يقوم غاو وينكيان في كتابه «شو إين لاي آخر ثوري كامل» برسم صورة منفتحة على العالم للزعيم الصيني شوان لاي بعد أن أنجز دراساته الجامعية في اليابان وفرنسا.
ومن الصفات الأساسية التي يؤكد عليها المؤلف في شخصية «شو إين لاي» بعد توليه رئاسة الحكومة ووزارة الخارجية عام 1949 محاولته خلال الفترة الأولى العمل على استتباب النظام في البلاد بعد الحرب الأهلية الطويلة التي عاشتها خاصة بين الشيوعيين وبين أولئك الذين أطلقوا على أنفسهم تسمية «الوطنيين». وتبنّى شو إين لاي برامج إصلاحية طموحة.
لكن النجاح الكبير الذي حققه كان من خلال منصبه كوزير للخارجية، وهو المنصب الذي شغله طيلة عقد من الزمن ما بين 1949 و1959. ولقد توصل من خلال «حسّه الدبلوماسي الرفيع» وثقافته الواسعة إلى تحسين موقع الصين ومكانتها على الصعيد الدولي.
ويذكّر المؤلف في هذا السياق خاصة مساهمته الفعّالة في مؤتمر جنيف عام 1954 حول الهند الصينية وفي مؤتمر باندونغ لعدم الانحياز عام 1955.
ويُبدي غاو وينكيان «ميله» نحو الاعتقاد، لكن دون تقديم براهين ملموسة وإنما الاكتفاء ببعض المؤشرات، أن «شو إين لاي» قد لعب دورا أيضاً في إجهاض المحاولة الانقلابية العسكرية التي حاول «خليفة ما الظاهر آنذاك»، أي وزير الدفاع «لين بياو» القيام بها.
هكذا غدا «شو إين لاي»، بعد وفاة «لين بياو» هو الشخصية القيادية الصينية التي تتمتع بأكبر سلطة حقيقية في الصين بعد رحيل ماو تسي تونغ. وكان ذلك على خلفية «الإعجاب» الذي كان يحمله رفاقه ل«حسّه الإنساني».
ويعيد المؤلف إلى شو إين لاي الفضل في العمل لفتح حوار حقيقي بين بلاده وبين اليابان «قوة الاحتلال بالأمس التي حاربها» والولايات المتحدة «بلد الرأسمالية الأول».
وكان ذلك في بداية عقد السبعينات. وكانت بدايات ذلك الحوار عبر «لقاءات رياضية». ثم جاءت زيارة الرئيس الأميركي ريشارد نيكسون إلى الصين خلال شهر فبراير-شباط من عام 1972 حيث وقّع معه «شو إين لاي» ما عُرف بـ «بيان شنغهاي». ومما كان فاتحة علاقات وثيقة بين البلدين أدّت بـ «شكل طبيعي» إلى إقامة علاقات دبلوماسية مع اليابان «الجار اللدود».
وكانت أشد «المعارك» التي خاضها شو إين لاي على الصعيد الداخلي الصيني مع ما عُرف بـ «عصابة الأربعة» اعتبارا من عام 1974. هذه «العصابة» التي كانت زوجة ماو تسي تونغ هي أحد رموزها، شنّت هجومات عنيفة ضد «شو إين لاي» حتى وفاته في بكين بتاريخ 8 يناير-كانون الثاني من عام 1976، إثر إصابته بمرض عضال.
وفي المحصلة يقدم غاو وينكيان أحد أكثر «السير» اكتمالا لسيرة حياة شو إين لاي الذي عاش طيلة خمسين سنة في قلب السياسة الصينية وكان أحد صانعيها الرئيسيين.
ويؤكد «غاو وينكيان» أنه استطاع «المحافظة على بقائه واستمراره في السلطة بفضل «مرونته السياسية»، وينقل المؤلف عن الرئيس الأميركي ريتشارد نيكسون وصفه لشو إين لاي أنه «أعظم رجل دولة في عصرنا».
الكتاب: شو إين لاي - آخر ثوري كامل
تأليف: غاو وينكيان
الناشر: بوبليك افير نيويورك 2008
الصفحات: 345 صفحة
القطع: المتوسط
Zhou Enlaï: the last
perfect revolutionary
Gao Wenqian
Public Affairs- New York- 2008
345P.