عززت الإمارات مفاهيم الاستدامة لتجعل منها ثقافة مجتمعية تحظى بدعم القيادة الرشيدة، لا سيما مع تمديد مبادرة «عام الاستدامة» لتشمل عام 2024 بهدف البناء على ما تحقق من نجاح خلال العام الماضي، وتتوافق هذه المفاهيم مع روح وجوهر الشهر الفضيل الذي يدعو إلى تجنب الإسراف، كما أكدته مبادئ الدين الإسلامي الحنيف التي عززت أسس الاقتصاد في استثمار الموارد والحفاظ عليها للأجيال القادمة.

تعد قضايا الاستدامة والحفاظ على البيئة من أبرز التحديات التي تواجه العالم في الوقت الحالي، وفي سياق تحسين نوعية الحياة وتقليل الآثار البيئية السلبية، تعمل إمارة أبوظبي على إيجاد حلول وتوفير مشروعات ذكية لمواجهة هذه التحديات ويأتي النقل المستدام كأبرز القطاعات لتحقيق أهداف الاستدامة والتي تشمل تطوير البنى التحتية الذكية والصديقة للبيئة وتقليل الانبعاثات الكربونية، والحافلات الخضراء.

ويعمل مركز النقل المتكامل بإمارة أبوظبي على تبني حلول النقل المستدام وتطوير شبكة متكاملة من وسائل النقل الذكية والصديقة للبيئة التي تستخدم مصادر الطاقة النظيفة وتقلل الانبعاثات الكربونية كنهج يتماشى مع خطة إمارة أبوظبي، ولا سيما بتمديد الاستدامة لتشمل العام الجاري.

ومن أجل تحقيق أهداف الاستدامة كثف المركز جهوده خلال العام الماضي لدعم حلول النقل المستدام من خلال توفير بدائل نقل مستدامة وصديقة للبيئة، لتشمل المركبات الذكية والكهربائية والهجينة، والحافلات الذكية والكهربائية، والدراجات الهوائية والسكوترات، ما يحد من الانبعاثات الكربونية ويدعم أهداف إمارة أبوظبي في توفير مدن ذكية ومستدامة.

وترتكز استراتيجية النقل المستدام التي ينتهجها مركز النقل المتكامل على عدة محاور أساسية منها استخدام مصادر الطاقة النظيفة في قطاع النقل العام كبدائل للوقود التقليدي في سبيل حماية البيئة، وإرساء مشروعات التنقل المشترك الذكي والبنية التحتية والتشريعية الداعمة لذلك، فضلاً عن توفير منظومة نقل حديثة وآمنة وذكية ومستدامة تعود بالفائدة على المجتمع ولا تضر بالصحة العامة.

كما يعمل المركز على برنامج «الحافلات الخضراء» الذي أطلقه العام 2023، ويهدف إلى جعل جزيرة أبوظبي بحلول عام 2030 منطقة خضراء تُخدم بنظام نقل عام يعمل ببدائل الطاقة المستدامة، والمضي قدماً نحو التغيير المتكامل بحلول عام 2050، ويتحقق ذلك من خلال الشراكات المتنوعة ضمن إطار البرنامج، التي تستهدف تقييم عدة نماذج من الحافلات التي تعمل بالطاقة الهيدروجينية والكهربائية بشكل شمولي للأبعاد الفنية والتشغيلية وغيرها، خلال فترة البرنامج الممتدة حتى عام 2025، على أن تحلل نتائج ومخرجات هذا التقييم وهي الأساس الذي ستبنى عليه خطة التحول التدريجي لأسطول حافلات النقل العام في الإمارة، نحو أسطول بالطاقة الخضراء بما يواكب جهود المدن الرائدة عالمياً في هذا المجال.

وتُعد حافلات النقل العام من وسائل النقل الرئيسة التي يستخدمها سكان وزوار الإمارة في تنقلاتهم اليومية بين الأحياء السكنية والمرافق السياحية والمراكز التجارية ومناطق الأعمال وكذلك بين المدن، وضمن سعيه المتواصل لتوفير خدمات مستدامة في هذا القطاع، حرص مركز النقل المتكامل على تحديث أسطول الحافلات باستمرار وتشغيل أحدث الحافلات الصديقة للبيئة، إذ تشكل نسبة حافلات النقل العام الصديقة للبيئة 42 % من إجمالي أسطول الحافلات.