نجح المنتخب الفلسطيني في الوصول إلى نهائيات كأس أمم آسيا للمرة الثانية في تاريخه رغم الظروف الصعبة، التي يعيشها بسبب إجراءات الاحتلال والتضييق على حركة اللاعبين وقلة الإمكانات المادية، هذا المنتخب رسم قصّة نجاحه بالكفاح ضد العقبات التي تقف في طريقه.



والوصول للمرة الثانية إلى النهائيات ليس الإنجاز الوحيد، الذي حققته الكرة الفلسطينية في الفترة الأخيرة، حيث نجح «أسود كنعان» في التقدم إلى المركز 73 في تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» في فبراير 2018 والمركز 84 حالياً، إضافة إلى التتويج بكأس التحدي في 2014.



ورغم ما تعانيه الكرة الفلسطينية من صعوبات إلا أنها نجحت في تحقيق العديد من المكاسب، ونشر الفرحة بين الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج وأوجدت لديه الأمل والحلم.

 



رسالة



أكد جبريل الرجوب رئيس اللجنة الأولمبية الفلسطينية رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم أن «الفدائي» هو أحد تجليات الهوية الوطنية الفلسطينية، وأن مشاركته للمرة الثانية في نهائيات كأس أمم آسيا تحمل رسالة إلى العالم وهي انتصار على إجراءات التضييق، التي يعاني منها اللاعبون في ظل الاحتلال.



وقال الرجوب: بوصولنا إلى النهائيات نكون قد هزمنا إجراءات الاحتلال ومضايقاته اليومية، من منع حرية حركة الرياضيين وكل الإجراءات المعيقة للرياضة الفلسطينية، لقد حققنا ذلك بفضل الإصرار والعزيمة، الطريق لم تكن سالكة وفيها تحديات كثيرة، نحن شعب نعيش تحت الاحتلال، الذي لا يعترف بوجودنا ولا في حقنا في العيش وحركة اللاعبين مقيدة، نواجه سياسة القمع بالصمود، ومنشآتنا تدمّر، ومع ذلك يوجد لدينا إرادة، ووسط هذه المعاناة نريد أن نعبر عن عظمة شعبنا وكبريائنا وكوننا نمارس كرة القدم بروح رياضية، ونحترم القوانين ونمارس السياسة بأخلاق الرياضة وقيمها ونحن ندّ عنيد وصعب.



وأضاف: تشكيلة الفدائي المكونة من لاعبين من الدوري الفلسطيني ومن الشتات تعكس الوحدة الوطنية، لقد منحنا الفرصة لكل لاعب متواجد في أي مكان في العالم لارتداء قميص المنتخب والدفاع عن قضيته، هناك 6,5 ملايين فلسطيني يعيشون في الشتات، وهذا المنتخب يمنحهم الأمل في كل شيء، نشارك في النهائيات برسالة وطنية وروح فلسطينية لأن المشاركات الخارجية تشكل منصة لعرض قضيتنا العادلة إلى العالم، نحن سعداء بالتواجد على أرض الإمارات في دار المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، على أرض التسامح والأصالة العربية التي لطالما كانت حاضنة للقضية الفلسطينية وحفاوة الاستقبال بمطار دبي يبرز ذلك ويؤكد المكانة التي تحظى بها فلسطين في الإمارات.



وصرح جبريل الرجوب أن «الفدائي» يتطلع لرسم البسمة وإسعاد الشعب الفلسطيني بالتأهل إلى الدور الثاني رغم أنه جاء في مجموعة صعبة تضم منتخبات سوريا والأردن وأستراليا، موضحاً أن الكرة الفلسطينية تعاني من صعوبات عدة في مقدمتها تقييد حركة اللاعبين وإعاقة بناء المنشآت الرياضية وإقامة المسابقات وأحياناً الاعتداء على اللاعبين وتدمير الملاعب وقلة الإمكانات بعد تجاوز مشكلة الانقسام السياسي، وقال: نحاول بناء منظومة رياضية بعيداً عن التجاذبات السياسية، لكن يبقى الاحتلال هو التحدي الأكبر لنا.



وأكد جبريل الرجوب أن نجاح المنتخب الفلسطيني في الوصول إلى النهائيات للمرة الثانية في تاريخه يعتبر خطوة مهمة نحو بناء فريق قادر على المنافسة بجدية في البطولة الآسيوية، مشيراً إلى أن الاتحاد الفلسطيني يسعى لصناعة لاعبين يتحلون بالندية والعمل بمنظومة متكاملة، وقال: الاتحاد الفلسطيني شريك فاعل في الكرة الآسيوية والدولية، ونعمل وفقاً للقوانين والأنظمة المعمول بها في الاتحاد الدولي، أصبح لدينا دوريات لمختلف المراحل السنية، ودوري منتظم وأكثر من 700 مدرب، وأكاديميات كرة قدم، ونحو 16 ألف لاعب من مختلف الأعمار، ونطمح للوصول إلى القمة بالرغم من كل الظروف الصعبة التي نواجهها.



وتابع: مبارياتنا في البطولة لن تكون سهلة لكننا نلعب ونؤمن بثقافة الفوز والخسارة، ونتقبل الخسارة بكل روح رياضية وسنواصل العمل للارتقاء بأداء منتخبنا، ونعلم أن هناك أكثر من 12 مليون فلسطيني نصفهم في الداخل، ونصف الآخر في الخارج يتطلعون لرؤية الفدائي يحقق الانتصارات، كرة القدم ليست ألقاباً وبطولات بالنسبة لنا، بل وسيلة لتحقيق أهداف وطنية وإيصال رسالة إلى العالم.



وأوضح جبريل الرجوب أن الاهتمام الإعلامي، الذي يحظى به المنتخب الفلسطيني في أي مكان يتواجد به يعكس مكانة دولة فلسطين في العالم، وقال: إنهاء الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي ضرورة ومصلحة للسلام الإقليمي في منطقة الشرق الأوسط وفي العالم، الرياضة لها دور سياسي وتعزز العلاقات بين الدول، ومنصبي في اللجنة الأولمبية وفي اتحاد كرة القدم خيار من أجل خدمة وطني من خلال الرياضة وتوظيفها حسب أهداف الشعب الفلسطيني، لقد أصبحت الرياضة حالة النجاح الأبرز في فلسطين، لقد وحدت الشعب الفلسطيني وبنت جسور تواصل مع العالم، وقدمت الرجل الفلسطيني بوجه آخر وبرؤية أخرى، وبنظرة أخرى، وهذا مصدر فخر لي.



1998



انضم الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم للاتحاد الدولي الفيفا في 1998، لعب المنتخب الفلسطيني أولى مبارياته الودية أمام منتخبات كل من لبنان والأردن وسوريا في يوليو 1998، ثم شارك المنتخب الفلسطيني في فعاليات كرة القدم بدورة الألعاب العربية التاسعة 1999 تحت قيادة المدير الفني عزمي نصار. حقق المنتخب الفلسطيني نجاحاً ملحوظاً بهذه البطولة، وظفر بميداليتها البرونزية بعد الفوز على كل من قطر والإمارات، وتعادل مع سوريا وليبيا، وتلقى هزيمتين على يد منتخب الأردن مستضيف البطولة.

 

مراد: 8 أشهر وراء القضبان والتهمة «لاعب كرة»

صدمة كبيرة عاشها سامح مراد لاعب فلسطين، بعد العودة من رحلة طويلة من معسكر خارجي مع منتخب بلاده، حيث تم اعتقاله عند معبر الحدود من قبل قوات الاحتلال بتهمة أنه «لاعب كرة».

8 أشهر عاشها سامح مراد وراء القضبان بعد تكبيله بالقيود الحديدية، والنتيجة هو فقدان لياقته البدنية، التي حاول استعادتها سريعاً وفعل المستحيل للالتحاق بركب المنتخب في أول مشاركة لفلسطين في بطولة كأس أمم آسيا 2015، لتتجدد المعاناة مرة أخرى على المعبر مع الاحتلال الإسرائيلي إثر احتجازه ساعات وفرض قرار حظر السفر ومنع مغادرته مع زملائه اللاعبين.

حرمان سامح مراد من المغادرة مع المنتخب في أول مشاركة آسيوية كان قاسياً عليه حسب ما صرح، وقال إنه كان يتطلع إلى التواجد مع «الفدائي» لا سيما أن المشاركة تعتبر الأولى له على الصعيد الشخصي مع المنتخب، ليتحقق الحلم الآسيوي بعد انتظار 4 سنوات مرة أخرى عبر المشاركة في بطولة كأس أمم آسيا 2019 التي تستضيفها الإمارات.

 

عصام مصالحة: الفدائي قهر الظروف الصعبة

أكد عصام مصالحة سفير فلسطين بالإمارات أن «الفدائي» قهر كل الظروف الصعبة ونجح في تحقيق ظهوره الثاني في نهائيات كأس أمم آسيا، وقال: بعد مشاركته الأولى في نهائيات أستراليا 2015 حقق مكاسب سياسية دعمت القضية الفلسطينية، بالإضافة أنه قدم رسالة إلى المجتمع العالمي، حيث تمكن من تغيير الصورة النمطية حول الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وهي أن الشعب الفلسطيني ليس مشغولاً فقط بمقاومة الاحتلال بل يسعى أيضاً إلى ممارسة الرياضة والفن والثقافة ويبني المؤسسات الاقتصادية.

وأوضح مصالحة أن الرياضة أصبحت عاملاً رئيساً في الدبلوماسية الفلسطينية ورمزاً للدفاع عن القضية، مشيراً إلى أن رفع العلم الفلسطيني في نهائيات كأس أمم آسيا 2015 في أستراليا التي لم تعترف بالدولة الفلسطينية كان إنجازاً مهماً، وقال: مشاركة الوفود الرياضية الفلسطينية في المحافل الكبرى أظهرت الدولة الفلسطينية على الخارطة السياسية، ونحن المنتخبات القليلة التي تجد مشجعين في كل العالم.

 

 

حسن شعث: الفدائي ولد من رحم المعاناة

أكد حسن شوقي شعث عضو المجلس الأعلى للشباب والرياضة، عضو اللجنة الأولمبية الفلسطينية أن «الفدائي» ولد من رحم المعاناة والألم، بسبب مضايقات الاحتلال، والوصول إلى نهائيات كأس أمم آسيا للمرة الثانية يعتبر إنجازاً يترجم النجاحات التي بصدد تحقيقها للرياضة الفلسطينية رغم سياسة القمع التي ترتكبها في حقّها إسرائيل، والقيود التي تفرضها على اللاعبين وحتى على الحكام، وقال: نجحنا في تكوين منتخب كسب الاحترام رغم الحصار المفروض على اللاعبين، وقلّة الإمكانات، لقد تفوقت رياضتنا على الاحتلال بفضل العزيمة والإصرار والجهود الكبيرة، التي بذلها جبريل الرجوب رئيس اللجنة الأولمبية الوطنية الفلسطينية، لإخراج الرياضة من التجاذبات السياسية ولم شمل العائلة الرياضية من مختلف الأطياف.

وأضاف: الرياضة تحكي قصة نجاح للشعب الفلسطيني، ونحن في كفاح مستمرّ من أجل ازدهارها لأنها وسيلة ناجعة لإيصال صوت قضيتنا إلى العالم.

وأوضح حسن شعث أن المنتخب الفلسطيني جاء إلى الإمارات ليس من أجل المشاركة فقط، بل لتأكيد أحقيته في المنافسة، وإبراز قدرته على تقديم الأداء الجيد.

 

 

 

أبو جزر: "الفلسطيني" محروم من متعة الكرة



[مشاركة المنتخب الفلسطيني تخفي العديد من الأسرار والحكايات بحسب إيهاب أبو جزر قائد منتخب فلسطين سابقاً ومدرب فريق الأمعري حالياً، وقال ليس سهلاً المشاركة في البطولة القارية كما يعتقد البعض، وثمة العديد من التفاصيل تبقى وراء هذه المشاركة، فاللاعب الفلسطيني محروم من أبسط أنواع المتعة بكرة القدم، يدخل ملعب التدريب ولا يعلم ماذا ينتظره.



استعاد أبو جزر العديد من المشاهد المؤثرة التي مر بها عندما كان لاعباً، منها قدوم أول مولود له وهو خارج الوطن، ومرت نحو 3 شهور على ولادة طفله ولم يره، وتزامنت تلك الفترة مع انتفاضة عام 2000، حيث كانت المشاركة في البطولات تتطلب مغادرة فلسطين قبل نحو  4 شهور.



أشاد أبو جزر بمنتخب فلسطين وقال، إن منتخب بلاده ضمن الأفضل عالمياً، لأنه فريق يلم لاعبين من الشتات، ويلعب باسم قضية وطنية، معرباً عن أسفه تجاه استشهاد النجوم منهم عاهد زقوت كابتن المنتخب سابقاً الذي رحل بسبب العدوان الغادر في عام 2014.

 

 

عوض قدورة: عشت 24 عاماً خارج وطني



رغم بلوغه سن 24 عاماً.. إلا أنه لم يرَ وطنه الأم طوال حياته.. عاش بعيداً في السويد، وشغل نفسه بهوايته المفضلة كرة القدم، التي كانت بمثابة جواز مرور لعودته إلى فلسطين من بوابة منتخب بلاده.. حارس مرمى «الفدائي» عمر قدروة، قال إن سعادته بزيارة أرض فلسطين لا حدود لها، حيث تعرف إلى العديد من أقاربه، وشاهد حياة أهل بلاده بعد عزلة بدأت منذ يوم ميلاده، بسبب قيود فرضها الاحتلال الإسرائيلي، إلا أن تجمع «الفدائي» فسح المجال أمامه لرؤية رام الله، وغيرها من المناطق، ما ساهم في نشر الفرحة بين أفراد الأسرة.

كأس آسيا 2019 تعتبر محطة فارقة في حياة اللاعب قدروة، سترتبط الذاكرة بهذه البطولة، التي عاد بسببها إلى وطنه فلسطين. قال حارس المرمى قدروة، إن وضعه مختلف بالمقارنة مع العديد من زملائه الآخرين في المنتخب، حيث عاش بعيداً عن الظروف الصعبة التي تواجه اللاعبين جراء الاحتلال الإسرائيلي، ويروي دائماً اللاعبون حجم المعاناة في فترات تجمع المنتخب قبل البطولات، معاهداً نفسه على المثابرة، وبذل مزيد من الجهد، من أجل المنتخب، عبر تجربته الأوروبية مع أحد الأندية السويدية.

 

 

محمود وادي: نواجه عقبات عديدة



أكد لاعب المنتخب الفلسطيني محمود وادي، الذي لم يزر أهله منذ 16 شهراً أنه يفخر بتمثيل المنتخب الفلسطيني وتقديم خدمة ولو بسيطة لوطنه، مشيراً إلى أن ظهور «الفدائي» للمرة الأولى في نهائيات كأس أمم آسيا في أستراليا كان أمراً مهماً لدعم القضية الفلسطينية، وقال: حققنا نجاحاً كبيراً في نهائيات كأس أمم آسيا بغض النظر عن نتائجنا في المباريات، ونحن فخورون بنجاحنا في توحيد الشعب الفلسطيني بعد أن نجحنا في الوصول لأول مرة في نهائيات كأس آسيا، وتمكنا من رفع العلم الفلسطيني في بلد لا يعترف بنا وجعلنا كل العالم يشاهدنا.



وأضاف: أنا واحد من اللاعبين الذين عانوا كثيراً وواجهنا عقبات عديدة بسبب الاحتلال ولكننا لن نستسلم، وصولنا إلى النهائيات للمرة الثانية يعني أننا نجحنا في الدفاع عن علم فلسطين ولدينا إرادة وعزيمة لتخطي كل العوائق، نحاول ترجمة مدى تطور الرياضة الفلسطينية في السنوات الأخيرة وسط الكفاح وفي الوقت نفسه نحمل رسالة وهو تحد بيننا وبين أنفسنا، لنؤكد للعالم أننا قادرون على قهر كل الصعوبات، لقد ضحينا كثيراً من أجل المنتخب.