أعربت سوزان شلبي نائب رئيس اتحاد الكرة الفلسطيني، وعضو المكتب التنفيذي في الاتحاد الآسيوي، عن سعادتها الكبيرة بالمشاركة الثانية لمنتخب فلسطين في بطولة كأس أمم آسيا 2019، التي تستضيفها حالياً الإمارات، وقالت شلبي في حوارها لـ«البيان الرياضي»، إن «الفدائي» يتطلع إلى تقديم مشاركة أفضل من المشاركة السابقة بأستراليا عام 2015، معبرة عن فخرها واعتزازها برفع علم دولة فلسطين في النسخة الماضية من البطولة القارية في أرض لم تعترف بدولة فلسطين.

وكشفت أقوى امرأة عربية متواجدة في بطولة كأس أمم آسيا 2019، عن أن منتخب فلسطين واجه مشكلات في المشاركة الآسيوية التاريخية الأولى قبل 4 سنوات في أستراليا، حيث سعت الدولة المستضيفة إلى منع إنشاد النشيد الوطني الفلسطيني لولا تدخل الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» ورفضه الموقف الأسترالي باعتبار فلسطين عضواً في «فيفا»، مؤكدة أن رفع العلم والنشيد الوطني في دولة لا تعترف بهم يعتبر في حد ذاته إنجازاً، وأثبت المنتخب الفلسطيني أنه حاضر في المحفل القاري، ويتطلع «الفدائي» إلى الانتقال من مرحلة التواجد إلى مرحلة المنافسة في الفترة المقبلة، رغم أن المشروع يحتاج إلى مجهود كبير من قبل اتحاد الكرة واللاعبين وجميع الأطراف المعنية داخل الأسرة الفلسطينية.

مسافة متساوية

وأكدت سوزان شلبي أنها تعتزم الترشح لعضوية المكتب التنفيذي في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم للمرة الثالثة، بعد تواجدها في المنصب الآسيوي لدورتين متتاليتين، وتعتبر أول امرأة عربية تشغل هذا المنصب.

وقالت: كي تحقق المرأة العربية إنجازاً، يجب أن تقف على مسافة متساوية مع الرجل، يجب أن تتعامل مع جميع الناس بأنهم بشر دون تمييز وبعيداً عن التركيز على الإناث على حساب الرجال، وبصورة عامة أتولى مهام وأدوار في اتحاد الكرة الفلسطيني، وأتعامل مع الكرة النسائية ومنتخب الرجال على حد سواء بلا فروقات. وتابعت: هناك تقصير كبير بحق المرأة العربية، ومن الصعب تغيير المجتمع عبر قفزة واحدة، إلا أنه ثمة خطوات ملموسة في عالمنا العربي تؤكد أن واقع المرأة العربية في تطور مستمر.

وأعربت عن شعورها بالفخر والاعتزاز تجاه المشاركة الفلسطينية الثانية في البطولة القارية، حيث مسحت المشاركة وحفاوة الاستقبال الأحزان السابقة، خاصة أن البطولة تقام على أرض عربية في الإمارات التي أحسنت كرم الضيافة، متوجهة بالشكر إلى اتحاد الإمارات لكرة القدم، على حفاوة الاستقبال وتذليل العقبات أمام وصول البعثة بصورة مميزة، إلى جانب شكرها لشركة ريتش على حرصها الترحيب ببعثة المنتخب بحفل رسمي كبير، إلى جانب شكرها لشركة جوال راعي المنتخب على مسلسل عطائهم في دعم المنتخب بكل الأشكال.

وأردفت قائلة: أشعر بمزيد من الفخر ببلدي الآخر دولة الإمارات، البلد التي استضافتنا ورحبت بنا أفضل ترحيب، نحن هنا في الإمارات بين أشقائنا، والمعاملة الرائعة ليست بغريبة على أهل هذا البلد، كل الشكر لدولة الإمارات بقيادتها وحكومتها وشعبها وأسرتها الرياضية، ولكل أقطاب الجالية الذين حرصوا على تأدية واجبهم الوطني تجاه بعثة المنتخب.

مضايقات إسرائيلية

وأشارت نائب رئيس اتحاد الكرة الفلسطيني، إلى أن الصعوبات التي تواجه المنتخب الفلسطيني مستمرة، وقالت: أبسط الأشياء التي قد لا يتصورها الناس يعتبر نقلها صعباً للمنتخب، مثل الملابس والمعدات الأخرى، ولم نتمكن من نقل جميع الأغراض معنا بل حرصنا على إرسالها من بلد المنشأ مباشرة إلى الإمارات مستضيفة البطولة، وذلك كي لا تتم مصادرتها من قبل قوات الاحتلال في حال نقلها من فلسطين، ما أجبر المنتخب أن يتدرب بزي وينتظر الزي الجديد قادماً من الشركة الراعية إلى مقر البطولة في الإمارات.

حرصنا على هذه الخطوة بسبب المضايقات الإسرائيلية، لأننا لا نضمن ألا يصادر الاحتلال الإسرائيلي هذه الملابس بذرائع وحجج أمنية واهنة باستمرار، من أجل مصادرة أبسط الحقوق والأشياء من بعثة المنتخب.

انتهاكات أخرى

وكشفت سوزان شلبي عن انتهاكات أخرى لقوات الاحتلال كانت وراء غياب العديد من اللاعبين في المعسكرات أو البطولات في بعض الأحيان، حيث يتم منع هؤلاء اللاعبين من المغادرة من قبل القوات الإسرائيلية في الحدود بلا سبب مقنع، ما يؤدي إلى تخلف بعض العناصر عن الالتحاق ببعثة المنتخب، وحدث ذلك أخيراً مع لاعبين محترفين في الخارج، لعبا مباراة في فلسطين مع المنتخب ضمن فترة التجمع، ثم غادرا لخوض مباراة أخرى في الصين، ثم تم منعهما من دخول فلسطين بعد العودة بلا ذنب اقترفاه، مشيرة إلى أن جميع هذه الانتهاكات والممارسات من قوات الاحتلال هدفها عرقلة أبناء الشعب الفلسطيني من مختلف الشرائح وإثبات أنهم أصحاب اليد الطولى على جميع العابرين.

وقالت: قوات الاحتلال تعلم أن هؤلاء الموقوفين هم لاعبون، وتحدثنا معهم بصورة رسمية من خلال لجنة الرقابة عبر الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا»، وبرر الإسرائيليون الموقف بحجج لا صحة لها مثل عدم جود تأشيرات دخول أو ما سوى ذلك من ذرائع غير مقنعة.

وكشفت عن صعوبات فنية أخرى تواجه المنتخب، أبرزها الوصول إلى حالة الانسجام المثالية بين عناصر المنتخب للوصول إلى المستوى المطلوب في مثل هذه البطولات الكبيرة، وقالت: كي يكون المنتخب لائقاً لا بد من الوصول إلى الانسجام العالي ليقدم المشاركة المطلوبة على أكمل وجه، ويفتقد منتخب فلسطين هذه الميزة بسبب الشتات بين اللاعبين الناتج عن الحصار، والجميع يعلم مدى أهمية تواجد أعضاء الفريق بشكل دائم، وقد يؤدي نقص لاعب في أحد المراكز إلى تغيير التشكيلة، ما أجبر الجهاز الفني وجميع المدربين السابقين على وضع أكثر من خطة بديلة.

ميزانية متواضعة

وعن ميزانية الكرة الفلسطينية، قالت سوزان شلبي: إن الأرقام والإحصاءات الدقيقة غير متوفرة لديها، إلا أن الميزانية بشكل عام تعتبر متواضعة بالمقارنة مع جميع المنتخبات العربية والآسيوية الأخرى المشاركة في البطولة، مؤكدة أنهم رغم المعاناة والظروف القاسية فإن الكرة الفلسطينية ماضية في طريقها نحو التطوير بعد دخول عالم الاحتراف، فضلاً عن وجود العديد من اللاعبين الذين يخوضون تجربة احترافية في الخارج، مشيرة إلى أن الاعتماد في البطولة على اللاعبين المحليين الذين أفرزهم الدوري أكبر من المحترفين.

إنجاز تاريخي

وأشادت بمسيرة «الفدائي» ورحلة العطاء المتواصلة ما قاد إلى الوصول إلى تسجيل مشاركته التاريخية الثانية في بطولة كأس آسيا، معربة عن اعتزاز الاتحاد بما وصل إليه من إنجاز تاريخي كبير مُعبد بالعطاء والعمل المشترك من أجل رياضة حضارية جعلت نفسها مُوحدة للكل الفلسطيني بعيداً عن التجاذبات السياسية.

واستطردت: لم يكن للفدائي أن يصل إلى ما وصل إليه اليوم بالحضور للمرة الثانية للبطولة، إلا بما راكمه من خبرات وما حققه من إنجازات، جعلته ينافس منتخبات ذات سمعة كبيرة وعالية ويسجل حضوراً مشرفاً تماماً كما سجل في المباريات الودية الست، التي خاضها مؤخراً وحقق فيها نتائج جعلته محط فخرنا واعتزازنا.