برغم أن الوحدة احتل المركز الرابع في دوري الخليج العربي الموسم المنصرم، وهو مركز قد يراه أكثر من فريق أنه جيد للغاية، وإنجاز قد يحسب له، إلا أنه لم يكن مرضياً للوحداوية، الذين كانوا يتطلعون إلى الظهور بشكل مختلف، وجاءت الرياح بما لا تشتهي السفن، وخرج الوحدة من بطولات الموسم كافة خالي الوفاض، ووسط غضب من جماهير العنابي التي كانت تمني النفس بالعودة إلى دائرة المنافسة ومنصات التتويج.
دخل الوحدة الموسم المنتهي وسط توقعات بأنه قد يكون أحد أضلاع المنافسة، خصوصاً بعدما أنهى الموسم الماضي بشكل ولا أروع، وعاد من بعيد ليحتل المركز الثاني، وبالفعل، بدأ الموسم بقوة، وصعد إلى الواجهة وقبض على صدارة دوري الخليج العربي لأسابيع عدة، قبل أن يسقط ويبتعد عن المنافسة تدريجياً، وليظل الوحدة يبحث عن «السعادة» المفقودة، والتي ما زال يلهث خلفها منذ 5 مواسم، من آخر بطولة دوري حصل عليها عام 2010.
محطات
الوحدة مر بمراحل ومحطات عدة في الموسم الأخير، إلا أن المحطة الأهم والأبرز، والتي كانت نقطة تحول كبيرة في مسار الفريق خلال الموسم، تغيير الجهاز الفني بإقالة البرتغالي جوزيه بيسيرو، عقب التعادل مع الإمارات في الجولة الخامسة عشر من المسابقة، ثم التعاقد مع السعودي سامي الجابر لتولي المهمة، وهو ما اعتبر أحد المحطات التي عصفت بالفريق خلال الموسم.
وفي توقيت في غاية الحساسية، برغم أن بيسيرو حقق نتائج إيجابية مع الفريق، وظل تحت قيادته في دائرة المنافسة، إذ استطاع العنابي أن يتصدر جدول دوري الخليج العربي حتى الجولة الحادية عشرة، لم يتعرض خلالها الفريق للهزيمة سوى أمام العين برباعية، ثم خسر من الأهلي ليعود بعدها مرة أخرى وتتراوح نتائجه ما بين الفوز والتعادل، إلا أنه ظل في صلب المنافسة، واحتل المركز الثاني وقت إقالة بيسيرو.
ولذلك، اعتبر قرار تغيير الجهاز الفني من القرارات التي أثرت في مشوار الفريق خلال الموسم، وأطاح عدم الاستقرار الفني بطموحات الوحدة كسبب رئيس لابتعاد الفريق عن المنافسة، كما ضرب الفريق عدم الاستقرار على تشكيلة ثابتة، بسبب الإصابات والغيابات نتيجة الإيقافات التي طاردت لاعبيه على مدار الموسم، فضلاً عن ابتعاد عدد من اللاعبين عن مستواهم المعروف، وانخفاض مردودهم الفني، لا سيما اللاعبين الأجانب.
تعاقد
وعندما تعاقد النادي مع سامي الجابر، كان يأمل أن تحدث الهزة العنيفة في ذلك التوقيت زلزالاً إيجابياً، برغم أنه كان أمام مواجهة من العيار الثقيل في الدور التمهيدي بدور أبطال آسيا، ولكن الفريق خسر وودع البطولة مبكراً، في أول مهمة للجابر، لتضع الفريق في مأزق وأزمة معنوية كبيرة، كان لها أثر أيضاً فيما حدث من تدهور على مستوى النتائج، وخسر الفريق في أكثر من مباراة مع الجابر، قبل أن يعود ويتحسن بعض الشيء في ختام المسابقة، ولكن بعد أن ابتعد عن المنافسة واكتفى بالمركز الرابع.
وانعكس ما حدث للفريق في الدوري والخروج من دوري أبطال آسيا على العنابي في بطولة كأس رئيس الدولة، وسقط الوحدة بصورة مفاجئة وغير متوقعة أمام دبي، الذي يلعب في دوري الدرجة الأولى، وعلى ملعبه وأمام جماهيره، خسر بركلات الجزاء الترجيحية، ليودع البطولة من دور الستة عشر، ولينتهي موسمه مبكراً وسط حسرة الوحداوية.
الوحدة واجه بعض التخبطات في الموسم الأخير، وسط محاولات جادة لإصلاح الخلل، ولوضع الفريق في مساره الصحيح، إلا أن بادرة أمل سطعت وسط كل هذا، بوجود عناصر واعدة في طريقها لتحسس المستقبل، تمثل ذخيرة القلعة العنابية في القريب العاجل، بعد أن قدمت نفسها بشكل جيد، وخرج الفريق بالإيجابية الوحيدة وأهم المكاسب بالاعتماد على عدد لا بأس به من اللاعبين صغار السن من فرق المراحل السنية، ومن المواهب التي تبشر بالخير مع أصحاب السعادة، فقط تحتاج إلى اهتمام وتعامل إداري وفني جيد، من أجل صقل موهبتها.
عامر عمر: موسم أقل من الطموح
قال عامر عمر مهاجم الوحدة: «إن موسم العنابي جاء أقل من الطموح، خاصة في ظل الرغبة التي كانت لدى اللاعبين للمنافسة على البطولات، إلا أن الفريق واجه ظروفاً صعباً، أدت إلى ابتعاده عن البطولات هذا الموسم، مؤكداً أن الوحدة قادر على العودة بقوة لمستواه ونتائجه المعهودة، خصوصاً أنه يمتلك الذخيرة والأساس المتين، كونه نادي بطولات».
وأضاف: «واجهنا ظروفاً صعبة أثرت في الفريق بشكل عام الموسم المنتهي، منها الإصابات والغيابات نتيجة الإيقافات المتكررة، والتي أدت إلى أن الفريق لم يلعب بتشكيلة ثابتة أغلب مباريات الموسم، وباستـــــثناء مباريات قليلة للغاية لم تكتمل صــفوف الوحدة، ما أدى إلى عدم الظهور بالمستوى المطلوب».
وتابع: «البداية كانت جيدة بالفعل، واستطعنا تصدر المسابقة لأسابيع طويلة، حتى الخسارة من العين التي مثلت نقطة تحول في مسار الفريق، وبدأ التراجع نتيجة الظروف التي ذكرتها، إلا أن الفريق لديه الإمكانات لتقديم مستوى ثابت في الموسم القادم، وتحقيق البطولات من أجل إسعاد جماهير العنابي، ورفض عامر التعليق على تغيير المدير الفني البرتغالي بيسيرو والتعاقد مع سامي الجابر، كون عدم الاستقرار أحد الأسباب التي ضربت الفريق خلال الموسم، مؤكداً أن هذه القرارات هي من اختصاص الإدارة وترى ما فيه مصلحة الفريق».
ياسر سالم: العنابي لم يحافظ على مكتسبات الماضي
أكد لاعب نادي الوحدة والمنتخب الوطني السابق، والناقد والمحلل الفني الحالي، ياسر سالم، أن الوحدة قدم موسماً سيئاً للغاية، وفشل في الحفاظ على المكتسبات التي حققها الموسم الماضي، الذي كان أفضل بكثير من الموسم الأخير، معتبراً أن تراجع الوحدة بسبب أخطاء وتخبطات إدارية، ساهمت في إضعاف الفريق وخروجه من الموسم خالي الوفاض.
تراجع
وقال: «أعتقد أن القرارات التي اتخذتها إدارة شركة الكرة أضعفت الفريق، ما أدى إلى تراجعه للمركز الرابع في نهاية الدوري، وخروجه من بطولتي كأس رئيس الدولة وكأس المحترفين، والمحصلة جاءت في النهاية «زيرو»، مشيراً إلى أن أهم السلبيات في الوحدة، عدم الاستقرار على الجهاز الفني وتغيير بيسيرو، الذي جاء في وقت غير مناسب تماماً.
وكان من المفترض تغيير لاعبين أجنبيين بآخرين من نوعية الأجانب السوبر لصناعة الفارق مع الفريق، خصوصاً أن بيسيرو قام بعمل جيد مع الوحدة، وتطور الفريق كثيراً تحت قيادته، وحقق نتائج إيجابية، ولذلك، فإن إقالته علامة استفهام كبيرة، ويعتبر واحداً من أهم القرارات غير الموفقة التي اتخذتها الإدارة».
وأضاف: «التعاقد مع سامي الجابر من وجهة نظري بعد إقالة بيسيرو، أضر بالفريق فنياً، وأصبح مفككاً، بعد أن ظهر الفريق في بداية الموسم بصورة جيدة، وكان له شكل واضح ومستقر، وبالتالي، تغيير المدير الفني لم يكن في مصلحة الفريق».
مستوى الأجانب
وحمل سالم مستوى اللاعبين الأجانب، باستثناء الأرجنتيني سباستيان تيغالي، مسؤولية تراجع الوحدة، بسبب عدم ظهورهم بالمستوى المطلوب، وانخفاض الأداء الذي قدموه مع الوحدة عن الموسم الماضي، وقال: «أحد أهم الأسباب، عدم استفادة الفريق من اللاعبين الأجانب، والأداء الذي جاء متذبذباً أغلب المباريات، باستثناء تيغالي الذي حافظ على مستواه كهداف، رغم الصعوبات التي واجهها، وابتعاده عن المباريات لسفره نتيجة مرض والده».
وشدد سالم على أن تألق عامر عمر أحد الإيجابيات المهمة بالنسبة للوحدة في الموسم الأخير، بعدما ظهر بشكل لافت للنظر، وكان أفضل لاعب في الوحدة، خاصة أنه جاء كثاني الهدافين المواطنين في دوري الخليج العربي، بعد علي مبخوت، وهو أحد الإيجابيات الجيدة التي يرتكز عليها هجوم الفريق مستقبلاً.
كما أكد على أن أهم الإيجابيات التي حققها الوحدة، تصعيد لاعبين صغار من العناصر الواعدة التي سيكون لها مستقبل باهر مع النادي في السنوات القادمة، وقال: «محمد العكبري ومحمد عبد الباسط وأحمد راشد من أهم مكاسب الوحدة، وسيكون لهم شأن ومستقبل جيد، ولكن هؤلاء اللاعبين يحتاجون لتوفير البيئة المناسبة والجيدة في النادي، من أجل تطويرهم للاستفادة منهم بأكبر صورة ممكنة».
وتمنى ياسر سالم، أن يعود الوحدة لسابق عهده بالمنافسة على البطولات، كواحد من أقطاب الكرة الإماراتية.
17
شارك أحمد العكبري لاعب الوحدة الشاب مع الفريق، كأصغر لاعب يشارك في مباراة رسمية في دوري الخليج العربي هذا الموسم، حيث دخل اللاعب كبديل في مباراتين، وهو لم يكمل عامه الثامن عشر، وأحمد العكبري من مواليد 15 يوليو 1997، ويلعب مع فريق الوحدة تحت 18 سنة، الذي حقق بطولة الدوري، وتم تصعيده للفريق الأول في 7 مباريات الموسم الأخير، وشارك في مباراتين، ولعب 37 دقيقة.
29
شارك مع الوحدة في مباريات دوري الخليج العربي 29 لاعباً على مدار الموسم بكامله، وهو من أكثر الأندية التي شارك بها أكبر عدد من اللاعبين خلال الموسم، وبرغم أن هناك عدداً كبيراً من اللاعبين الذين لم يشاركوا إلا في دقائق قليلة للغاية، مثل خالد جلال وسالم صالح، برغم أنهما كانا من الأساسيين في وقت سابق، ولكنهما خرجا من الحسابات بعد ذلك، كما شارك بعدد قليل من الدقائق لاعبون صغار.
50
حصل لاعبو الوحدة على 50 بطاقة ملونة خلال الموسم، منها 47 بطاقة صفراء، و3 بطاقات حمراء، وكان المغربي عادل هرماش لاعب خط الوسط، أكثر اللاعبين حصولاً على الإنذارات، حيث نال اللاعب 6 بطاقات صفراء طوال الموسم، وجاء خلفه الأرجنتيني داميان دياز بـ 5 بطاقات صفراء، وحمدان الكمالي بنفس العدد، ثم المدافع الكويتي حسين فاضل بـ 3 إنذارات، والغريب أن أغلب الإنذارات حصل عليها أجانب الفريق.
وجوه جديدة واعدة في قلعة العنابي
أبرز مكاسب الوحدة في الموسم المنصرم، برغم الإخفاق على صعيد البطولات والمنافسات، تصعيد عدد من اللاعبين صغار السن الواعدين، والذين ينتظرهم مستقبل مبشر مع الفريق في السنوات المقبلة، إذا ما تم الحفاظ على هذه المواهب بالشكل المطلوب، وتم صقلها ومنحها الفرصة كاملة، مثلما حدث الموسم الأخير، وبرز محمد عبد الباسط القادم من الأهلي، وأبناء أكاديمية الوحدة أحمد راشد ومحمد العكبري بشكل جيد مع الفريق في مبارياته، وشاركوا في مباريات كثيرة، بجانب عدد آخر من اللاعبين الذين اعتمد عليهم الجهاز الفني للعنابي.
ويكفي بالنظر إلى الأرقام والإحصاءات، مشاركة أحمد راشد على سبيل المثال في عدد دقائق أكثر من لاعبين عدة في الوحدة، برغم صغر سنه، وكان أحد العناصر الأساسية في 14 مباراة في دوري الخليج العربي، ومحمد عبد الباسط في 7 مباريات كأساسي، و2 دخل كبديل، ونظراً لنجاح هذه العناصر الواعدة، تم انضمامهم للمنتخب الوطني في معسكره الأخير في أبوظبي، كما انضم العكبري إلى قائمة المنتخب التي خاضـــت مباراة تيمور الشرقية في ماليزيا.
بالأرقام.. بيسيرو أفضل من الجابر
كان تغيير الجهاز الفني للوحدة خلال الموسم، نقطة تحول رئيسة في مسار الفريق، بعد إقالة البرتغالي جوزيه بيسيرو في شهر فبراير الماضي، بعد التعادل مع الإمارات في الجولة الخامسة عشر، ثم جاء التعاقد مع السعودي سامي الجابر، الذي تولى الدفة في وقت عصيب للغاية، وقبل أن يخوض الفريق مواجهة مهمة أمام السد القطري في تمهيدي دوري أبطال آسيا، والتي جاءت مخيبة للآمال، وشهدت خروج الفريق من البطولة.
وبالنظر إلى مشوار الوحدة مع بيسيرو والجابر، يتضح أن الفريق مع الأول كان يسير بشكل جيد، حيث كانت النتائج إيجابية من الموسم الماضي، الذي أنهاه في المركز الثاني، ثم خاض 15 مباراة في الموسم الأخير، فاز في 8 وتعادل في 5 وخسر مباراتين فقط، بينما لعب الجابر 10 مباريات في الدوري، فاز في 4 وتعادل في 3 وخسر في 3، بالإضافة إلى الخروج الآسيوي والخسارة أمام دبي في دور الستة عشر من كأس رئيس الدولة، وتوديع البطولة مبكراً.
عبد الله سالم: موسم غير مرضٍ
أكد عبد الله سالم مدير فريق الوحدة خلال الموسم الأخير، أن محصلة العنابي في الموسم المنتهي لم تكن مرضية على الإطلاق، وأن الموسم جاء أقل من مستوى طموح الوحدة، وأن الفريق كان بإمكانه تحقيق نتائج أفضل، إلا أن هناك العديد من الظروف والعوامل التي أثرت في الفريق سلبياً، وأدت إلى تراجعه وخروجه من الموسم خالي الوفاض.
وقال: «بالتأكيد، نحن غير راضين عن موسم الوحدة، لأن الطموحات كانت كبيرة، خصوصاً أن الفريق بدأ الموسم على صعيد دوري الخليج العربي بشكل جيد، إلا أن الإصابات والغيابات أثرت في الفريق، وأدت إلى التراجع، بالإضافة إلى ظروف أخرى يعلمها الجميع، من تغيير الجهاز الفني، ما أربك الفريق في هذه المرحلة المهمة.
مضيفاً أن الخروج من دوري أبطال آسيا، أثر نفسياً كذلك في الفريق، وبدأ التراجع شيئاً فشيئاً، حتى أنهى الوحدة الدوري في المركز الرابع، ثم جاء الخروج من كأس رئيس الدولة بركلات الجزاء الترجيحية على يد دبي».