلي محمود طه، وحسين السيد .
وتعامل عبد الوهاب مع الأغنية من حيث معناها، مستعرضا المشاعر والأحاسيس الإنسانية ككل، والمفهوم والإحساس الذي تعبر عنه، إلى جانب التطريب. وهكذا مثل، بألحانه وغنائه، عصرا مزدهرا في الموسيقى العربية.
واستحق لقب موسيقار الأجيال إذ أمتع وأبدع بموسيقاه وفنه، وعاصر حوالي ثلاثة أجيال.. واستوعب موسيقى من سبقوه، وحفظ وغنى ولحن كل الألوان.. كما انه درس العلوم الموسيقية الأوربية «الهارموني والكونتربوينت»، على يد أساتذتها في مصر.
وذلك إضافة إلى حفظه وترتيله للقرآن الكريم، ودراسته الأدب والشعر على يد الرواد في هذا الفن من مصر. وكذلك استخدم عبد الوهاب، الآلات الموسيقية الغربية، في أعماله، ومنها: استخدام آلة الغيتار الكلاسيكي في أغنية «أنس الدنيا وريح بالك»- من فيلم «رصاصة في القلب»، استعماله الغيتار الكهربائي للمرة الأولى في أغنية أم كلثوم «أنت عمري»، توظيفه الماندولين في لحن «عاشق الروح» من فيلم «غزل البنات»، استخدامه البيانو في قصيدة «الحب والجمال» من فيلم «يوم سعيد»، توظيفه فن الأوبرا في أوبريت «مجنون ليلى» من فيلم «يوم سعيد»،
استخدمه الأكورديون في مونولوج «مريت على بيت الحبيب» عام 1930، استعماله معظم آلات النفخ النحاسية بأنواعها المختلفة- في الكثير من الأناشيد الوطنية (الوطن الأكبر- الجيل الصاعد- الجهاد صوت الجماهير أصبح عندي الآن بندقية- حرية أراضينا)
بطاقة
ولد الموسيقار الراحل محمد عبد الوهاب، في قرية بني عباس -مركز أبو كبير- في محافظة الشرقية، في دلتا النيل بمصر. ثم انتقل، مع عائلته، إلى القاهرة، واستقر في حي باب الشعرية. وحفظ القرآن الكريم وهو في سن السابعة. وكانت البداية عندما كان يرتل القرآن بصوته العذب، فشغف آذان الناس حتى ذاع صيته.
وتوفي موسيقار الاجيال، في الثالث من شهر مايو عام 1991، عن عمر تسعين عاما تقريبا. وكان آخر أعماله، أغنية «من غير ليه».