«ثورة» في الشباب، نعم، هذا هو تلخيص مجريات الأمور والأحوال والمعطيات والأحداث في أروقة النادي العريق منذ اللحظة الفارقة التي خرج فيها فريقه الأول لكرة القدم من مولد موسم 2013/2014 خالي الوفاض في مشهد ضغط كثيرا على أعصاب الخضراوية بمختلف مستوياتهم، مسؤولين، لاعبين، جماهير، أعضاء أجهزة فنية وإدارية وطبية، إلى حد الصمت المطبق الذي سبق عاصفة «ثورة» التغيير الذي كان لا بد منه في القلعة الخضراء.
وجاءت العاصفة التي سبقت الصمت المطبق، البرازيلي ماركوس باكيتا مدرب فريق الشباب الأول يتقدم باستقالته، الإدارة تقبل الطلب برحابة صدر، المدرب يقدم دليلا على حسن النية، يتنازل عن الشرط الجزائي المدون في العقد المبرم بين الطرفين، انتهت العلاقة إذن بين باكيتا والشباب بعد عمل مشترك طوال موسمين كاملين، عاش خلاله الطرفان فصول الشهد والدموع على السواء، لم يعانق الشباب درع أو لقب أي بطولة تحت قيادة باكيتا ما جعل كأس الخضراوية يفيض في أمسية «إنهاء العلاقة بالتراضي»!
لماذا الاستقالة؟
لماذا استقال باكيتا، الإجابة نستقيها من «خلاصة» الاجتماعات العديدة التي باشر بعقدها خالد بن فارس مدير الإدارة الرياضية في النادي مع المدرب البرازيلي منذ ضياع أحلام الخضراوية في الموسم المنصرم، اجتماعات مطولة رسم في بدايتها باكيتا خارطة طريق الشباب لموسم افضل قادم، قبل أن يختمها بتقديم استقالته مساء أول من امس بعدما «داهمته» قائمة مواطنيه «المفنشين» من عملهم مع فرق النادي الأول والرديف وتحت 19 سنة، 7 مدربين دفعة واحدة قرر النادي أو بالأحرى، طلب بن فارس إقالتهم هم، مارسيو المدرب المساعد لباكيتا، وغوستافو مدرب اللياقة البدنية، وفرناندو مدرب حراس مرمى الفريق الأول، وجوس مدرب الرديف ومساعده دييغو، ولويس مدرب فريق 19 سنة ومساعده باولو.
رفيق الدرب
استقالات صدمت باكيتا، قبل أن تزداد صدمته بطلب إقالة رفيق دربه في منطقة الخليج العربي، مترجمه المغربي فؤاد مغامر، الأمر الذي دفع باكيتا إلى التقدم باستقالته الرسمية إلى إدارة النادي، مشفوعا بالتنازل عن الشرط الجزائي، فقبلت الإدارة الخضراء الطلب بروح رياضية، وقدمت له الشكر على فترة عمله مع فريقها الأول لكرة القدم طوال موسمين.
قلب العاصفة
وفيما اقتلعت رياح «ثورة» التغيير الإيجابي باكيتا ومترجمه و7 مدربين من مواطنيه، وضعت «الثورة» الخضراء لاعبين أجنبيين اثنين في قلب العاصفة الحقيقية هما التشيلي فيلانويفا والأوزبكي حيدروف، رغم ارتباطهما بعقدين ممتدين لأكثر من موسم، فيما بات 5 لاعبين خارج حسابات المعنيين في الشباب، هم راشد لاهي وعمر علي وعبدالله عبدالرحمن وعبدالله عيسى، والبرازيلي اديلسون.
فصول «الثورة»
واستكمالا لفصول «ثورة» التغيير الإيجابي في قطاع كرة القدم في الشباب، فإن المعنيين ولاسيما خالد بن فارس يواصلون عقد اجتماعاتهم الماراثونية لتصحيح مسار الأحوال في قطاع «المستديرة» في القلعة الخضراء تمهيدا لترتيب الأوضاع بشكل «طيب» للموسم المقبل الذي يأمل كل الخضراوية في أن يكون ميدانا للفرح بعد موسم البطولات الضائعة في 2013/2014.
قلق وتساؤلات
ومع تأكيد المعطيات بوجود «ثورة» تغيير إيجابي في الشباب، يسود دائرة أعضاء الأجهزة الإدارية في مختلف فرق قطاع كرة القدم على مصيرهم في المرحلة القادمة، في ظل طرح معظم الخضراوية تساؤلات بحاجة إلى إجابات شافية عن هوية القادمين الجدد سواء على صعيد الجهاز الفني للفريقين الأول وتحت 19 سنة أو ما يتعلق بطبيعة الانتدابات من اللاعبين المواطنين والتعاقدات مع المحترفين الأجانب.
باكيتا: لم أفشل وفخور بعملي مع الشباب
في آخر تصريحاته الصحفية، أكد البرازيلي ماركوس باكيتا المدرب المستقيل من قيادة «الكابينة» الفنية لفريق الشباب الأول لكرة القدم على أنه لم يفشل أبدا في مع الشباب، مبديا فخره بمسيرة عمله مع الفريق الأخضر طوال موسمين حقق خلالهما الشباب التأهل إلى الدور الثاني من دوي أبطال آسيا في العام 2013، والصعود إلى نهائي بطولة الكأس في ذات العام..
مشددا على أن الشباب تعرض لظروف قاهرة في موسم 2013/ 2014 تمثلت بتعدد الإصابات والغيابات، ما أدى إلى تأثر مسيرته سلبيا في مختلف البطولات المحلية والخارجية على السواء، منوها إلى أن فريق الشباب قدم موسما بدرجة جيدة لا سيما في الدوري باحتلاله المركز الرابع في ختام البطولة بعدما انفرد بالوصافة لأكثر من 22 جولة من جولات البطولة الـ 26.
وجوه جديدة
ولفت باكيتا إلى أن فريق الشباب نجح في تقديم وجوه شابة جديدة في البطولة الخليجية، رغم عدم تأهله إلى النهائي بعد الخسارة بالركلات الترجيحية أمام فريق صحم العماني في مباراة إياب نصف النهائي في ملعبه الخضراوي بدبي.
مفارقة طريفة
يحتفظ البرازيلي ماركوس باكيتا المدرب المستقيل من الإدارة الفنية لفريق الشباب الأول لكرة القدم بمفارقة طريفة تتمثل في فوز كل الفرق التي اشرف على قيادتها الفنية في جميع نهائيات البطولات باستثناء نهائي واحد خسر رهانه مع الشباب أمام الأهلي في نهائي بطولة الكأس يوم 28 مايو 2013 بنتيجة 4/3!
الوصل يغازل عنبر
رغم أن الأمور ما تزالتفي طور جس النبض والشائعات، إلا أن سامي عنبر لاعب فريق الشباب الأول لكرة القدم قد بات في دائرة «غزل» الوصل لانتدابه إلى الفريق الأصفر في الموسم المقبل بعد موافقة إدارة الشباب كون اللاعب ما زال مرتبطا بعقد ساري المفعول إلى الموسم المقبل، وهو حال بتطلب من الإدارة الخضراء حسمه أسوة مع زملائه الآخرين المرتبطين بعقود مع الشباب لمواسم قادمة.
غموض موقف عادل
لا يزال الغموض يسيطر على موقف عادل عبدالله لاعب فريق الشباب الأول لكرة القدم بشأن استمراه من عدمه مع الفريق الأخضر في ضوء انتهاء عقده مع النادي بانتهاء موسم 2013 / 2014، في ظل دعوة اطراف عدة في القلعة الخضراء إلى استمرار اللاعب استثمارا لخبرته الطويلة مع الجوارح في الموسم المقبل والذي يتطلب وجود صاحب الخبرة إلى جانب الوجوه الشابة الجديدة المتوقع ظهورها في التشكيلة الخضراء الأساسية.
نقطة ضوء
الاسم: ماركوس سيزار دياز كاسترو «باكيتا»
سبب التسمية: نسبة إلى جزيرة باكيتا
الجنسية: البرازيل
الأصل: إسباني من جهة الأم
المواليد: 27/8/1958
المسيرة لاعبا: مثل فريقي أميركا البرازيلي من 73 حتى 78، وفاسكو دي جاما من 78 حتى 80
الإنجازات: لقبا كأس العالم للشباب والناشئين مع منتخبي البرازيل، و5 بطولات مع الهلال السعودي، و4 مع الغرافة القطري.
المسيرة: قاد منتخبي شباب وناشئي البرازيل، ومنتخبي السعودية وليبيا، وفرق الشباب الإماراتي، وأميركا وفلامنغو وفلومينيزي وافاي سانتا كاترينا في البرازيل، والهلال السعودي، والغرافة القطري.