عززت دولة الإمارات مفاهيم الاستدامة لتجعل منها ثقافة مجتمعية تحظى بدعم القيادة الرشيدة، لا سيما مع تمديد مبادرة «عام الاستدامة» لتشمل عام 2024، بهدف البناء على ما تحقق من نجاح خلال العام الماضي، وتتوافق هذه المفاهيم مع روح وجوهر الشهر الفضيل الذي يدعو إلى تجنب الإسراف.

كما أكدته مبادئ الدين الإسلامي الحنيف التي عززت أسس الاقتصاد في استثمار الموارد والحفاظ عليها للأجيال القادمة.

تعدّ الاستدامة البيئية في صميم كل ما ينفذه المركز الدولي للزراعة الملحية «إكبا»، وكونه مركزاً عالمياً للبحوث الزراعية من أجل التنمية.

فهو يسعى باستمرار للإسهام في جعل أنظمة الأغذية الزراعية أكثر استدامة ومرونة في ظل التغيرات المناخية. وأوضحت الدكتورة طريفة الزعابي مديرة مركز «إكبا» أن المركز طور حلولاً مختلفة مناسبة للبيئة المحلية تتنوع بين المحاصيل الغذائية والأعلاف البديلة إلى جانب تطوير أساليب توفير المياه العذبة وتقنيات استخدام مصادر المياه البديلة في الزراعة.

قيمة غذائية

وأوضحت أن المركز نفذ بحوثاً مكثفة لتحديد المحاصيل الغذائية والعلفية البديلة المناسبة للظروف المحلية، ومن بين هذه المحاصيل «كينوا»، وهو محصول ذو قيمة غذائية عالية وينمو بشكل جيد في دولة الإمارات.

وأشارت إلى أنه حتى اليوم اختبر الباحثون في المركز 5 أنماط وراثية تنتج من 1.8 إلى 2.5 طن من البذور للهكتار الواحد، كما أجروا تجارب على كينوا في 12 مزرعة في كل من إمارة أبوظبي وعجمان والشارقة والفجيرة.

وأضافت الدكتورة الزعابي: إن «إكبا» بدأ شراكة مع شركة سلال، الشركة الرائدة في مجال التكنولوجيا الزراعية في دولة الإمارات، لإجراء أولى تجارب تجارية للكينوا في الدولة، ويركز هذا التعاون على زراعة المحاصيل ذات القيمة العالية، وتعزيز المرونة الزراعية، والتنويع.

وأفادت مديرة المركز بأن من ضمن المحاصيل الأخرى التي يعمل عليها المركز محصول ساليكورنيا، وهو نبات ملحي أو نبات محب للملح، ففي إطار مشروع ممول من برنامج منحة الابتكار المؤثر التابع لإكسبو لايف 2020 دبي، أسهم المركز في مساعدة 8 مزارعين في إمارة أبوظبي على زراعة ساليكورنيا وتربية الأسماك باستخدام المياه المالحة الناتجة عن وحدات تحلية المياه.

كما نفذ علماء المركز عدداً من الدراسات لتقييم المحاصيل العلفية البديلة، إذ تشير البحوث إلى أن الأعلاف مثل سبوروبلس وديستيكلس الملحيين تمثل بدائل جيدة لعشب رودس، فهي ذات إنتاج أعلى وتساعد على توفير المزيد من المياه وتسهم في استصلاح التربة المتضررة من الملوحة.