وصلنا في تحليل دوري الخليج العربي إلى المربع الذهبي، وكنا قد قسمنا الفرق على مدار الأيام الأربعة السابقة إلى فرق الهبوط، والفريقان »الظاهرة« من ساحل الفجيرة، وفرق البحث عن »لا شيء« التي تريد دفء الوسط فقط لا غير، والآن نصل بالتحليل إلى "كوكب" المربع الذهبي البعيد عن باقي الفرق..

حيث بطل الشتاء زعيم الدوري العين، وينافسه بقوة فرسان الصدارة الأهلي الفريق الأكثر إمتاعاً والأقدر على ملاحقة الفريق البنفسجي في السباق على اللقب، وفي المنافسة على استحياء كل من النصر والوصل.. وسنتناول كل فريق على حدة في السطور التالية لنوضح إيجابياته وسلبياته، نقاط قوته وضعفه، لنقرأ معاً طالعه.

بداية مع الزعيمنبدأ من الزعيم العيناوي المتألق الذي أحكم السيطرة على الصدارة منفرداً بفارق 4 نقاط فعلياً، ونقطة وحيدة شكلياً في حال فوز الأهلي على الوصل في المباراة المؤجلة التي تقام اليوم، فالزعيم ملك »الكتاناتشيو« حيث اللعب التكتيكي الشبيه بالكرة الإيطالية المعتمدة على الاستحكامات الخططية..

والعين ظاهرة في حد ذاته تستحق الدراسة، البعض من المتابعين لا يرضى عن شكل الأداء الذي يقدمه من بداية الموسم، على الرغم من كونه الفريق الأكثر فوزاً والأفضل دفاعاً وثاني أفضل الفرق هجوماً، ولكن الشكل الهجومي العام ربما لا يوحي بالجمالية التي تحلم بها الجماهير.

يلعب العين بطريقة 4-2-3-1 وأحياناً 4-2-1-2-1 مع المدرب زلاتكو داتليتش الذي يعرف كيف يوظف كل لاعب في الملعب على أكمل وجه، ويخرج أقصى إمكانياته لخدمة الفريق، ربما لا يعتمد العين على جمالية الأداء، والنجومية الفردية، ولكنه يلعب بجمالية التكامل واللعب الجماعي، وفي كل خط من خطوطه قدرات ومهارات عالية يتم توظيفها لخدمة الفريق.

تشكيلة مرعبة

في المرمى هناك حارس هو الأفضل في الدور الأول وهو خالد عيسى، وأمامه خط دفاع منيع في القلب إسماعيل أحمد ومهند العنزي، وعلى الطرفين محمد فايز ومحمد فوزي، وارتكازان رائعان هما فيليبي باستوس ولي ميونغ، وإبراهيما دياكيه كارتكاز ثالث أمامهما للربط بين الدفاع والهجوم..

ويتبادل مركزه بتناسق تام مع باستوس ولي ميونغ، ما يجعل اختراق العين من العمق عملية شبه مستحيلة لقدرته الفائقة على امتلاك وسط الملعب دفاعياً وهجومياً، وبالطبع عمر عبد الرحمن يستطيع صناعة الفرص وقيادة الفريق ببراعة. وفي العين مقاعد بدلاء رائعة من هلال سعيد وبرمان وراشد وغيرهم من اللاعبين القادرين على تنفيذ تعليمات المدرب باقتدار وخبرة وفهم عال.

وربما أبرز سلبيات الفريق العيناوي اللعب دائماً على النقاط الثلاث دون إبداع، ما يقلل أحياناً من المتعة الكروية المعتمدة على المهارات الفردية..

وذلك نتيجة الالتزام الكامل من اللاعبين بتعليمات المدرب، كذلك عدم ظهور أي قدرات خاصة لمهاجميه المحترفين ريان بابل وإيمانويل أمونيكي اللذين لم يظهرا بمستوى بقية عناصر الفريق، ولكن تكاملية الفريق وعناصره هي التي تغطي على العيوب والسلبيات، وتخفي نواقص وسلبيات بعض اللاعبين.

الوصل أقل قدرةً على الالتزام الدفاعي

يعتبر الوصل أحد أفضل الفرق في دورينا من حيث الانضباط التكتيكي والأداء الجمالي، بالرغم من خسارته العديد من النقاط السهلة التي كانت في متناول يديه نتيجة رعونة في بعض الأوقات وعدم التزام دفاعي في أوقات أخرى، لكن الوصل كفريق يعد من بين الأفضل في دورينا هذا الموسم، والحقيقة فوجوده في المربع الذهبي دليل على أنه بين الأفضل.

المدرب كالديرون المدير الفني للفهود يلعب بطريقة 4-1-2-3، وأحيانا تتحول إلى 4-1-3-2، وتؤتي طريقة لعبه الهجومية أكلها في العديد من المباريات، ولكن تذبذب مستويات اللاعبين من مباراة لأخرى وتراجع بعض مستويات الخط الخلفي تكلف الفريق الكثير، أيضا تكاسل بعض اللاعبين في الارتداد السريع من الهجوم للدفاع يؤدي لثغرات في دفاع الأصفر الوصلاوي..

وهذا ما يجعله يفقد نقاطا سهلة وفي مباريات يكون فيها الأفضل ومتسيدا لمجرياتها، سواء بالتعادل أو الخسارة التي تأتي عكس سير الكثير من المباريات.

من خلال قراءة لمعطيات الدوري، فالوصل من أكثر الفرق قدرة على المنافسة، ولكن ذلك لن يأتي سوى بإعداد نفسي وبدني من كالديرون للاعبي الخط الخلفي، لخلق تمركز جيد والتزام تكتيكي مع رقابة لصيقة لمهاجمي الفرق المنافسة لمنع الاختراقات المكلفة للنقاط من أجل المنافسة على اللقب.

شباك الأهلي مصابة دائماً

الأهلي هو الفريق الوحيد في الدوري الذي لم يحقق أي تعادل في مبارياته الـ12 التي لعبها خلال الدور الأول، ولكن الغريب شباك الفرسان مصابة دائما، فلم يستطع نهائيا الحفاظ على شباكه نظيفة من الأهداف، وفي 11 مباراة دخل شباكه هدف واحد، بينما المباراة الـ12 أمام العين ودخل مرماه 3 أهداف.

ترتيب الدور الأول

النادي لعب فاز خسر تعادل له عليه الفرق النقاط الترتيب

العين 13 11 1 1 29 9 20 34 1

الأهلي 12 10 2 0 33 14 19 30 2

النصر 13 7 2 4 24 17 7 25 3

الوصل 12 7 4 1 22 15 7 22 4

الشباب 13 5 3 5 18 14 4 20 5

الوحدة 13 6 5 2 23 16 7 20 6

بني ياس 13 4 4 5 21 19 2 17 7

دبا 13 5 6 2 20 22 -2 17 8

الفجيرة 13 4 5 4 21 28 -7 16 9

الجزيرة 13 4 7 2 23 27 -4 14 10

الإمارات 13 4 8 1 17 26 -9 13 11

الظفرة 13 3 7 3 16 26 -10 12 12

الشارقة 13 3 8 2 14 21 -7 11 13

الشعب 13 0 11 2 11 38 -27 2 14

الإرهاق وعدم ثبات التشكيل آفة الأهلي

القطب الثاني في الدوري في 13 جولة من عمره كان الأهلي، الذي تألق على الصعيدين القاري والمحلي وحصد وصافة دوري أبطال آسيا وكان قاب قوسين أو أدنى من اللقب الآسيوي، وتألق في صفوفه العديد من اللاعبين لعل أبرزهم اللاعب الأفضل في القارة الصفراء أحمد خليل، ورغم احتلال الأهلي للوصافة خلف العين..

إلا أن الفريق الأحمر يقدم مستويات وأسلوب لعب رائع يمتع في الكثير من المباريات، بقدرة على اختراق دفاعات المنافسين، ومجموعة من اللاعبين المواطنين والمحترفين هم الأفضل في دورينا، فقط يعيبه الإرهاق أحياناً، وعدم ثبات التشكيل أحياناً أخرى.

طريقة اللعب

ويلعب كوزمين أولاريو المدير الفني للفرسان بطريقة 4-3-2-1 الهرمية، وأحيانا يميل للعب بطريقة 4-2-3-1، ولكن الأولى هي التي ظهرت في أغلب مباريات الأهلي بوجود رودريغو سانتوس وإيفرتون أمام ثلاثي الوسط، ويعودون خلف ثلاثي الوسط في الحالة الدفاعية، وفي المباريات الكبرى ليكونوا عمقا دفاعيا ..

وفي الوقت نفسه نقطة انطلاق هجومية، ويمتاز فكر كوزمين بالاحتفاظ دائما بالأوراق الرابحة فتجد كثيرا إسماعيل الحمادي وأحمد خليل في مقاعد البدلاء..

ويتم الدفع بهم بحسب سير المباريات، ويملك الفرسان مهاجما هو الأفضل بين محترفي دورينا وهو البرتغالي رودريغو ليما، الذي يجيد التسجيل من أنصاف الفرص بشكل رائع، ويستطيع الوقوف في المكان الصحيح في التوقيت الأنسب، وكذلك الكوري كيونغ وون هو الآخر أحد أفضل اللاعبين في المسابقة.

سلبيات

على الرغم من كون الأهلي مليئاً بالإيجابيات، وأحد أفضل الفرق في دورينا إلا أنه يشوبه بعض السلبيات التي تعكر الصفو أحيانا، مثل الإرهاق الذي يعاني منه بعض العناصر نتيجة ضغط المباريات، وهو الأمر الذي ظهر في الجولات الأخيرة للدوري..

وهذا أمر طبيعي يمكن التجاوز عنه، ثاني الأشياء هو عدم ثبات التشكيل في المباريات، فلا تكاد تجد مباراتين متتاليتين للأهلي دون تغيير في أكثر من عنصر في الملعب، ربما يعتمد كوزمين في ذلك سياسة المداورة أو إتاحة الفرصة، أو ربما يتعامل مع كل مباراة بفكر مختلف، ولكن في النهاية أعتقد أن هذا الأمر ضرره أكثر من نفعه.

سلبية أخرى في الأهلي ظهرت واضحة على المدير الفني كوزمين أولاريو الذي يجيد في الكثير من المباريات..

ولكن في بعض الأحيان تدخلاته الفنية تفسد المباريات، ونتيجة تلك التدخلات مع عدم ثبات التشكيل بدأت الأخطاء الدفاعية تكثر في مباريات الفريق الأخيرة، ولعل الثغرة الأكثر وضوحا في دفاعات الفريق الأحمر هي الواقعة بين ارتكازيه وقلب دفاعه وتظهر حالة اعتمادية في بعض الأوقات تكلف الفريق أهدافا في مرماه.

ولكن بصفة عامة، فالأهلي لا يقل قدرة وتألقا عن العين بشكل جمالي أكبر وقدرة فنية أقل!

النصر يفتقد المهاجم الصريح من أجل المنافسة

ثالث فرق المربع الذهبي هو النصر، الذي يعد موسمه الحالي أحد أفضل مواسمه في السنوات الأخيرة، الفريق استعد جيداً بتعاقدات ملائمة وتجهيز فني متميز مع مدربه إيفانوفيتش، الذي أجاد توظيف اللاعبين واختياره لهم بشكل أضفى جمالية على أداء النصر وجعله من فرق المقدمة.

النصر يعيش حالة استقرار فني ولا ينقصه الكثير للمنافسة على اللقب، الذي كان بإمكانه أن ينافس عليه بقوة لولا التفريط بسذاجة في بعض النقاط خلال مباريات الدور الأول والتي أبعدته عن الصدارة.

ويلعب إيفانوفيتش بطريقة 4-5-1، أو 4-2-3-1، ويجيد الفريق في السيطرة على وسط الملعب في أغلب المباريات، ولكن يعيبه عدم القدرة على تسجيل الأهداف في بعض المباريات، فالفريق يفتقد لمركز »اللاعب رقم 9« المهاجم الصريح القادر على اقتناص الأهداف من أنصاف الفرص.

فعلى الرغم من محاولات لاعبي وسط الملعب، إلا أن تعاقد العميد مع لاعب رأس حربة صريح بات أمراً ملحاً لمواصلة الانتصارات، فلم يثبت اللاعب نيلمار طوال 13 مباراة أنه الاختيار الأفضل كرأس حربة، ولم يقدم أوراق اعتماده كمنقذ هجوم النصر، وفي اعتقادي أن استبداله في فترة الانتقالات الشتوية أمر ربما يفيد النصر كثيراً.

الهفوات

دائما النصر يلعب بإجادة ولكن نتيجة لهفوات دفاعية وعدم تمركز أو اندفاع في بعض الأوقات من لاعبي الخط الخلفي للمساندة الهجومية يصيب مرماه بأهداف، والعميد هو المنافس الأبرز بعد العين والأهلي على الصدارة بواقع النقاط، وهو الساعي للقمة منتظراً هفوات الآخرين..

ولكن دائماً الباحث عن هفوات الآخرين في سباق الصدارة لا بد أن يتوقف هو أولاً عن ارتكاب الهفوات، وهذا أحد أبرز عيوب وسلبيات العميد الذي لا يستطيع تأمين خطه الخلفي بشكل كامل مما يتسبب في فقدانه نقاط لا مجال لها من الإعراب ولا داعي لها.

في اعتقادي أن التعاقد مع مهاجم متميز سيكون لاعبي الوسط أكثر دعما للدفاع وبالتالي تقل الأخطاء الدفاعية للنصر.

05

5 لاعبين من رباعي الصدارة العين والأهلي والنصر والوصل يتنافسون في قائمة هدافي الدوري التي يتصدرها لاعب الوحدة الأرجنتيني سبيستيان تيغالي برصيد 13 هدفا، ويحل ثانيا لاعب الأهلي البرتغالي ليما برصيد 11 هدفا، بينما يحل خواكين لاريفي لاعب بني ياس في المركز الثالث برصيد 9 أهداف.

ثم يأتي رابعا ليما البرازيلي لاعب الوصل برصيد 8 أهداف متساويا مع لاعب الشباب جو ألفيس، يليهما إدعار برونو لاعب الوصل أيضا برصيد 7 أهداف متساويا مع إيمانويل إيمونيكي لاعب العين بنفس الرصيد، وكذلك متساويا مع فاندرلي سانتوس لاعب الشارقة وعلي مبخوت لاعب الجزيرة، ثم يأتي بعدهم ليويس خيمينيز لاعب النصر وسجل 6 أهداف في المباريات الـ13 للدور الأول.

33

يتربع الأهلي على عرش الفرق الأكثر تهديفاً كإجمالي وكمعدل، فالفريق أحرز 33 هدفا في 12 مباراة فقط، بمعدل تهديفي 2.75، وهو أعلى معدل في البطولة، في حين سجل العين صاحب الوصافة التهديفية 29 هدفا في 13 مباراة، بمعدل تهديفي 2.2 هدف لكل مباراة، في حين النصر سجل 24 هدفا في 13 مباراة والوصل سجل 22 هدفا في 12 مباراة لتبقى مباراة له تقام اليوم مع الأهلي.

02

العين لم يصب مرماه بأكثر من هدف سوى مرتين فقط في 13 مباراة، المرة الأولى كانت خسارته الوحيدة في الدوري أمام الوحدة بهدفين مقابل هدف، والثانية كانت من الشعب أقل فرق الدوري إحرازاً للأهداف في دورينا، وسجل في مرمى الزعيم هدفين وخسر منه بالأربعة.