عندما اختيرت للعب في فريق الناشئين، لنادي وادي دجلة المصري، لم يدر بخلدها النجومية والشهرة والأموال، وشغل عقلها في ذلك الوقت أمر واحد، وهو أن والديها لن يدفعا مجدداً مقابل تدريباتها للعبة التي أحبتها.. لن يدفعا مجدداً لكي تتعلم، وستعمل ما تحب دون أن تضطر لدفع الأموال، ولم تكن تحسب حسابها أن تلك الخطوة التي ظنتها كبيرة في مسيرتها، هي مجرد بداية للمجد مع الكرة النسائية العالمية، تلك كانت سارة عصام نجمة ستوك سيتي الإنجليزي وهدافة البريميرليغ، أو «ملكة مصر» كما أطلقت عليها الصحافة الإنجليزية.
الشابة الصغيرة ذات الـ22 عاماً، آمنت بموهبتها وبأن لديها ما ستعطيه لكرة القدم، ولكنها لم تكن تعلم أن عامها الأول في البريميرليغ سيشهد أرقاماً لم تتحقق في التاريخ، فقد أصبحت في 2017 أول لاعبة عربية محترفة في التاريخ، وأصغر لاعبة في التاريخ تتوج بلقب هداف الدوري الإنجليزي للسيدات مع فريقها ستوك سيتي، وكل ذلك في موسمها الأول في عالم الاحتراف، الأمر الذي زاد من إصرارها على ممارسة كرة القدم والمواصلة في التألق، واتخاذ اللعبة مهنة لها، ومستقبل تبني عليه حياتها المهنية.
نجحت المصرية سارة عصام، في الوصول إلى حلمها بخوض تجربة احترافية مع فريق ستوك سيتي للكرة النسائية، بعد رحيلها عن نادي وادي دجلة المصري موسم 2017، لتصبح أول لاعبة مصرية وعربية تحترف في الدوري الإنجليزي لكرة القدم، بل وحققت النجاح في مشوارها، لتكون واحدة من أفضل لاعبات الفريق.
وتقول عن تلك التجربة، إنها عشقت كرة القدم منذ الطفولة، وحلمت دوماً بالاحتراف، وكان عليها اجتياز طريق شاق وطويل، ومواجهات تحديات صعبة أبرزها غياب الدعم العائلي في البداية، خوفاً من إهمال الدراسة، وأنها استفادت كثيراً من مشوارها الكروي في مصر، ودعم الأسرة الذي زاد مع تطور مشوارها في اللعبة.
وأوضحت اللاعبة المصرية، أن نظرة المجتمع في الكثير من البلدان العربية، بدأت في التغير مؤخراً، وأصبحت هناك أكاديميات متخصصة للفتيات، ولم تعد الرياضة تخيف الأهالي من إهمال الدراسة، مشيرة إلى أنها حققت التفوق العلمي أيضاً، بدراستها الحالية للهندسة، وأن الرياضة تساعدها على تنظيم الوقت ومواعيد الأكل والنوم، وتمنحها الصفاء الذهني لمواجهة ضغوط الدراسة.
وتقول سارة عصام: «في البداية قالوا عني مجنونة، لأنني كنت ألعب كرة القدم مع أخي، كنت الفتاة الوحيدة من بين مجموعة من الأولاد، وفضلت كرة القدم على كرة السلة».
وتواصل النجمة: «لم أصل للمجد، ودائماً وأبداً سأظل جائعة لمزيد من النجاح، حلمي لن يتوقف، فلو شعر أي رياضي أنه وصل للقمة، فذلك يكون أوان اعتزاله، ولا يزال لدي الكثير لأقدمه، حققت جزءاً من حلمي، ولكن أحلامي بلا حدود».
واعتبرت الفتاة الشابة أن كرة القدم في العالم العربي لم تصل للمستوى المأمول على المستوى النسائي، قائلة في حوار لـ«BBC» البريطانية: «أين الأهلي والزمالك من الكرة النسائية؟ لماذا لا يكون هناك دوري أبطال أفريقيا للكرة النسائية أسوة بالرجالية؟ هناك الكثير من العمل العربي والأفريقي الواجب تنفيذه للارتقاء باللعبة، هناك الآلاف من المواهب التي لا تجد من يصقلها، بسبب الخوف المجتمعي، أو بسبب عدم الاهتمام المؤسسي باللعبة، والتركيز على الرجال فقط».
وطالبت سارة عصام مواطنها محمد صلاح، نجم منتخب مصر ونادي ليفربول الإنجليزي بدعم كرة القدم النسائية، قائلة: «أتمنى من مو صلاح دعم كرة القدم النسائية وتشجيع الناس على متابعتها وممارستها، صلاح أصبح رمزاً للكرة المصرية، وبعد خلافاته مع اتحاد الكرة المصري سابقاً في 2018، الآن كلمته مسموعة، وأتمنى منه أن يساعد في دفع الإدارة المصرية لمزيد من الاهتمام بالكرة النسائية».
الاسم: سارة عصام الدين
الولادة: 6 أبريل 1999
الطول: 1.83 متر
الوزن: 75 كغم
عدد المباريات: 22