يعد تمثال "عازفو بريمن"، رمز مدينة بريمن الألمانية، وهو عبارة عن تماثيل مركبة تعود إلى القصة الخرافية للأخوين جريم، وهي عبارة عن قصة تنتقد الأوضاع الاجتماعية في ذلك الوقت: فالتمثال المكون من الديك والقط والكلب والحمار يرمز لمرحلة العبودية في القرن الـ 19، بحسب المركز الاعلامي الألماني.

قصة "عازفو بريمن" هي إحدى أروع قصص الأخوين غريم، والتي تحكي أنه كان هناك حمار قد قرر الهروب من صاحبه بعد الوفاء له لعده سنوات، وذلك لأنه قد سمع أن صاحبه قد قرر التخلص منه لكبر سنه، قرر الحمار أن يعمل كموسيقي في شوارع بريمن.

أثناء هروبه انضم إليه كلب، الكلب هرب أيضاً لكبر سنه وعدم تمكنه من الصيد، ولهذا السبب أراد صاحبه التخلص منه أيضاً، ثم التقيا بقطة، هذه القطة كانت كسولة، تفضل الجلوس أمام الموقد بدلاً من صيد الفئران، لذا قررت صاحبتها التخلص منها وتغرقها، فانضمت إلى الفرقة. وأخيراً التقوا بالديك ذي الصوت الجميل، الذي هرب لأن صاحبة المنزل أرادت أن تعده حساءً للضيوف.

انطلقت المجموعة في طريقها إلى بريمن، على أمل أن تعمل جميعاً كموسيقيين معاً. في الليل وصلت إلى غابة. جلس الحمار والكلب تحت شجرة كبيرة. أما القطة والديك فقد جلسا على الأغصان الكبيرة.

رأى الديك من مكانه ضوءاً من بعيد، فذهب الأصدقاء باتجاه الضوء على أمل العثور على ملجأ وطعام. كان الضوء صادراً عن كوخ في الغابة.

رأى الأصدقاء داخل الكوخ أربعة لصوص يأكلون طعاماً شهياً احتفالاً بغنيمة كانوا قد سرقوها. وقف الحمار على النافذة ووقف الكلب على ظهره، ومن ثم القطة وبعدها الديك. وقررت إصدار أصوات وموسيقى أملاً في إخافة اللصوص والحصول على الغذاء. وهذا ما حصل، هرب اللصوص خوفاً من الأصوات الغريبة المخيفة تاركين الكوخ لفرقة الحيوانات.

في وقت لاحق من تلك الليلة، أرسل اللصوص أحدهم إلى الكوخ لاكتشاف الأمر، لكن اللص رأى عيون القطة تلمع في الظلام، فاعتقد أنه شاهد جمراً مشتعلاً، حاول إشعال مشعله منها فهجمت القطة عليه وخرمشته في وجهه، وعض الكلب ساقة ورفسه الحمار خارجاً. فركض إلى أصدقائه صارخاً أن في الكوخ ساحرة شريرة وغول وعملاق.

قرر اللصوص التخلي عن الكوخ، وبهذا استقرت مجموعة الحيوانات في الكوخ وعاشت فيه بقية أيامها، وتخلت عن فكرة الذهاب إلى بريمن.

وقام النحات جيرهارد ماركس العام 1953 بنحت تمثال برونزيي للحيوانات الأربعة، الجزء السفلي من الحمار، والكلب على ظهره وبعد ذلك القط والديك على القمة. وهو موجود الآن في مدينه بريمن الالمانية.