يستهل كتاب " مبدعو الألحان السورية"، لمؤلفه أحمد بوبس، باستعراض قيمة وأهمية رائد الغناء والمسرح العربي أبو خليل القباني، الذي كان سباقا في تلحين الموشحات والأغنية الشعبية السورية. ويبين بوبس أنه ولد في دمشق عام 1833، ثم تعلّم أوزان الموشحات وإيقاعاتها، وكان يجيد كتابة الأدب والشعر والزجل، ومعظم الموشحات التي لحنها من نظمه.
ويشرح المؤلف أنه لحن أبو خليل مجموعة من الأغنيات الشعبية، أشهرها " يا مال الشام "، " يا طيرة طيري يا حمامة ".
ثم ينتقل المؤلف، في الفصل الثاني من كتابه، إلى الحديث عن عدة مبدعين موسيقيين سوريين مبرزين، خاضوا مجال البحث العلمي الموسيقي، فوضعوا الكتب والدراسات في الموسيقى، وكان التلحين الجانب الأقل أهمية في نشاطاتهم الموسيقية، ومع ذلك أبدعوا مجموعة من الألحان الجميلة أغنت المكتبة الموسيقية العربية، ومن هؤلاء : علي الدرويش ( من مواليد حلب عام 1884- دوّن الموشحات وبحث في الأغاني الشعبية والقدود الحلبية، ووضع مجموعة من البشارف والسماعيات، يقدر عددها بـالـ 60.
ومن موشحاته: " يا قاتلي بالتهديد ")، أحمد الأوبري ( ولد عام 1885، ولديه دراسات عديدة تدل على فهمه العميق لبنية الموسيقى العربية، ووضع الكثير من الألحان والمقطوعات الموسيقية زاد عددها على المائة، مثل : " يا ظلام السجن خيم " )، مجدي العقيلي ( ولد عام 1917 في حلب، درس الموسيقى، وتعلّم العزف على العود وأحاط بالنغمات والأوزان الموسيقية.
وأول موشح لحنه كان " آيا دارها بالحزن " في عام 1945 من قصيدة لأبي العلا المعري)، كميل شامبير ( ولد في حلب عام 1892، وسافر إلى إيطاليا ودرس في معاهدها فنون الأوبرا والأوبريت، وأبدع مجموعة من المارشات، منها: "الملك فؤاد "، " الملك فيصل ")، مصطفى هلال (ولد في دمشق عام 1911.
وهو متعدد المواهب، ومؤلف موسيقي وباحث في التراث الغنائي، كما أنه خاض غمار المسرح الغنائي، ملحناً وممثلاً، وكاتباً مسرحياً، وهو من أوائل روّاد السينما السورية ممثلاً فيها)، نوري اسكندر ( ولد في دير الزور عام 1938، وبعد أن أنهى دراسته الأولى ، سافر إلى مصر ودرس في المعهد العالي للتربية الموسيقية، وعاد منها مدرساً للموسيقا العربية، وانصرف في أبحاثه الموسيقية إلى المقامات والموسيقى في الأغنية الشعبية السورية القديمة)، حسني الحريري ( ولد في دمشق عام 1927.
وهو من جيل الرّواد، درس الموسيقى دراسة أكاديمية في أوروبا )، محمد قدري دلال ( باحث متعمق وعازف على العود، وملحن ومؤلف موسيقي. وفي مجال التأليف الموسيقي وضع عدّة مقطوعات موسيقية لآلة العود. وألف عدداً من الكتب، أهمها " شيخ المطربين صبري مدلل " ).
ويخصص بوبس، الجزء الثالث من كتابه، للحديث عن الموسيقيين الذين كان التلحين مجالهم الرئيسي، ومنهم محمد عبد الكريم ،عبدالفتاح سكر ،بكري الكردي.
ويشير المؤلف ضمن هذه المجوعة إلى عبد الفتاح سكر، مبينا ان من بين أبرز العوامل التي أسهمت في ولادة شخصيته الموسيقية، صوته الجميل والبيئة المنزلية التي عرفته على الموشحات والأدوار والقصائد، ثم دراسته الموسيقية التي صقلت موهبته. ويلفت إلى أنه ذهب سكر إلى القدس ليعمل في الإذاعة، واستمر يجمع بين الغناء والتلحين، طيلة فترة الخمسينيات من القرن العشرين، ومن المطربين والمطربات الذين لحن لهم: نورهان، معن دندشي، فايزة أحمد. ولكن المرحلة الأهم هي مع فهد بلان، فقد لحن لـه: " لأركب حدك يا لموتور "، " جس الطبيب"، " يا بنات المكلا "، " واشرح لها "، " ويلك يللي تعادينا "، وغيرها.
ويتطرق المؤلف أيضا إلى اعمال ومسيرة إبداع كوكبة من الموسيقيين السوريين، ومنهم: نجيب السراج الذي يبلغ رصيده من الألحان نحو 325 لحناً غنى القسم الأكبر منها بصوته،
الكتاب: مبدعو الألحان السورية في القرن العشرين
تأليف: أحمد بوبس
الناشر: وزارة الثقافة الهيئة العامّة السورية للكتاب دمشق 2012
الصفحات: 344 صفحة
القطع: الكبير