هذا هو القسم السّادس الأخير من قصيدة «أهلاً رمضان»، التي استقبل بها صاحب السموّ الشيخ محمّد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، هذا الشّهر المبارك الفضيل، تعبيراً عن مكانته الكبرى في نفس صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، ووجدانه الذي تربّى منذ طفولته على الفرح بشعائر الإسلام العظيم، وها هو يختتم السيرة النبويّة في مرحلتها المكّية.

حيث توقّفنا في المقال السابق عند فشل قريش في قتل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، بعد أن تآمروا عليه لإخماد نور الله، لكن الله تعالى هو الذي تكفّل بإكمال نوره، وإتمام نعمته على خلقه، تحقيقاً لوعده القادم:

{اليوم أكملتُ لكم دينكم وأتممتُ عليكم نعمتي ورضيتُ لكم الإسلام ديناً}، فإنّ النصر لواؤه معقودٌ بإرادة ربّ الخلائق، الذي ينصر من ينصر دينه، ولا يخذل عباده الصّالحين، الذين يُعظّمون شعائره، ويهابون حدوده، فحصلت النجاة لسيّدنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من مكر الماكرين، وخرج بصحبة الصدّيق، رضي الله عنه، متوجهاً إلى المدينة الطيّبة المنوّرة.

وهناك انبثق في الأرض نورٌ جديد، والتفّت عصبةُ الأنصار المباركة مع إخوانهم المهاجرين حول لواء الدِّين الجديد، وقدّموا أرواحهم وأموالهم في سبيل نُصرة دين الله تعالى، فعمَّ النُّورُ كلّ الأرجاء، وانتشرت معالمُ الهدى في كلّ مكان، واهتدت الأمّة كلّها بهذا النُّورِ المبين، وطاب مَوْرِدُها الذي وردته، حين جعلت دين الله تعالى هو أكبر همّها، ونصرته بكلّ ما أوتيت من قوة، فأعزّها الله تعالى، حين رأى إعزازها لدينه، ونصرتها لرسوله الكريم صلّى الله عليه وسلّم، ليختم صاحب السموّ الشيخ محمّد بن راشد آل مكتوم هذه القصيدة الجميلة، بتوجيه خطابٍ لرمضان شهر البركة والنور والقرآن، ليقول له:

إنّ قدومك قد أهاج كلّ هذه الذكريات الطيبة من سيرة المصطفى صلّى الله عليه وسلّم، وإنّ تباشير هلالك هي الّتي تُسعد النفس، وتبعثُ في الوجدان كلّ هذه الذكريات، التي هي سيرة الإسلام في رحلته الطويلة في هداية البشرية، وتنوير ظلمات هذه الحياة.