واصل فريق الجزيرة تربعه على قمة جدول ترتيب مسابقة دوري الخليج العربي في الجولة 17، بتخطيه عقبة مهمة في طريقه نحو اللقب بفوزه الصعب على اتحاد كلباء العنيد بهدف مقابل لا شيء للضيف على ملعب محمد بن زايد في أبوظبي، ووصول «فخر أبوظبي» للنقطة 44 بفارق 7 نقاط عن العين أقرب ملاحقيه، والأخير واصل صحوته للجولة الثانية مصراً على ملاحقة الجزيرة، بعدما تخطى النصر أحد أهم العقبات في الدور الثاني، وفاز الزعيم بثلاثية نظيفة واصل بها زحفه لملاحقة الجزيرة على القمة.
ولم يختلف الحال عند الأهلي والوصل نجما الصدارة والملاحقين المباشرين للجزيرة والعين لاقتناص القمة، واقتنص الأهلي فوزاً سهلا على دبا الفجيرة بهدفين دون رد، بينما نجح الوصل في الخروج من مطب الوحدة، وتخطى العنابي بهدفين مقابل هدف وحيد للضيف الوحداوي.
ورغم أن النتائج تكون في كثير من الأحيان عنواناً في حد ذاتها، إلا أن مباريات الأقطاب الأربعة حملت الكثير من التفاصيل الفنية والتكتيكية، فالجزيرة المتصدر لا يزال يلعب بواقعية شديدة مع مدربه الهولندي المخضرم تين كات، الذي يستطيع اقتناص النقاط واللعب بعناصره بشكل متميز جالباً النصر، وحريص في عدم فقدان النقاط، ورغم الفارق الفني الكبير بين الجزيرة واتحاد كلباء، إلا أن الأخير يثبت جولة بعد أخرى أنه فريق لا يستهان به، خصم عنيد الفوز عليه يعد إنجازاً لقدرته على اللعب الدفاعي واقتناص الهجمات المرتدة بشكل متميز.
ولكن في لقاء الجزيرة واتحاد كلباء نجح تين كات ولاعبوه في اقتناص هدف مبكر في الدقيقة 30، واللعب عليه طوال المباراة، ورغم الاستحواذ إلا أن الجزيرة فشل في فك طلاسم دفاع اتحاد كلباء إلا بالهدف الوحيد، في المقابل حاول نمور كلباء الترصد للجزيرة واستغلال الهجمات المرتدة، لكن الجزيرة كان واعياً دفاعياً بشكل كبير حال دون إصابة مرماه بهدف عكسي يعرقل مسيرته نحو اللقب.
صحوة
في المقابل وعلى الناحية الأخرى من الصراع على اللقب واصل العين صحوته، مقدماً مباراة متميزة أمام النصر، واقتنص فوزاً بثلاثية نظيفة، النصر لم يكن في حالته ويعاني مؤخراً من الاهتزاز والترنح بين الأزمات الفنية والإدارية، وكانت للمباراة حساسيتها الخاصة، نظراً لكون العين الطرف الثاني في قضية اللاعب فاندرلي، التي تعد القشة التي قصمت ظهر البعير في النصر وأثرت عليه فنياً بشكل كبير.
ورغم حساسية المباراة إلا أن الفريقين قدما مباراة تعد إلى حد بعيد جيدة المستوى، وزوران المدرب الجديد للزعيم العيناوي وضحت لمساته مبكراً في المباراة الأولى له مع البنفسجي، وهو ما يؤشر لكون مدرسته التدريبية ليست بعتيدة عن زلاتكو داليتش المدير الفني المستقيل أو أن زوران من المرونة أنه لم يغير جلده بشكل مباشر حتى لا يؤثر على اللاعبين، ومع المباريات المقبلة سيكون الحكم أوضح وأكثر دقة على فكر المدرب الجديد ومدى استيعاب اللاعبين لطريقته وفلسفته التدريبية.
على الطرف الآخر فالنصر لم يكن سيئاً وبادل العين الهجمات، ولكن بيتريسكو المدير الفني للعميد يعاني هجومياً، وليس لديه اللاعب القادر على هز الشباك واستغلال أنصاف الفرص في غياب فاندرلي، ولذلك رغم وصوله في أكثر من مشهد لمرمى الزعيم لم يستطع التسجيل واستغلال الفرص، وفي مثل تلك المباريات أمام الفرق الكبيرة ما لم تسجل تخسر وهذا ما حدث، وواقع الأمر أن الأزمات التي بات يتعرض لها العميد أكبر من مقدرة بيتريسكو على الحل، بل هي أكبر من مقدرة أي مدير فني.
تأثير
كل الأحاديث عن الفرق بمن حضر، وإلى آخر هذه الأقاويل، هي في إطار الشحن المعنوي وليس لها أساس من الصحة.. الظفرة تأثر برحيل ديوب وخريبين لا جدال، وصارت القوة الهجومية لأبناء قويض أقل خطورة من السابق، والضربة كانت ثنائية.. الظفرة لم يهتز أو يتراجع لكن بلا أدنى شك قدرته الهجومية تراجعت.
مراد و «عموري» الأفضل
ظهر لاعبان في الجولة بأفضل مستوى، وكانا خير عون لفريقيهما، الأول هو النجم عموري لاعب العين الذي كان من أفضل نجوم الجولة، وساهم في فوز فريقه في اللقاء الصعب أمام النصر، بتحركاته الواعية وقدرته على خلق الفرص. أما النجم المغربي مراد باتنا فكان قطب التألق الثاني في الجولة 17، ولاعب نادي الإمارات صال وجال في دفاعات الشباب، وأحرز 3 أهداف، ولم يقوَ فريق الشباب على إيقافه طوال المباراة، سواء بالطرق المشروعة أو غير المشروعة.
باتنا كان سر تألق الصقور وافتراسهم للجوارح برباعية مذلة، في بداية مسيرة دوكيتش المدرب الجديد للفريق، الذي لم تكن بدايته موفقة على الإطلاق.
التعلق بقشة النقاط
كلما اقترب الموسم من نهايته، وبدأ المتبقي من نقاط يصبح أقل مما فات، تزداد سخونة الصراع سواء على اللقب أو للهروب من الهبوط، وخلال مباريات الجولات المقبلة، نتوقع أن تحدث الكثير من المفاجآت على مستوى صراع الصدارة، وأيضا على صعيد البقاء، فكل سيحاول النجاة من الغرق فيتعلق بأية قشة تنجده، فلم يعد الوقت متاحاً للتعويض، ومن يخسر نقطة سيندم عليها. وفي صراع البقاء، ستتعلق كل الفرق بأية نقطة للنجاة من توديع الكبار والمحترفين، والبقاء في دوري الخليج العربي، لذلك سنجد استقتالاً على النقاط قد يولد العديد من المفاجآت وربما تؤثر نتائجه على صراع الصدارة المحتدم، وقد يتعثر البعض وينجو آخرون.
Ⅶترتيب الفرق
الوصل والوحدة لوحة جمالية
الكثير من اللمحات الفنية شهدتها الجولة 17 من دوري الخليج العربي، وهناك مباريات جاءت ممتعة وتحمل من فنون كرة القدم الكثير، ولكن لقاء الوصل والوحدة كان الأجمل في الجولة دون منازع، فهنا الفريقان لعبا مباراة كبيرة، الفائز والخاسر على حد سواء، قدما فاصلا من التألق والقدرات والمناورات التكتيكية، مما جعل توقع حسم اللقاء أمراً صعباً، وكل من الفريقين كان مؤهلا وقريبا من إحراز هدف في أي وقت من الأوقات.
ليما ورونالدو منديز كانا كعهدهما مزعجين لدفاعات العنابي، يتحركان بكرة وبدون كرة، ويشكلان صداعاً لأي خط دفاع، وفي الطرف الآخر سمعة يتألق، ويعيدنا لذكريات أيامه الرائعة، إسماعيل مطر النجم الإماراتي الممتع في الأداء والقدرات، استعاد الكثير من مستواه في مباراته أمام الوصل، وسجل الهدف الأفضل في الجولة من هجمة مرتدة سريعة للوحدة جاءت من الضغط على حامل الكرة في نصف ملعب الوصل، ووصلت الكرة سريعاً إلى طارق الخديم الذي مررها إلى إسماعيل مطر في غفلة من الدفاع الوصلاوي ليضعها بحرفنة من فوق حارس الوصل.. ورغم متعة المباراة وتألق الوحدة، إلا أن الوصل نجح في النهاية في إدراك الفوز الصعب على المنافس القوي بهدفين مقابل هدف.
15
حتا هو ظاهرة الموسم الجاري من دوري الخليج العربي، فهو الفريق المتربع على عرش الفرق الأقل تسجيلاً للأهداف خلال جولات الموسم 17، والإعصار لم يسجل سوى 15 هدفاً فقط جمع بهم 17 نقطة، أي أن عدد أهداف يقترب من عدد النقاط التي حصل عليها الفريق ويحتل بها المركز العاشر في ترتيب فرق المسابقة، وثاني الفرق التي تعاني من شح في التهديف دبا الفجيرة وبني ياس وكل منهما أحرز فقط 16 هدفاً، أما صاحب المركز الثالث، بعد حتا ودبا وبني ياس، يأتي الشباب الذي يحتل مركزاً جيداً في وسط ترتيب فرق الدوري باحتلاله المركز السادس، رغم كونه لم يسجل منذ بداية المسابقة سوى 17 هدفاً.
الفرسان يتحدون الغيابات
بعد تراجع نتائج الأهلي في بعض لقاءات دوري الخليج العربي، بدأت الأقلام والألسنة تنال من الفرسان، ومن مدربه كوزمين أولاريو باعتبار أنه بدأ في التراجع، ولكن يبدو أن التعثر كان مجرد كبوة جواد، عاد بعدها الفرسان لمواصلة المسيرة، والتألق حتى في ظل الغيابات التي تلازم الفريق طوال الموسم وتقض مضاجعه.
والحقيقة أنه يحسب لكوزمين ورجاله جمع 35 نقطة في ظل الغيابات التي لا تتوقف في الفريق ما بين الإصابات أو الإيقافات، أو غيرها من الأسباب التي تطارد الأهلي وتجعله ما إن يحتفل بعودة أحدهم للتشكيل حتى يصدم بغياب آخر، وهو أمر مزعج جداً للفرق ذات الاستقرار الفني.
ونلمس رغبة صادقة لدى لاعبي وإدارة فريق الأهلي في مواصلة الزحف نحو الصدارة على الرغم من النقاط التي فقدها في طريقه، وفي لقاء دبا الفجيرة، ظهر الفرسان بشكل أفضل، أكثر تنظيماً، استعاد خلال المباراة نجم الفريق أحمد خليل كثيراً من رونقه وتألقه.
ولابد هنا من الإشادة بكوزمين الذي لا يزال صامداً.. وهو مع أغيري مدرب الوحدة ومحمد قويض الباقون من مدربي فرق الموسم الماضي، بعد أن أقيل واستقال كل مدربي الفرق الأخرى، وكان آخرهم زلاتكو مدرب العين.