يبدو البعض ممن يفضلون الحديث بالحكمة كما نصفهم، في الحقيقة يكثرون من ترديد الأمثال الشعبية بين ثنايا حديثهم، ويبدأون الكلام بقولهم «على رأي المثل»، هكذا يعتبر الجماعة من الناس وفى الوجدان الشعبي، أن استخدام الأمثال وكأنها «الحكمة» أو من الأفعال الحكيمة، وتتميز الأمثال الشعبية فيما تتميز به، العفوية وعدم اختيار الألفاظ المعجمية أو البعيدة عن السنة العامة، ثم إصدار الأحكام التي قد تبدو بعيدة عن الرقابة «أية رقابة كانت».

لعل أهم ما يميز المثل الشعبي «التجربة»، التي قد تبدأ فردية، وتنتهي فردية، في ظاهرها، إلا أنها تجربة متكررة ومشتركة، ولنتائجها تقييم مشترك، اتفق عليه الجميع. فعبر «أحدهم» عنها في بلاغة عفوية، والتقطها آخر له القدرة على المحاكاة والتقليد والحفظ، ثم كان ثالث له سمة الحفظ عما يردد أمامه، وتتوالى الحلقات، فردية، وبالتكرار تصبح سمة جماعية متفق عليها.والحقيقة أن الجانب المضموني أو «المعنى» في المثل لا ينفصل عن صياغته اللغوية التي تعتمد مبدئيا على قاعدة بلاغية رئيسية هي قاعدة الإيجاز حيث يقول الزمخشري: «البلاغة الإيجاز وكلما أوجزت اللفظ أشبعت المعنى»، فكلما كانت كلمات المثل أقل عددا كان ذلك أفضل، وذلك لسببين: الأول يتعلق بحسن التأثير على المتلقي من خلال لغة مكثفة، حتى إننا كثيرا ما نجد أمثالا تتكون من كلمتين فقط مثل (الماء نما) و(الحب أعمى) أما السبب الثاني فيتعلق بسهولة حفظه في الذاكرة، لأنه كلما كان المثل أكثر إيجازا كان حفظه أسهل في الذاكرة.

يبدو أن القريحة البشرية تسعى (بوعي) إلى الحفاظ على مكتسبتها الحياتية وتوريثها.. فكانت الأمثال الشعبية، وبكل خصائصها، من إيجاز وتكثيف، من إحكام ودقة في المعنى، من قوة تعبير. وان بدت نشأتها بين الجماعة نتيجة لتجارب خاصة ومحددة، لكنها تنتهي إلى أحكام عامة للوصول إلى الغرض بلا مواربة.

(المثل) في اللغة هو النظير والشبيه: «هذا الأمر هو مثل هذا»، وهو: «قول في أمر يشبه قولاً آخر سابقاً له لعلة التماثل بينهما».

تبنى «أبو اسحق النظام» الدور اللغوي البلاغي والجمالي، وهو ما يعترض عليه البعض الآن، بالقول بعدم تحقق البعد البلاغي الجمالي (غالبا) الآن. يقول «أبو اسحق»: «يجتمع في المثل أربعة لا تجتمع في غيره من الكلام: إيجاز اللفظ، وإصابة المعنى، وحسن التشبيه، وجودة الكتابة، فهو نهاية البلاغة».

وقد عبر عالم التراث الشعبي «توريانو» عن ذلك بقوله: «إننا نستطيع أن نكتشف بسهولة طبيعة الشعب وذكائه عن طريق الأمثال الشعبية، فهذه الأمثال تمثل فلسفة الجماهير».

أما «رشدي صالح» فيقول: «إن المثل هو هذا الأسلوب البلاغي القصير الذائع بالرواية الشفهية المبين لقاعدة الذوق أو السلوك أو الرأي الشعبي، ولا ضرورة لأن تكون عباراته تامة التركيب بحيث يمكن أن نطوي في رحابه التشبيهات والاستعارات والكنايات التقليدية».

كثيرا ما تضافرت في عبارات الأمثال بعض العناصر البلاغية الأخرى بالإضافة إلى الإيجاز، ولعل أبرزها السجع، مثل القول في الأسباب التي تدفع طفلا للبكاء (يا جُوع يا موجوع) أي أن الطفل عندما يبكي إما أن يكون هذا بسبب الجوع أو لأنه مريض.

وقد رصد الباحث «سيد إسماعيل» في كتابه «الآخر.. في الثقافة الشعبية» علاقة (الآخر) بالأنا الجمعي، وخصوصا في الثقافات الشعبية. اعتمد في ذلك على مفهوم تأسيسي: أن العقل الجمعي في حقيقته حصيلة مجموعة متعددة من العوامل الاجتماعية، والثقافية، والاقتصادية، والسياسية.. تلك التي تتفاعل معا، وتنتج ملامح عامة ومشتركة لهذه الجماعة أو تلك، ويمكن بالتالي أن نعول عليها ونعتمد عند التحليل أو التعميم.

لذا النظرة في المأثورات الشعبية لها أهميتها باعتبارها حاملة لنسق معرفي وقيمي أنتجته الجماعة، ثم أخذت تعيد إنتاجه، كلما دعت الحاجة إلى ذلك، وهى غالبا حاجة اجتماعية أو أو معرفية أو حتى سياسية. ويقول الباحث: «لقد طرأ التغير على صورة الآخر في العقل الغربي، وهو ما تبدى على التشريعات الدولية منذ إعلان (كريوكا وميثاق الأرض للشعوب الأصلية واتفاقية منظمة العمل الدولية رقم169 بشأن الشعوب الأصلية والقبلية).. فثمة شبهة تطول تحولات الغرب لنظرة (الآخر) أنها تحولات في طريقة تحقيق هدف أبعد وهو فرض النموذج الغربي ثقافيا وإنسانيا على الدول الأخرى».

وهو ما يدعو بالتالي إلى أهمية النظر في تراثنا الشعبي، و(الأمثال الشعبية) منها، للبحث عن الثابت والباقي من مجموعة القيم والمفاهيم اللازمة والفاعلة لحياتنا اليومية والمستقبلية. وليس أهم وأبقى من البحث عن مفهوم المقاومة وقيمة القدرة والوعي بالمواجهة في مقابل الآخر المعتدى.

بداية فإنه من المتفق عليه، وجود بعض التعريفات اللازمة: «الجماعة الشعبية» هي (كيان اجتماعي منتج ومتلق لثقافة ذات ملامح محددة، الفلاح سكن الريف، البدوي ساكن الصحراء، أهل الحرف والصناع سكان المدن).. أما «الثقافة الشعبية» فهي (إنتاج الجماعة الشعبية الذهني والمادي، الذهني المتمثل في العادات والتقاليد والآداب واللغة، والمادي يتمثل في شتى الأدوات والمخترعات التي تستخدمها الجماعة الشعبية في حياتها العملية). وإذا كانت الثقافة كامنة في اللغة، تلك التي تعتمد على الـ «Symbol» أي الرمز أي الكلمة، فهي تنتقل عن طريق الجماعة، بالطريقة الشفهية. هذا الطابع الشفاهي ومجهولية المؤلف للمعطى الشعبي هو سر قوته).

وقد تلاحظ أن الأمثال الشعبية مثلما لها من دور فاعل وهام آني وحياتي، إلا أنها أيضا يمكن أن تكشف عن البعد التاريخي بين الشعوب، وما تمثله بالنسبة للخبرة التاريخية لكل شعب ولعلاقاته مع الشعوب المجاورة. ففي الأمثال الشعبية العفوية، التي لا تعترف بالرقابة وتخترق الحدود بين الدول، نجد صورة (الآخر) بكل ما تعنيه من ملامح مرغوبة أو غير مرغوبة، ومن ناحية أخرى لدينا الكثير من الأمثال التي تعبِّر عن الخبرة المشتركة للشعوب. هناك بعض الأمثال المتشابهة وحتى المتطابقة، التي يفسر وجودها سواء بالتجاور والتواصل أو بمحض الخبرة المشتركة إذا كانت هناك فواصل جغرافية بعيدة.

وهذا التشابه في الأمثال الشعبية يبدو جليا للدارس حين الاطلاع على الأمثال في أغلب الأقطار العربية، حتى أن بعضها يتكرر بألفاظه فضلا عن معناه.

في هذا السياق يلاحَظ أن الشعوب التي كانت تعيش ضمن الدولة العثمانية لديها قدر من الأمثال المشتركة أو المتشابهة، كما هو الأمر لدى الأتراك والعرب والأكراد والألبان، وهو أمر يسهل تفسيره بحكم الحياة المشتركة التي امتدت 400-500 سنة بين هذه الشعوب، ضمن الدولة الواحدة والثقافة الواحدة (الإسلامية) التي جمعت بينهم، ويبدو في الأمثال أو الحكم المنسوبة إلى (نصر الدين خوجة) أو (جحا).

وقد أشار «د.محمد الأرناؤوط» في عرضه لكتاب «الأمثال الفارسية» الصادر عن دار «تيرانا» للمترجمة «دريتا لازدري»، حيث قضت الباحثة سنوات للبحث عن أمثال شعبية البانية معادلة للفارسية وأضافتها إلى النص الأصلي، فخرج الكتاب جامعا للأمثال الشعبية الفارسية والألبانية. فيما بدا جهد «د.الأرناؤوط» في عرض الأمثال العربية المماثلة.. وهو ما يشير إلى أن الأمثال الشعبية ارث إنساني عام، وربما يختلف في الرؤية (أحيانا) إلا أنه يوجز الخبرة الإنسانية للجماعات المختلفة من البشر.

وقد وجد بين الأمثال الشعبية الفارسية والألبانية ما هو متطابق أيضا مع الأمثال الشعبية العربية مثل: (بيخاف من خياله) و(اللي بيطلع الحمار لفوق بينزله)... ومن الأمثال المتشابهة بين الأمثال الشعبية الفارسية والألبانية (النجاة في نهاية الفنجان) و(اللص الماهر يطفئ المصباح أولا) ولكن لدينا أيضا أمثالا متشابهة في المعنى ومختلفة في التعبير مثل المثل الفارسي (أحرق لحيته بنفسه) والمثل الألباني (ذهب الجدي بنفسه إلى القصاب) والمثل الفارسي (الإنسان يحتاج إلى العقل لا إلى القوة) والمثل الألباني (ماذا يفيدك المال والقطيع إذا ليس لديك عقل؟) والمثل الشعبي الفارسي (القرد لا يصلح للحفر على الخشب) يقابله في الألبانية (لا تدع الذئب يحمي الغنم)... وغيره.

ومن العناصر المشتركة بين الأمثال الشعبية الفارسية والأمثال الشعبية الألبانية صورة (الآخر العربي)، وتجدر الإشارة هنا إلى أنه لاعتبارات تاريخية عند الشعبين ارتبط العربي باللون الأسود، حتى أصبح مرادفا له إلى درجة استعمال تعبير «العربي الأسود» بالمطلق. وفي الأمثال الشعبية الفارسية «الجوخ الأسود لا يبيضّ بالصابون» بينما نجد في الأمثال الشعبية الألبانية «الصابون خسارة بالعربي» أي أن العربي لا يبيضّ أبداً مهما صرف عليه من صابون!

وفي تلك الأمثال الفارسية ما يعبر عن العلاقة مع الدولة، والرؤية المقاومة لعامة الناس، في مواجهة قهر الدولة: مثل أمثال الشكوى من الضرائب.. (ضرائب الدولة مثل الشتاء لا تنسى) و(من الأسهل تحمل الحديد المحمر من تحمل أعمال الأمير). وفيما يتعلق بالتشابه بين الأمثال الشعبية الألبانية والعربية.

وهو ما يلاحَظ في المصادر الأولى التي جمعت الأمثال الشعبية الألبانية، التي اعتمدت على ما هو متداول لدى ألبان مصر. حيث كانت الجالية الألبانية في مصر من أهم الجاليات الألبانية في الخارج، ومن أنشطها أيضا، ولذلك فقد صدر في الإسكندرية بالذات أول كتاب جامع للفولكلور الألباني (النحلة الألبانية- 1878م) الذي وضعه الباحث والشاعر ثيمي ميتكو (1820-1890) ثم صدر لاحقا «أمواج البحر- 1908م» للباحث والشاعر سبيرو دينه (1848-1922).

وفي هذين المصدرين الأولين للأمثال الشعبية، نجد بعض الأمثال الشعبية العربية والألبانية المتطابقة أو المتشابهة مثل: (ما تزرع تحصد) و(زلة القدم ولا زلة اللسان) و(لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد) و(العمل يدل على الإنسان) و(لقت الطنجرة غطاها) و(الصديق الصالح يدل على الطريق الصالح) و(يرى الشعرة في عين غيره ولا يرى الحطبة في عينه).. هكذا تبدو الأمثال الشعبية العربية وغير العربية ذات دلالة وبعد ثقافي اجتماعي بل وسياسي، في مجمل معطياته.

يقول «خيري شلبي» يجب أن نعرف كيف نختبر الأصيل من الدخيل، لأن هناك أمثالا تتناقض مع جوهر القيم وتخدم أغراض الانتهازيين، لاسيما من تأثير بعض الجاليات الأجنبية التي تتوطن فى البلاد، وتأثير فترة العصور المملوكية التي فرضت أمثالا كثيرة تفتئت على الحقيقة وتخدع العقول البسيطة وتروج للذل والخنوع واللا هوية من قبل: (إن نزلت بلد بتعبد العجل حش وارمي له) وغير ذلك من أمثال ساهمت بقدر كبير في تضليل الجماهير الشعبية وإفقادها الثقة في كثير من القناعات المبدئية.

ويرى أن سبب التقصير في تنقية هذه الأمثال يتمثل في استعلاء النظام الجامعي على الثقافة الشعبية، وإن فتحت لها الجامعة بابا مردودا على استحياء في السنوات الأخيرة، لعلنا نستطيع النفاذ منه لمراجعة تراثنا من الأمثال الشعبية مراجعة تحفظ صورة الشعب المصري من التشويه.

حقيقة لا تخلو «الأمثال الشعبية» من المآخذ عند الدارسين، سواء أصحاب المناهج السياسية أو الاجتماعية. لنتوقف سريعا أمام بعض الأمثال ذات الدلالة والتفسير السياسي/ الاجتماعي..

(اللي يبص لفوق يتعب) و(اللي يبص لفوق توجعه رقبته) و(رايح فين يا زعلوك بين الملوك). وغيرها بطبيعة الحال كثير، كلها لا تعنى إلا أبناء فئة تحث أبناء الفئات الأدنى بعدم التطلع والطموح. ومع ذلك فهي «الحقيقة» التي سجلتها الرواية الشفهية، وحفظتها الذاكرة الجمعية، ولا يبقى إلا توظيفها.. فهي إن قيلت من الطبقات العليا فهي تعنى حصار الطبقات الأدنى في حدودهم الدنيا، من أجل الحفاظ على مكتسباتهم. وان نطقت بها أفراد الطبقات الدنيا فهي تعنى اليأس والقنوط وقلة الحيلة.

والعلة في ذلك أن المثل يطلق في موقف شخصي نتيجة لتجربة فردية، وهذه التجارب الفردية متعارضة بالضرورة، وبالتالي تنتج أمثالا متعارضة، ولا سلطان جماعي أخلاقي يستطيع إعادة تقييم الأمثال ويحذف منها ما يشاء ما دام ارتضت الجماعة تكرارها، وأنت لن تكرر المثل إلا إذا كنت تتبنى نفس الموقف الذي تم قوله فيه، حتى وإن كان هذا الاختيار مخالفا لصحيح المنطق.

أما المفارقة الثانية فهي أنه على الرغم من الطابع المحلى للمثل، فإنه يتصف في كثير من الأحيان بالطابع العالمي فالأمثال ترتبط ارتباطا وثيقا بالبيئة والعادات والتقاليد المحلية التي صدرت عنها، حيث يقول كرم الأبنودي مثلا في كتابه (الأمثال الشعبية الجنوبية.. قنا نموذجا):

«إن المثل الجنوبي حاد حاد، ذلك لأن المنطقة نفسها طبيعة وطقسا ومعيشة ورزقا حادة بل ضاربة في الحدة، وقد كان البقاء فيها إلى عهد قريب للأقوى والأشد رزالة والأعز نفرا، ومن هنا جاء المثل (العيلة اللي ما فيهاش صايع حقها ضايع) باعتبار المثل هو حامل لواء النصح والإرشاد والتقويم والتنوير لأفراد الجماعة في كيفية المحافظة على حقوقها في هذا المجتمع العنيف. وعلى الرغم من هذه الغلظة الصعيدية المصرية فإن هذا لا يمنع المصريين من استخدام المثل الفرنسي النابليوني الشهير الشديد الرقة (فتش عن المرأة).

يرجع ذلك إلى أن المثل يكون محليا مرتبطا ببيئته الضيقة أشد الارتباط لحظة إطلاقه مصاحبا للتجربة الاجتماعية الفردية الخاصة، ولكن إذا ارتضت العامة في كافة أرجاء الوطن أو القطر أو العالم الحكمة المستخلصة من تجربته.

وأخذت في استخدامه وتداوله نظرا لتشابه الظروف والملابسات، فإنه يصبح مثلا عالميا. لذلك فإن الكثير من الأمثال المرتبطة بعادات وتقاليد محلية لا تصلح لأن تدخل في سياق التداول العالمي، كما أن الكثير من الأمثال التي تتعلق بالأحكام العامة والحقائق المطلقة صالحة للتداول بين أفراد الجماعة الإنسانية جميعا، ومنها مجموعة الأمثال العالمية التي تدعو لاغتنام الفرصة مثل: (اطرق الحديد وهو ساخن)، و(اصنع كوخك والشمس ساطعة) وغيرها.

ومع ذلك فكثيرا ما تتردد بعض الأمثال في أحد الأقطار العربية، ولا نرى فيها خصوصية هذا القطر، بل يصلح يوجد بصيغته أو معناه في الأقطار العربية الأخرى..

ففي لبنان يرددون: (آخر الطحين كركعة (قرقعة).. (الحائط الواطيء كل واحد بيقفز عليه).. (ضربني وبكى وسبقني واشتكى).. (اليد الواحدة لا تصفق).. وفي المنطقة الجنوبية من الجزيرة العربية يرددون: (ابعد عن الشر وغني له).. (اختلط الحابل بالنابل).. (اذا ابتليتم فاستتروا).. (اذا جيت رايح عقب الفضايح).. (إذا شبع الحمار نهق).. الأمثال الشعبية إذن هي الشاهد والدليل الذي لا نحتاج فيه إلى خبراء علوم الاجتماع لإثبات التواصل والتلاقح بين أناس المنطقة العربية كلها.

السيد نجم