أهلاً بالشيخ سعد.. هكذا هي التحية الجديدة التي يمكنك سماعها فور وجود اللاعب الدولي السعودي السابق سعد الحارثي، والذي كان أحد أبرز هدافي نادي النصر قبل أن ينتقل للاتحاد بنظام الإعارة، ثم يعود للنصر قبل أن ينتقل للهلال ويعتزل بعد عشرة مواسم مع الساحرة المستديرة، ساهم خلالها بفرض نفسه أساسياً مع منتخب السعودية، وسجل أهدافاً لا تنسى وبلغ ذروة نجوميته مع كتيبة الأخضر عندما حل وصيفاً في بطولة كاس آسيا 2007، إذ قدم القحطاني أحد أروع مستوياته.

سعد الحارثي أو الشيخ سعد اختار قبل عامين التوجه إلى مجال الدعوة، ليرحل بهدوء تام ودون ضجيج لساحات المحاضرات وملازمة المساجد، والجلوس تلميذاً بين يدي المشايخ ليسهم أيضاً في نشر تجربته في المدارس وعبر محاضرات هنا وهناك..

بدأ سعد الحارثي مسيرته الرياضية في نهاية الدوري السعودي لموسم 2003-2004، عندما أشركه مدرب فريق النصر آنذاك ريدنيك أمام فريق الرياض في مطلع الشوط الثاني بديلاً، وكانت أولى مبارياته بتاريخ السادس من فبراير 2004. وسجل سعد الحارثي طوال مسيرته 73 هدفاً في المباريات الرسمية فقط، 62 منها مع فريقه النصر، و8 أهداف مع المنتخب، وهدفان مع الهلال وهدفاً وحيداً مع الاتحاد.

رباط صليبي

عاش سعد الحارثي أصعب مراحل حياته الرياضية بعد إصابته بقطع في الرباط الصليبي في مباراة فريقه النصر أمام الشباب في مسابقة الدوري العام، لم يتخل عن ملازمة السلوك الحسن طوال تاريخه الكروي، فكان نعم اللاعب الخلوق المتزن، وقصة التزامه الديني ليست بالجديدة على اللاعبين السعوديين المتأثرين بمحيط المجتمع، فقد سبقه الكثير من اللاعبين النجوم، لكن شهرة الحارثي في زمن وسائل التواصل الاجتماعي أعطت للتغير الذي رسمه مادة ثرية وإيجابية نحو الالتزام الديني المنضبط..

 

صور

بين فترة وأخرى ينشر محبو الحارثي صوراً له في المسجد أو مع أحد المشايخ، حيث يظهر الحارثي وقد رمى العقال جانباً ليعانق العلم الديني في كل مكان، كانت أشهر ألقاب اللاعب الحارثي "الذابح"، حيث كان يشير لرقبته وكأنه يذبح إذا ما سجل هدفاً حاسماً، وقصة نهايته كانت بعد الإصابة القوية التي لحقت به، ما جعل عودته إلى مستواه السابق مستحيلة، حتى إن النصر لم يجدد له فرحل للهلال بتوصية صديقه سامي الجابر الذي كان يعمل عام 2011 ضمن الجهاز الإداري بنادي الهلال، لكن تجربته لم يكتب لها النجاح إطلاقاً إذ اكتفى بهدفين فقط طوال موسم ونصف الموسم لعبه مع الفريق.