يدشن المنتخب القطري مشواره في الدور الثالث من التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم 2026 في أمريكا وكندا والمكسيك غدا الخميس في مواجهة نظيره الإماراتي على ملعب أحمد بن علي المونديالي بالعاصمة القطرية الدوحة، وسط طموحات كبيرة وآمال التأهل لأول مرة إلى المونديال بنظام التصفيات، بعد أن تأهل الفريق الملقب بالعنابي مباشرة في النسخة الماضية كونه مستضيف البطولة عام 2022.
ويلعب الفريق القطري في المجموعة الأولى التي تضم الإمارات وكوريا الشمالية وقيرغيزستان وأوزبكستان وإيران، ويتأهل أول وثاني كل مجموعة في هذا الدور مباشرة إلى مونديال 2026.
ونجح بطل آسيا في التأهل إلى هذا الدور بعد تصدر مجموعته في الدور الثاني بعد الفوز في 5 مباريات من أصل 6 خاضها في التصفيات حقق خلالها 16 نقطة بفارق كبير عن أقرب ملاحقيه المنتخب الكويتي ولم يتجرع مرارة الهزيمة في أي مباراة.
واستكمل المدرب الإسباني ماركيز لوبيز مباريات هذه التصفيات من الجولة الثالثة أمام الكويت، بعد أن قاد البرتغالي كارلوس كيروش الفريق في أول مواجهتين ضد أفغانستان على ستاد خليفة الدولي يوم 16 نوفمبر 2023، وحقق الفوز خلالها بنتيجة 8 /1 ثم حقق الانتصار الثاني تواليا على الهند في كالينجا ستاديوم بعدها بخمسة أيام بنتيجة 3 /صفر، لكن تمت الإطاحة به بعد ذلك بشكل مفاجئ قبل قرابة الشهر فقط من انطلاق نهائيات كأس آسيا 2024 بالدوحة التي حقق الفريق القطري لقبها للمرة الثانية على التوالي والمرة الثانية في تاريخه أيضا بعد تتويجه بلقب نسخة 2019.
وجاء رحيل كيروش بسبب عدم القناعة بنهجه التدريبي، حيث لم يقدم الفريق القطري تحت قيادته الكرة الهجومية المأمولة، لينقلب عليه الشارع الكروي وتتم الإطاحة به ويأتي لوبيز العارف بخبايا الكرة القطرية بعدما قاد فريق الوكرة القطري لأكثر من 6 مواسم.
ونجح لوبيز في إعادة ترتيب أوراق الفريق القطري وقاده للتتويج باللقب القاري بعروض قوية ومستويات مميزة، حيث أعاد أكرم عفيف للواجهة من جديد ليفوز بلقب الهداف وأفضل لاعب في البطولة، بينما خطف الحارس مشعل عيسى برشم الأضواء وتوج بجائزة أفضل حارس مرمى في البطولة.
وخلال تصفيات المرحلة الثانية للمونديال، نجح لوبيز في قيادة الفريق لتحقيق انتصارين متتاليين على الكويت، الأول على إستاد جاسم بن حمد بنادي السد بنتيجة 3 /صفر في 21 مارس الماضي، والثاني على ملعب علي صباح السالم بالكويت بعدها بخمسة أيام بهدفين مقابل هدف واحد.
وضمن الفريق القطري التأهل مباشرة إلى الدور الثالث بعد الانتصار الثاني على الكويت، ليفضل لوبيز إراحة الأساسيين ومنح الفرصة لعدد من الوجوه الشابة الجديدة من لاعبي المنتخب القطري الأولمبي، فتعادل الفريق مع أفغانستان سلبيا يوم 6 يونيو، قبل أن يحقق بعدها بخمسة أيام انتصاره الأخير على الهند بهدفين مقابل هدف واحد في ختام مباريات هذه المرحلة على ملعب جاسم بن حمد بالعاصمة القطرية الدوحة.
وحافظ لوبيز على العناصر الشابة التي تألقت في لقائي الهند وأفغانستان فاستدعى تميم منصور مفتاح مهاجم الريان وإبراهيم الحسن لاعب كالهورا الإسباني وعبد الله اليزيدي لاعب السد ومحمد عياش لاعب الدحيل ليكون ضمن قائمته المستدعاة لخوض مواجهتي الإمارات وكوريا الشمالية في الخامس والعاشر من سبتمبر الجاري في الدوحة ولاوس.
وعادت كل العناصر الأساسية التي غابت عن اللقاءين الأخيرين على غرار أكرم عفيف ومشعل برشم والمعز علي، بينما غاب المدافع المخضرم بوعلام بعد أيام قليلة من خوضه 200 مباراة رسمية بقميص فريقه السد.
وأعاد لوبيز أيضا عاصم مادبو لاعب الدحيل السابق الذي انضم في بداية الموسم للغرافة، واستعاد مكانه كأساسي من جديد بعدما تجاهله الفرنسي كيرستوف جالتييه مع الدحيل لفترة طويلة، كذلك عاد لاعب وسط الدحيل كريم بوضياف كأحد عناصر الخبرة المهمة في التشكيلة ومعه عبد الرحمن فهمي لاعب الأهلي.
وحرص لوبيز على متابعة كافة مباريات الجولات الثلاثة الأولى من الدوري القطري، قبل فترة التوقف وانتظمت الأسماء الموجودة في القائمة بمعسكر مغلق خاض خلاله الفريق تدريبات مكثفة على ملعب خليفة المونديالي بحماس كبير ومعنويات عالية.
وما بين الخبرة والشباب يأمل لوبيز أن يواصل صناعة التاريخ ويقود الفريق القطري للمونديال، مستندا على الحالة الفنية الرائعة التي وصل إليها أبطال آسيا والتجانس الواضح بين جميع العناصر لتجاوز عقبة المجموعة وحجز إحدى بطاقتي التأهل المباشر.