فجر جمهور الصقور غضبه في وجه الجميع عقب التعادل أمام الشارقة 2/2 في الجولة 21 من دوري الخليج العربي، مساء أول من أمس. فقد شهدت قلعة الصقور انتقادات حادة وغضباً عارماً ما استدعى تدخل رجال الشرطة لتهدئة الجمهور الثائر واحتواء الموقف، وبدأ غضب الجمهور عقب هدف التعادل الثاني الذي أحرزه الشارقة في الدقيقة 86، لتبدأ هتافات المدرجات الغاضبة التي ارتفعت بصوت عال عقب صافرة نهاية اللقاء بالتعادل 2/2، والذي رفع رصيد صاحب الأرض إلى 22 نقطة في الترتيب 12، والشارقة إلى 25 نقطة في المركز العاشر، ونال البرازيلي باولو كاميلي المدير الفني للصقور الجزء الأكبر من الانتقادات، حيث حمله الجمهور مسؤولية التعادل على خلفية التعديلات التي أجراها في الحصة الثانية وطالبه بالرحيل، وانتقد الجمهور الإدارة أيضاً على تمسكها بالمدرب البرازيلي وطالبوا برحيل الاثنين معاً، الإدارة والمدرب، وبعدها كان الهجوم على اللاعبين أثناء خروجهم من أرضية الملعب، خصوصاً اللاعب محمد مال الله، بطريقة تركت العديد من علامات الاستفهام، لأن مال الله يعتبر من أبرز عناصر الفريق ويؤدي بشكل مميز في معظم المواجهات.

تدخل

ومع انفجار المدرجات تدخل هادف سيف، كابتن الفريق الذي حضر للجمهور مطالباً بالتهدئة وعدم الانفعال، مسانداً عدداً من رجال الشرطة الذين أكدوا أهمية ضبط النفس، فيما جاء الرد من بعض المشجعين أنهم لا يوجهون إساءات شخصية، ولكن ينتقدون الوضع فقط ويرغبون في إخراج ما في صدورهم من غضب.

وبعد أن هدأت الأوضاع في المدرجات، انتقلت الثورة مرة أخرى أمام المخرج الرئيس للاستاد الذي شهدت ساحته ضرباً بالأيدي، تمثل في اعتداء أحد مشجعي الصقور على موظف مواطن بالنادي أمام مرأى ومسمع الجميع، وتولت الشرطة الأمر وأجرت التحقيق اللازم.

فيما جدد عدد من مشجعي الصقور ثورتهم في وجه اللاعبين مع التركيز للمرة الثانية على مال الله، باعتبار أنه حاول استفزازهم عقب اللقاء بعدم تقبله النقد الموجه لهم كلاعبين.

فوز دبا

وفسر الكثيرون أن ثورة الغضب التي اجتاحت النادي مردها التعادل بجانب الخوف من الهبوط، خصوصاً أن النتيجة أعقبت فوز دبا الفجيرة على الشعب، الأمر الذي يؤزم موقف الصقور في المنافسة ويضعه في عنق الزجاجة.

وبشكل عام كانت الأمسية حزينة داخل قلعة الصقور وظهر الإحباط والغضب على الجميع من نتيجة المباراة، حتى إدارة النادي التي ترى أنها فعلت ما عليها وأن التعادل لا يعبر عن المستوى الذي قدمه الفريق في اللقاء، وهذا ما أكده باولو كاميلي أيضاً خلال المؤتمر الصحافي، ذاكراً أن المباراة كان يمكن أن تنتهي بثلاثة أهداف لمصلحة فريقه إذا استغل جمال إبراهيم الفرصة التي أتيحت له في مواجهة المرمى وتعامل معها بشكل صحيح، وقال: بخلاف ذلك أضعنا العديد من الفرص مع تقديم مستوى جيد طوال شوطي اللعب، لذلك أعتقد أن النتيجة لم تكن عادلة وبها ظلم لنا، الشارقة وجد فرصتين وأحرز هدفين أما فريقي فوجد العديد من الفرص التي كان يمكن أن يحسم بها اللقاء، ولكن اللاعبين لم يوفقوا في الاستفادة منها.

عدم تغطية

وأبدى كاميلي استغرابه من عدم وجود تغطية على لاعب الشارقة ريكاردو الذي أحرز الهدف الثاني، وقال: هدف الشارقة كانت نتيجة خطأ في التغطية الدفاعية، أستغرب أن يترك المدافعون مهاجماً في المنطقة الخطرة دون تغطية.

وعن وجود حالة تسلل في الهدف قال كاميلي: لا أستطيع تقييم الهدف إن كان صحيحاً أو أنه جاء من حالة تسلل، لأن موقعي في الملعب لا يسمح بذلك، لكنّ الكثيرين اعترضوا على عدم احتساب التسلل.

تغييرات

دافع مدرب الصقور عن التغييرات التي أجراها في الشوط الثاني وتعرض بسببها لانتقادات عنيفة، وقال: سحبت عبدالله علي لأنه كان مرهقاً بعد أن بذل مجهوداً كبير في المباراة، وأشركت بديله هيثم المطروشي وهو من العناصر الجاهزة التي تلعب باستمرار، أما جمال إبراهيم ومال الله فهما لاعبان أساسيان في التشكيلة ورأيت أن وليد عنبر ورودريغو قدما مجهوداً كبيراً، وفي الجزء الأخير من المباراة حاولت الضغط على الخصم عن طريق طرفي الملعب، لذلك أشركت جمال ومال الله، كل المباريات السابقة كنت أشرك فيها هذا الثنائي، وبعد ذلك حولتهما لمقاعد البدلاء لأن وليد عنبر ورورديغو استفادا من عدم المشاركة الأساسية وتطورا كثيراً، وقدما مستوى متميزاً وعادا بشكل أفضل من السابق، لذلك أعتقد أن التعديلات لم تكن مشكلة.

ثقة

عن خطر الهبوط الذي يهدد فريقه قال كاميلي: لدينا ثقة كبيرة في اللاعبين والخروج من منطقة الخطر، الفريق قادر على كسب النقاط في الجولة المقبلة والتقدم في ترتيب الدوري، لن نعتمد على نتائج بقية المباريات، لكننا سنعتمد على أنفسنا فقط، وإذا حصدنا النقاط سنؤمن بذلك موقفنا.

مستويات

ذكر باولو كاميلي مدرب الصقور، أن فريقه قدم مباريات متميزة في هذا الموسم، لكنه لم يكن موفقاً، وأن سوء الحظ لازمهم باستمرار. وأضاف: حتى مباراة الوصل السابقة قدمنا فيها مستوى متميزاً وكنا الأقرب للفوز، لكنها انتهت بالتعادل، وكذلك أمام الشارقة تفوقنا على خصمنا وهددنا شباكه كثيراً، وسيطرنا على الكرة لكن التوفيق لم يحالفنا في الحصول على النقاط الثلاث.

عبد العزيز العنبري: موقفنا غير مطمئن

أكد عبدالعزيز العنبري، مدرب الشارقة، أن المغامرة الهجومية التي اعتمد عليها في شوط اللعب الثاني منحته نقطة التعادل أمام الصقور بعد أن كان فريقه متأخراً بهدفين مقابل هدف، وقال العنبري: التعادل بالنسبة لنا نتيجة جيدة قياساً بالمستوى الذي قدمناه، لأننا صراحة لم نلعب بشكل جيد، ورغم ذلك تحصلنا على نقطة غالية ستفيدنا في بقية مشوار الدوري.

وذكر مدرب الملك، أن فريقه الذي يمتلك 25 نقطة في رصيده يحتاج إلى 28 نقطة للوصول إلى بر الأمان، مؤكداً أن موقف الملك مازال غير مطمئن، لذلك عليهم تحقيق نتائج إيجابية في المباريات المقبلة وقال: لا نلعب من أجل البقاء فقط، ولكن لأجل التقدم في الترتيب وإسعاد جمهورنا، هنالك 5 جولات متبقية وكل النتائج واردة، لذلك علينا أن نركز بشكل أفضل حتى نحصل على نقاط أكثر.

سبب مجهول

لم يجد العنبري حرجاً في القول إنه لا يعرف السبب الذي جعل فريقه يظهر بمستوى أقل أمام الصقور وأضاف: لم نلعب بشكل جيد، وكانت هناك بعض الأخطاء التي لا تشبه الفريق، شخصياً تفاجأت بالمستوى العام للاعبين رغم التحضيرات الجيدة التي قمنا بها، كنت أتوقع منهم أفضل بكثير من المستوى الذي قدموه، لذلك هدف التعادل بالنسبة لنا مثل نقطة جيدة اجتهدنا من أجل الحصول عليها.

تعديلات

وعن التعديلات التي أجراها الخصم وهل استفاد منها، قال مدرب الملك، إن عبدالله على لاعب الصقور كان يؤدي بشكل جيد في الجانب الدفاعي، لكن المدرب لديه أسبابه في التعديلات، وهو أعلم بفريقه، وأضاف: يمكن أن أتحدث عن التعديلات التي قمت بها وليس تعديلات مدرب الطرف الثاني، لقد جازفت في المباراة ولعبت بطريقة هجومية لعدم وجود ما أخسره، فقد كنت أبحث عن الفوز أو التعادل بعد أن تأخرنا في المباراة، وقد أثمرت التعديلات النتيجة التي تحققت وفي رأيي أنها نتيجة إيجابية.

محمد الطويل: ندفع ثمن أخطاء الحكام

انتقد محمد الطويل مشرف فريق الصقور، حكم المباراة محمد عبدالله حسن وطاقمه المعاون، وقال إن الهدف الثاني للشارقة كان من حالة تسلل واضحة لم يتم احتسابها، وتساءل: إلى متى سيدفع الإمارات ثمن أخطاء التحكيم المستمرة؟ لقد عانينا في هذا الموسم كثيراً، وتحدثنا عن الأخطاء التي تقع على فريقنا ونفقد بسببها النقاط ولكن لا يوجد أي تغيير.

وعن ثورة الجمهور التي أعقبت المباراة، قال الطويل: جمهورنا أهم عناصر الفريق، وهو السلاح الذي نقاتل به، ونحن نجد لكل مشجع العذر في الانفعال لأنه يريد مشاهدة فريقه منتصراً، لكن نحن الآن في مأزق لأن الوقت لا يسمح بأي تعديل ولا توجد فترة تعاقدات قبل نهاية الموسم، لذلك من المهم في الوقت الحالي أن يكون هناك تكاتف وتوحد بين أبناء النادي من أجل دعم الفريق معنوياً حتى يعود للانتصارات، كل من يحب فريق الإمارات عليه أن يصبر حتى نعبر هذه المرحلة المهمة، وبعدها يمكن معالجة كل السلبيات والأخطاء، ولكن حالياً نحتاج إلى الانتصارات التي لا تأتي إلا بمساندة الجماهير للفريق وتشجيعه.

نتيجة ظالمة

وعن المباراة قال المشرف على الصقور: صراحة، الفريق قدم مستوى جيداً وكان أفضل من الشارقة، في رأيي أن التعادل نتيجة ظالمة لأننا كنا نستحق الفوز، أهدرنا العديد من الفرص المباشرة، والخصم أحرز هدفه من تسلل، لذلك أرى أن النتيجة لم تكن عادلة ولم تعبر عن مجريات اللعب.

نواف مبارك: قدمنا مباراة متواضعة

اعترف المخضرم نواف مبارك لاعب الشارقة، بأن فريقه قدم مباراة متواضعة أمام الصقور، ذاكراً أن المستوى الذي لعبوا به لا يتناسب مع طموح الفريق وجمهوره، ورغبته المستمرة في تقديم مستويات متميزة، وقال: لم نلعب بشكل جيد، لذلك أعتقد أن الحصول على نقطة التعادل كان أمراً جيداً بالنسبة لنا، خصوصاً أن المباراة على ملعب فريق الإمارات وليست على ملعبنا.

وقال نواف: دخلنا أرض الملعب ونحن نخطط للفوز، لأن النقاط الثلاث تمنحنا دفعة كبيرة في مشوار الدوري، ولكن مجريات اللعب فرضت علينا التعادل، هذه مواجهة انتهت بالحصول على نقطة واحدة وعلينا كلاعبين أن نفكر في المباريات المقبلة حتى نتمكن من العودة للانتصارات.

عبدالله علي: النتيجة محبطة

ذكر عبدالله علي لاعب وسط الصقور، أن نتيجة التعادل أمام الشارقة محبطة، لأن فريقه كان مصمماً على الفوز، ولأنه قدم مباراة جيدة، ووجد العديد من الفرص التي كانت كفيلة بخروجه منتصراً من اللقاء بأكثر من ثلاثة أهداف، وأضاف: تفوقنا على خصمنا وقدمنا مباراة مرضية، لكن النتيجة لم تكن في مصلحتنا، كان علينا الاجتهاد أكثر وأن نحافظ على تقدمنا، خصوصاً أن موقف فريقنا يتطلب كسب النقاط.

وأضاف عبد الله: نعتذر لجمهورنا عن هذه النتيجة ونعد الجميع بأن نعود إلى الانتصارات حتى يصل الفريق إلى نقاط تؤمن استمراره في منافسة الدوري.