حمزة خلف، طفل سوري توفي والده خلال الحرب في سوريا منذ عام 2012 ويقيم مع والدته وجده وجدته وإخوته الثلاثة بالأردن.. يهوى الرسم ولكنه يعمل لساعات طويلة من أجل مساعدة أسرته، ومع ذلك يجد وقتاً للدراسة لتحقيق حلمه بأن يصبح مهندساً للإلكترونيات، ويساهم بإعادة بناء إعمار بلده.
عله يتمكن من المساهمة في إعادة بناء إعمار وطنه سوريا بالشكل الذي يستحق
يقضي الطفل حمزة خلف، أكثر من عشر ساعات في عمله بالسوبر ماركت القريب من منزله، بين ترتيب البضاعة على الرفوف وبين إرسال الطلبات إلى المشترين في ذات الحارة مشياً على الأقدام، ساعات طويلة مقابل عدد قليل من الدنانير التي يجد فيها مخرجاً وحلاً لعائلته المكونة من أمه وجده وجدته وأيضاً إخوته الثلاثة، فهذا العمل يشكل بالنسبة لهم باباً للفرج لتغطية الالتزامات والمصاريف اليومية التي لا يوجد سقف لها.
يقول حمزة (13عاماً): فكرت كثيراً كيف أساعد عائلتي وخاصة أن جدي كبير بالسن لا يستطيع مواجهة عناء العمل، ونحن نسكن خارج المخيمات، وهذا يعني أن الالتزامات علينا مضاعفة، ووالدي توفي في الحرب في سوريا منذ عام 2012، وأخي الأكبر يدرس في مرحلة الثانوية العامة، وهي مرحلة حاسمة يجب أن نساعده حتى يتفوق، ومن هنا قررت التوجه لهذا المحل لعلي أجد مطلبي، وبالفعل وفقني الله عز وجل.
يبين حمزة أنه خلال هذه السنوات تغيرت شخصيته كثيراً، وأصبح لديه مسؤوليات وأولويات، ولكن بنفس الوقت فإنه لم يهمل مواهبه وأحلامه، يقول: «أحب الرسم بالرصاص وحين يتسنى لي الوقت أرسم اللوحات التي أحبها، أيضاً أتعلم على برامج المونتاج والتصميم والتصوير وجميعها مرتبط مع بعضه البعض، فأنا أحب تصوير ورسم الوجوه وما تحمله من ملامح تحمل الحكايات والقصص.
لم تتح الفرصة لحمزة ليدرس في سوريا، فهو بدأ مشواره التعليمي في الأردن، حيث وصل هو وعائلته في عام 2013، ومع ذلك تحرص والدته أن لا ينسى وطنه وأن تغرس فيه الحب لبلده، ويتواصل دوماً مع الأقارب دون انقطاع عنهم وعن أخبارهم رغم المسافات.
يعلق قائلاً: «أدعو الله عز وجل في هذا الشهر الفضيل أن يحقق لي أحلامي، وأن أتفوق في المدرسة وأن أتخصص مستقبلاً لأصبح مهندساً للإلكترونيات، وأعود إلى وطني حاملاً معي الخبرة والشهادة لأتمكن من المساهمة في إعادة بنائه من جديد وإعماره بالشكل الذي يستحق».
يضيف حمزة: «في ذات يوم ستنتهي الحرب وستتوقف وسيتاح لنا فرصة العودة، وهذه الفرصة ننتظرها ونتمنى أن نعود إلى محافظة درعا، وأن نستكمل طريق حياتنا فيها. التحديات التي نواجهها عديدة وقد زادت مع جائحة «كورونا»، التي جعلت من الحياة تزداد صعوبة، أيضاً التعليم عن بُعد غير مناسب للجميع ولا يجعل الطالب مرتبطاً بمدرسته ومستمتعاً بالتعليم الذي يتعلمه».
يختم قائلاً: «رغم تعبي في العمل والتنسيق بينه وبين دراستي، إلا أنني أشعر أن ما أقوم به هو الأفضل لمساعدة عائلتي وبالذات مساعدة أمي في تحمل هذا الحمل الكبير الذي عليها، وبالتأكيد مع الوقت ستتحسن الظروف وتصبح حياتنا أقل صعوبة».