أكثر من 15 عاماً قضتها الباحثة بشرى البلوشي بين أسرتها وبين شغفها بعالم التقنيات والتكنولوجيا الذي دفعها للبحث في مجال الأمن الإلكتروني، وأمن الحوسبة السحابية.. حصلت على براءة اختراع في تأمين مفاتيح الشيفرة الإلكترونية، والأمن الجنائي، حتى إنها أنجبت ابنتها وهي تحضر رسالة الماجستير فكانت تقسم حجرتها بين رضيعتها وبين الحاسوب فأحرزت مرتبة الشرف.

الباحثة الدكتورة بشرى البلوشي هي مديرة قسم البحوث والابتكار في مركز دبي للأمن الإلكتروني، وتقود مبادرات استراتيجية مختلفة في مركز دبي للإنترنت مثل استراتيجية دبي للأمن السيبراني، وجدول أعمال دبي للبحث والتطوير في مجال الأمن السيبراني، وأنظمة الأمن السيبراني في دبي، تعتبر العمل هو هوايتها التي تفضل ممارستها في أوقات فراغها.

15 عاماً من الخبرة قضتها البلوشي في مجال التحول الرقمي والأمن السيبراني وإدارة الاستراتيجيات، وشغلت مناصب مختلفة في صناعات ومنظمات مختلفة، وبسبب هذا الشغف الذي لازمها طويلا انتقلت من وظيفة بمنصب قيادي ومميزات مغرية بإحدى الجهات الحكومية لمنصب أقل، انطلاقاً من واجبها المجتمعي والوطني ولتواكب طموحها وطموحات الدولة في تأمين عملية التحول الذكي في كافة القطاعات وتعزيز مكانة دبي عالمياً مدينة رائدة في الابتكار والأمن والسلامة.

أثبتت الدكتورة بشرى وبجدارة بأن المرأة الإماراتية تتحلى بالمرونة والبراعة والقلب الطيب والمعطاء، كما أثبتت أيضا قدرتها على مواجهة كافة التحديات فهي زوجة وأم وقيادية وباحثة في نفس الوقت، تواصل مسيرة العطاء داخل المنزل وخارجه على حد سواء، بطريقة تجعل كل إماراتي وإماراتية يرفع رأسه فخراً واعتزازاً بالدور الريادي المشرف الذي برزت من خلاله المرأة الإماراتية خلال العقود الماضية بعد أن حققت إنجازات تسجل بأحرف من نور لها نتيجة إرادتها القوية، وإصرارها على النجاح، حتى صارت قدوة في العطاء، في ظل الدعم والاهتمام الكبير من قيادتنا الرشيدة لدولة الإمارات من أجل النهوض بمهاراتها، وتمكينها للارتقاء بقدراتها المختلفة.

وتعتبر البلوشي المرأة العربية الوحيدة بين نخبة من الخبراء والمختصين في الأمن السيبراني أعضاء المنتدى الاقتصادي العالمي حيث تم اختيارها كعضوة في المنتدى العالمي لتمثل دولتها وتمثل المرأة العربية وتعزز مكانتها عالمياً.

دعم

الدعم الذي وجدته من القيادة الرشيدة ومن زوجها وعائلتها ومديرها الذي آمن بقدراتها وأسند إليها دوراً قيادياً، أهلها وجعلها قادرة على المشاركة في العديد من المؤتمرات الوطنية والدولية، الدكتورة بشرى حاليا عضو في العديد من المجالس الاستشارية واللجان على الصعيدين الوطني والدولي، حيث حصلت على درجة الماجستير في أمن المعلومات من جامعة خارج الدولة وماجستير آخر في الإدارة العامة من داخل الدولة بالتعاون مع جامعة هارفارد، وتمثل الحوسبة السحابية، والأمن السيبراني، والطب الشرعي، والتشفير أبرز مجالات اهتماماتها البحثية.

اختارت الدكتورة البلوشي البحث في مجال الحوسبة السحابية من اجل تأمين المعلومات وحماية البيانات، والتطبيقات المرتبطة، لكن في فضاء الحوسبة السحابية من الاختراقات والانتهاكات عبر السحابة، مؤمنة بأن حماية حدودنا الرقمية لا تقل أهمية عن حماية تراب وحدود الوطن.

تحديات

برغم التحديات التي واجهتها في مشروعها البحثي مثل إيجاد مشكلة قائمة والوصول إلى حل لها غير مسبوق سواء في الوسط العلمي أو التقنيات الناشئة أيضا، فكانت كلما توصلت إلى مشكلة في مجال تأمين الحوسبة السحابية، وحاولت إيجاد الحل لها، تسبقها إليه كبريات الشركات مثل أمازون، ومايكروسوفت وغيرها، فتعود من جديد لعملية البحث دون يأس ولا كلل أو ملل حتى توصلت إلى موضوع بحثها الذي أجرته أثناء رسالة الدكتوراه وهو تأمين البيانات أثناء تواجدها في الحوسبة السحابية العامة، وسجلت براءة اختراع اعتمدت من مكتب براءات الاختراع الأمريكي حول هذا البحث، الأمر الذي دفع عدداً من الشركات الأمريكية للتواصل معها وتقديم عروض مغرية للعمل معها كمستشارة في أحد المشاريع المالية الضخمة الخاصة بتأمين الحوسبة السحابية إلا أنها أبت أن تمنح خبرتها إلا لوطنها الذي قدم لها الكثير واستثمر في الإنسان قبل المكان.

اهتمامها بهذا البحث انطلق من أهمية السلامة السيبرانية والأمن الرقمي بما يعزز مكانة دبي بوصفها الدولة الأكثر أماناً في الفضاء الإلكتروني، وحمايتها من مخاطر الفضاء الالكتروني، ودعم الابتكار والنمو الاقتصادي للإمارة في ظل التقدم التكنولوجي والتحول الذكي الذي تشهده، إلى جانب تطوير التقنيات الحديثة وحمايتها وضمان استمراريتها.