دقت وزارة الداخلية واتحاد كرة القدم ناقوس الخطر، من السلوكيات غير الرياضية، التي بدأت تظهر في الملاعب الكروية خلال الجولات السابقة لدوري الخليج العربي..

حيث تم استنكار هذه السلوكيات التي تعتبر غريبة عن عادات وتقاليد وقيم مجتمعنا، ورفعا شعار «الرياضة تجمعنا»، وتعزيزه بحملة توعية شاملة خلال الفترة المقبلة من خلال طباعة كتيبات توعية، تشمل العقوبات التي حددها القانون في حال ارتكاب الجماهير لمخالفات خلال تواجدها في الملاعب، مع عمل زيارات ميدانية للأندية من أجل حثها على دعم الحملة، وتوجيه الجماهير للتشجيع المثالي وتعزيز ثقافة التحلي بالروح الرياضية بما يتماشى مع اللوائح والقوانين، والطلب من وسائل الإعلام بدعم هذه الحملة من أجل تحقيق الأهداف السامية الرامية إليها.

مؤتمر صحافي

جاء ذلك خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد ظهر يوم أمس في مقر اتحاد الكرة في دبي، والذي شهده سعيد الطنيجي رئيس لجنة الشؤون المجتمعية، والعقيد الدكتور صلاح عبيد الغول مدير مكتب ثقافة احترام القانون في وزارة الداخلية، عقب الاجتماع الذي دار بين الطرفين، لمناقشة أسباب ظاهرة التشجيع غير الرياضي التي شهدتها المدرجات خلال الآونة الأخيرة وطرق العلاج.

ووجه سعيد الطنيجي الشكر لوزارة الداخلية على تعاونها المثمر مع اتحاد الكرة لتدارك السلبيات التي تظهر في ملاعبنا، كما وجه الشكر للنائب العام الذي يتصدى لأية سلوكيات تخرج عن الروح الرياضية.

وقال إننا اتفقنا على تفعيل مذكرة التفاهم السابق توقيعها، والتصدي لأية سلوكيات خاطئة، ونشر الوعي من خلال حملة توعية شاملة، بالتعاون مع لجنة دوري المحترفين ووسائل الإعلام والأندية، ومواقع التواصل الاجتماعي، وطباعة كتيبات تشمل التوعية الصحيحة وفق الروح الرياضية وبيان العقوبات التي ينص عليها القانون بالدولة.

دور بناء

وناشد الطنيجي رؤساء الأندية بالدولة دعم حملة التوعية، وأن يكون لهم دور بناء وفعال في توعية الجماهير ونشر ثقافة الوعي الرياضي بينهم، خاصة وأن الرياضة مجال للتنافس الشريف بين أبناء الوطن الواحد، وقال إن اتحاد الكرة سوف يستحدث خيمة يتم من خلالها تنظيم العديد من برامج التوعية، بحضور رؤساء ومسؤولي الأندية ووسائل الإعلام وروابط المشجعين..

وبث روح المحبة والتسامح وروح الرياضة والتي وجدت لخلق البهجة والسعادة في المجتمع لا لخلق الضغائن والنزاعات، وقال إننا لا نعتبر ما حدث في المدرجات خلال أخر جولتين ظاهرة، بل حادث عارض ولكن علينا التعامل معه بحزم حتى لا تتكرر مثل هذه السلوكيات الخاطئة.

خطة توعية

فيما كشف العقيد الدكتور صلاح الغول عن قيام وزارة الداخلية، بعمل خطة توعية ممتدة حتى عام 2016، تشمل زيارات للأندية، وبالفعل تمت زيارة أندية بني ياس والشعب والذيد ..

وتتم تكملة برنامج الزيارات، وكذلك عمل برامج توعية وإعداد مطبوعات تحث على السلوك الرياضي وإظهار مواد القانون التي تعاقب المخالفين، وقال نحن نمثل الوزارة في الجانب التوعوي لنشر الوعي القانوني بين الجماهير، وأوضح أننا لا نهدف إلى تكميم الأفواه بالملاعب ولكننا نسعى لتعزيز التشجيع المثالي وفق عادات وتقاليد المجتمع وبروح القانون.

عقوبة قانونية

وأوضح الدكتور الغول أن القانون يعاقب من يسب ويقذف بالحبس لمدة عام، ومن يقوم بفعل فاضح وخدش للحياء بالحبس سنة، ومن يقوم بإثارة النعرات الطائفية من 5 إلى 15 عاما مع غرامة مالية من 250 ألفا إلى مليون درهم..

والاعتداء على الممتلكات بالحبس لمدة عام، ونشر الشائعات عقوبتها تصل إلى 3 سنوات، وتغليط عقوبة الاعتداء على الحرية الشخصية والتصوير المسيء، وقال إن لجان اتحاد الكرة القانونية تعالج العديد من السلوكيات الخاطئة وفق اللوائح والنظم ولا يوجد تعارض مع دورها، وطالب إدارات الأندية والأجهزة الفنية بدعم السلوكيات الرياضية نظرا لأهمية دورهم.

محاربة العنف

وشدد مدير مكتب احترام ثقافة القانون، على أن محاربة العنف الفكري، أخطر بكثير وأصعب من محاربة العنف الجسدي، وهذا العنف يتمثل بتعصب البعض لأنديتهم وفرقهم داخل الملاعب مما يؤدي إلى نتائج غير محمودة وتؤثر على سمعة رياضتنا وملاعبنا..

والتي لطالما كانت ولا تزال مثالاً لباقي المجتمعات الرياضية الأخرى، مشيراً أننا نواجه سلوكيات مشوهة وفردية ولا تمثل ظاهرة أبداً تحتاج إلى توعية وتثقيف وتوجيه ليس أكثر، وسيتم عقد مجالس تثقيفية مشتركة بين الوزارة والاتحاد والأندية للتوعية والتوجيه.

توعية

أبدى العقيد صلاح الغول استعداد وزارة الداخلية لتوعية اللاعبين الأجانب بعادات وسلوكيات المجتمع، سواء من خلال المحاضرات العامة أو التواصل الشخصي معهم، من خلال 8 لغات معتمدة، خاصة بعد أن ظهرت بعض السلوكيات التي لا تتماشى مع عادات وتقاليد المجتمع.