هذا هو القسم الرابع من قصيدة «أهلاً رمضان» حيث يواصل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، سرد مجريات السيرة النبوية بعد أن توقفنا في القسم السابق عند عرض زعماء قريش لجميع المغريات من متاع الحياة الدنيا على سيدنا محمد رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، في سبيل ترك دعوة التوحيد، التي تطالبهم بخلع ما كانوا عليه من عبادة الأصنام والشهادة لله تعالى وحده بالوحدانية، وفي هذا المقطع يشير صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم إلى حادثةٍ مذكورةٍ في كتب السيرة، حين عرضت قريش تلك المطالب على أبي طالب عمّ رسول الله، صلى الله عليه وسلّم، وكيف أن أبا طالب قد حاول أن يُخفّف من حِدَّة عداوتهم بسبب شعوره بدنوّ أجله، خوفاً منه على رسول الله، صلى الله عليه وسلّم، أن ينالوه بالأذى بعد وفاته، لكن الحبيب المصطفى، عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، أظهر ثباتاً عجيباً ورفض جميع عروض قريش، ولم يأبه لموقفهم ولم يلتفت إلى كلامهم، فلم يجد أبو طالب بُداً من نُصرته، مهما كان الثمن، فبادرت قريش إلى كتابة صحيفة المقاطعة الظالمة التي كان مقتضاها حصار بني هاشم في الشِّعْب، حيث طال أمد الحصار، وعانى سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وأصحابه كثيراً حتى أكلوا لِحاء الشجر من شدة الجوع، ثمّ اجتمعت قريش في دار الندوة لكي يبحثوا كيفية القضاء على الدعوة، متمثلاً ذلك في القضاء على سيدنا رسول الله، عليه الصلاة والسلام، وكان الصخب والسفاهة هما عنوانا هذه المرحلة مع ما يصحب ذلك من الحقد البغيض على الإسلام وأتباعه وقائده، حيث لم يتفقوا على شيء حتى دخل بينهم إبليس في صورة شيخٍ نجديٍّ، فأشار عليهم بما هو معروفٌ في كتب السيرة، وهو ما سيذكره صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في المقطع القادم من هذه القصيدة الرائعة، لتظل السيرة النبويّة مصدر إلهامٍ ومنهج حياةٍ في الثبات على المبادئ وعدم المساومة على العقيدة مهما كان الثمن الذي يُبذل في سبيلها.