يقف ملعب الفريج وراء صناعة لاعبي كرة القدم، وهو المكان الذي انطلق منه كبار اللاعبين إلى عالم الشهرة والنجومية، ومنه صنعت أندية ومنتخبات أمجادها وكتبت تاريخاً حافلاً بالإنجازات، إلا أن دوره بدأ يتراجع في السنوات الأخيرة بسبب انقراضه في العديد من المناطق والأحياء سواء في الإمارات أو في الدول الخليجية والعربية.

وسواء في دورينا وفي الدوريات الأخرى في العالم تبدو بصمة ملعب الفريج أو الحارة واضحة في حياة العديد من النجوم الحاليين أو السابقين، وفي مقدمتهم لاعب منتخبنا السابق عبد الرزاق إبراهيم الملقب بـ«تحفة الخليج» وهو يعتبر أحد افضل اللاعبين الذين أنجبتهم كرة الإمارات، وقد بدأ مشواره في منطقة هور العنز قبل أن ينتقل إلى الأهلي ويخطف الأضواء مع الأبيض وأثار انتقاله إلى نادي الوحدة سنة 1992 بـ 7 ملايين درهم جدلاً واسعاً، ليكون بذلك أغلى لاعب عربي في التسعينات لقبه الأمير فيصل بن عبد العزيز آل سعود بتحفة الخليج سنة 1985 في تصفيات كأس العالم للشباب في أبوظبي.

وعندما صعد منتخبنا الوطني لأول مرة في تاريخه إلى نهائيات كأس العالم ايطاليا 1990 ضم في صفوفه كوكبة من اللاعبين المميزين صنعتهم ملاعب الفرجان أمثال خالد اسماعيل، فهد خميس، عبد الرحمن محمد، عدنان الطلياني، زهير بخيت، محسن مصبح، يوسف حسين، ناصر خميس، عبد القادر حسن، ابراهيم مير.

ويعتبر اسماعيل مطر وعمر عبد الرحمن نجما منتخبنا الوطني حاليا من أبرز اللاعبين الذين صنعتهم ملاعب الحـواري.

وتحفل الكرة الخليجية والعربية بالعديد من القصص الملهمة لنجوم برزوا من الفرجان والأحياء الشعبية، ففي السعودية ظهرت قائمة من النجوم أثرت الساحة الكروية أمثال حارس المرمى محمد الدعيع الذي عاش أجواء الحي الشعبي ومارس هوايته كرة القدم منذ ان كان صغيرا، وسامي الجابر الذي بدأ مع اقرانه في حي سكيرينا في الرياض والمهاجم الأسطوري ماجد عبد الله.

أساطير

كما أنجبت الفرجان في الكويت، أفضل لاعب في تاريخ كرة قدم في تاريخ الكرة الكويتية وهي جاسم يعقوب الذي لعب للمنتخب من 1972 حتى 1982 وبدأ مسيرته بممارسة هوايته في الحارة التي أمام منزلهم في الستينات، وكان حلمه أن يصبح لاعبا مشهورا مثل لاعب القادسية الكويتي عثمان العصيمي.

كما برز في مصر العديد من النجوم الذين انطلقوا من الحارة قبل أن تنفجر موهبتهم في عالم الساحرة المستديرة أمثال أسطورة الكرة المصرية محمود الخطيب أو «بيبو» كما يطلق عليه والذي يعد اللاعب المصري الوحيد الذي نال لقب أفضل لاعب في أفريقيا موسم 1983، إلى جانب نجم الزمالك فاروق جعفر الذي اكتشف موهبته إبراهيم عبد الرحمن أحد الكشافين في شوارع المنيرة وألحقه في فريق الناشئين تحت 14 سنة.

وفي الجزائر برز نجوم كبار بدأوا مسيرتهم من ملاعب الحواري في مقدمتهم رابح ماجر ولخضر بلومي الذي صنف رابع أفضل لاعب افريقي في القرن العشرين بعد جورج وياه وأبيدي بيليه وروجيه ميلا، بينما قدم ملعب الحارة نجوم خالدة في ذاكرة كرة القدم التونسية أمثال حمادي العقربي وطارق ذياب وحارس المرمى صادق ساسي (عتوقة) ومحي الدين هبيطة وغيرهم من النجوم.

منجم الذهب

وأكد سعيد حارب أمين عام مجلس دبي الرياضي واللاعب السابق لنادي الوصل أن معظم اللاعبين بدأوا من الحارة صانعة النجوم ومنجم الذهـب، وقال: اللعب على أرضية صلبة أو رملية يسهم في تكوين بنية جسدية قوية للاعب الطفل، بالإضافة إلى التحكم والسيطرة الجيدة على الكرة، لذا يكون لاعب الحارة الأكثر حظوظا للتألق في عالم الكرة أفضل بكثير من اللاعب الذي نشأ بالنادي، ولا ننس أن سيطرة البرازيل على الكرة العالمية لم تأت من فراغ بل بفضل لاعبي الحواري وسياستها التطويرية لكرة القدم التي انطلقت من ملاعب الأحياء من خلال الكشف على المواهب في سن مبكرة وتحديدا في منطقة كوبا كابانا بيتش المشهورة بملاعبها الرملية التي تعتبر الاساس في تنمية قدرات اللاعب.

وشدد حارب على الدور الكبير الذي تلعبه ملاعب الفرجان والمدارس في اكتشاف المواهب، وقال:«عملية تطوير الرياضة تنطلق دائما من القاعدة وهي الاكتشاف الصحيح للمواهب، وطبعا لا يمكن أن نبحث عن هذه المواهب بعيدا عن الحارة او المدرسة التي تعتبر الحاضنة الأولى لها».

وصرح حارب أن ملعب الحارة فقد بريقه عما كان عليه في السابق لعدة أسباب أبرزها التوسع العمراني وتغير نمط الحياة، حيث لم يكن أمام الأطفال سابقا متنفس غير ملعب الحارة بينما وفرت لهم الحياة العصرية حاليا أساليب ووسائل مختلفة للترفيه، مشيرا في الوقت نفسه أن إعادة الاعتبار لملاعب الحواري أصبحت ضرورة من أجل تشجيع الطفل والشباب بشكل عام على ممارسة الرياضة، وقال: عندما ينتهي دور ملعب الحارة ودور المدرسة لا يمكن الحديث عن تطوير الرياضة وخصوصا كرة القدم التي لا تقتصر عملية تطويرها على منظومة الاحتراف فقط.

مواهب

وكشف حارب أن لجوء بعض الأندية إلى انشاء ملاعب رملية للتدريب من أجل رفع مستوى اللياقة البدنية للاعبين يؤكد الدور المهم الذي تلعبه ملاعب الفرجان في إنشاء لاعب قوي ومتكامـل، وقال: أتذكر أن المدرب الانجليزي السابق لنادي النصر كان يحرص دائما على تدريب الفريق على شاطئ البحر، ونفس الشيء بالنسبة للمدرب الوصل السابق نينوس، ومدربين آخرين حاليين يلجأون إلى التدريبات على الرمال لتقوية عضلات اللاعبيـن.

وأكد حارب أن إدراك مجلس دبي الرياضي للدور المهم لملاعب الفرجان في اكتشاف المواهب ودورها المجتمعي جعله يحرص على تنظيم بطولة الفـرجان في إمارة دبي، بالإضافة تنظيم بطولة القارات لكرة القدم الشاطئية التي تسهم في نشر الوعي بممارسة هذه الرياضة على شواطئ دبي الجميلة، وقال: مجلس دبي الرياضي لم يغفل عن أهمية ودور ملاعب الفرجان في التنشئة المتوازنة للطفل وإتاحة الفرصة له للبروز والكشف عن موهبته.

تجربة

أثنى سعيد حارب أمين عام مجلس دبي الرياضي على تجربة النصر في إنشاء ملاعب الأحياء والتي بدأها بإنشاء ملعب بمنطقة الخوانيج بهدف الاقتراب من المناطق السكنية لاحتضان المواهب وصقلها، مشيراً إلى أن بداية الأندية كانت من الفرجان وأنه يتوجب على الأندية التركيز على دور الكشافين في الفرجان وعدم الاكتفاء بمن يأتي للتدريب بأكاديمية النادي، وقال: شخصياً كنت من بين الذين بحثوا عن لاعبين لنادي الوصل من الفريج ونجحنا في استقطاب لاعبين أصبحوا من كبار النجوم في كرة الإمارات أمثال حسن وحسين وفاروق وفهد وزهير بخيت.

14

قامت بلدية العين متمثلة بقطاع وسط المدينة منذ عام 2009 بالبدء بإنشاء 14 ملعب كرة قدم قريبة من الأحياء السكنية في 11 منطقة مختلفة تابعة للقطاع، وذلك لأهمية رياضة كرة القدم وشعبيتها، وهذه المناطق هي (نعمة، المرخانية، الرميلة، فلج هزاع، قريح، البطين، الخليف، الشعيبة، الطوية، الفوعة، هيلي).

وقد تنوعت هذه الملاعب بين 4 ملاعب عشب طبيعي و10 ملاعب رملية، والتي تم إنشاؤها لتوفير المياه المستهلكة، وبناء على طلب الجمهور حولت البلدية هذه الملاعب إلى ملاعب رملية عشبية مغطاة بالعشب الصناعي، وتم اختيار هذا العشب حسب مواصفات «الفيفا» ليكون آمنا للعب أولادنا ويتناسب مع حالة الجو في بلادنا، فلا يتفاعل مع درجات الحرارة العالية.

مواقف السيارات

يعتبر اللاعب الايفواري ديديه دروغبا أحد أبرز النجوم الذين صنعتهم الظروف القاسية، حيث بدأ حياته الكروية من الأحياء الفقيرة في مدينة أبيدجان الايفوارية، والطريف في مسيرة دروغبا أنه لم يبدأ من ملعب الحي مثل بقية النجوم بل مارس كرة القدم مع أصدقائه في مواقف السيارات حتى بلوغه سن 11 عاماً عندما غادر إلى فرنسا للاستقرار مع عمه.

وانضم دروغبا لفريق ليفالو في مدينة فانس بفرنسا عام 1991 حيث قاده للفوز بلقب دوري الناشئين مرتين، بعدها بدأ يخطف الأنظار إليه ليوقع مع نادي لومان بالدرجة الثانية وهو بالـ18 من عمره عام 1999 ومنها انطلق إلى النجومية.

الملاعب الشعبية

كان للملاعب الشعبية المنتشرة في ديرة وبر دبي دوراً كبيراً في تأسيس أعرق الأندية الإماراتية مثل النصر والأهلي، ويعتبر نادي النصر مهد الكرة في الدولة، ظهر إلى النور في 1945 بفضل مجموعة من الشباب كانوا يتجمعون في حوش محمد علي بالغبيبة.

وساهمت الملاعب الشعبية في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي في بروز كوكبة من النجوم مثل عبدالرحمن نصيب ورجب عبدالرحمن وفهد خميس، وعبدالرحمن محمد، وعدنان الطلياني، وزهير بخيت، ومحسن مصبح، ويوسف حسين، وناصر خميس.

الأقدام الحافية

لا تخلو قصص النجوم من الطرائف والمواقف الصعبة، وخاصة نجوم الكرة البرازيلية الذين بدؤوا حياتهم الكروية من الصفر وبأقدام حافية صنعوا من خلالها المعجزة.

لقد بدأ معظم الأطفال في البرازيل يلعبون كرة القدم في الشوارع حفاة عراة غير مبالين ببرودة الطقس ولا بحرارته، وهمهم الوحيد لعب الكرة وأن يصبحوا نجوماً يحترفون في أوروبا ويحملون قميص المنتخب البرازيلي. حلم آلاف من قبلهم من البرازيليين وحولوه إلى حقيقة وأولهم الأسطورة والجوهرة السمراء بيليه، لذلك يحسب للبرازيليين قوة العزيمة والطموح الكبير.

خالد إسماعيل: الجيل الحالي بلا حيلة

أكد خالد إسماعيل نجم منتخبنا الوطني والنصر سابقاً، أن لاعبي الجيل الحالي افتقدوا الحيل الكروية على أرضية الملعب، لأنهم ليسوا خريجي «ملاعب الحواري»، مشيراً إلى أن 99% من نجوم زمان كانوا من الملاعب الشعبية التي لعبت دوراً كبيراً في تكوينهم واكتسابهم الحيل والذكاء في التعامل مع المواقف الصعبة على أرضية الملعب.

وقال: قد نتساءل أحياناً عن سبب قلة اللاعبين الكبار حالياً، رغم تطبيق الاحتراف وتوفير كل الإمكانيات المادية واللوجيستية في الأندية وخدمات المواصلات للاعبين، لكن السبب يبدو واضحاً وهو انقراض «ملاعب الحواري» بعد أن كانت كل حارة بها ما لا يقل عن 3 ملاعب.

ذكريات

وأضاف نجم الأبيض الإماراتي سابقاً: ملعب الحارة لم يكن مجرد مكان نلتقي فيه، هو يختزل ذكرياتنا الجميلة والمكان الذي انطلقنا منه للعب في المنتخب الوطني، ومنه وصلنا للعب في نهائيات كأس العالم، لذا أتمنى أن توضع خطط للاهتمام بملاعب الحارات وتكثيف الدورات بينها.

وصرح خالد إسماعيل أن التكنولوجيا المعتمدة في أكاديميات كرة القدم، لا يمكن أن تعوض دور ملعب الحارة أو تصنع لاعباً موهوباً، لأن الموهبة فطرة تنمو مع ممارسة كرة القدم، مشيراً إلى أن لاعبي الحواري أكثر قتالاً على الملعب ودفاعاً على شعار الفريق وأفضل تحكماً في الكرة وحماية أنفسهم من الإصابات. موضحاً أن بدايته في الملاعب الرملية كانت أبرز العوامل التي صنعت نجاحه في مسيرته الكروية مع النصر ومع المنتخب الوطني.

سمعة: لاعب «الفريج» هو الأصل

أكد إسماعيل مطـر لاعب منتخبنا الوطني ونادي الوحدة أنه كان يقضي أوقاتا طويلة في ملعب حارته، ويخوض أكثر من مباراة واحدة في اليوم، وهو الأمر الذي ساهم في صقل موهبته واكتسابه المزيد من القدرات الفنية والحيل الكروية، وقال: لاعب الفريج هو الأصل، إذا أردت أن تبحث عن موهبة حقيقية في كرة القدم لن تجدها في أكاديمية خاصة أو ناد، بل في الفرجان وفي ملاعب الحارات لأنهم يتعلمون كرة القدم في سنوات مبكرة ولا قيود عليهم، لقد كنت أقضي ساعات في ملعب الحارة وألعب مباراتين أو ثلاثاً في اليوم الواحد، لا تهمنا حالة الطقس صيفا او شتاء كنا نريد أن نلعب ونمرح فقط.

وأوضح اسماعيل مطر أن لاعب الفريج يتميز بالحيلة الكروية والذكاء في التعامل مع المواقف الصعبة خلال المباريات، وبإمكانه إيجاد الحلول بسرعة لأنه يحذق التحكم في الكرة بشكل جيد كما يتميز ببنية جسمانية قوية.

وكشف مطر أنه يدين بنجاحه في مسيرته الكروية إلى «ملعب الحارة» الذي يعتبره المنجم الحقيقي للاعبي كرة القدم، مشيراً إلى أن هذا النوع من الملاعب بدأ ينقرض في السنوات الأخيرة بسبب التوسع العمراني.

حمدون: دور مجتمعي بامتياز

أكد محمد إسحاق مال الله «حمدون» مدير أكاديمية كرة القدم بنادي النصر السابق، رئيس قسم الاستقطاب والمراكز الخارجية حالياً بنادي النصر أن العميد يدرك تماماً أهمية ملاعب الحواري في اكتشاف المواهب ومن هذا المنطلق قام بإنشاء مراكز تدريب خارجية ببعض المناطق مثل الخوانيج، وقال: "ميزة ملعب الفريج أنه قريب من منازل اللاعبين وبإمكان أولياء الأمور الاطمئنان على أبنائهم في أي وقت، كما أنه يجتذب عدداً أكبر من اللاعبين لأن اللعب فيه ممتع ودون قيود مقارنة بملاعب الأندية التي تفرض الانضباط والتقيد بتمارين محددة. وأضاف: لاحظنا أن هناك العديد من اللاعبين يرفضون الالتحاق بالأندية بسبب البعد فقررنا الذهاب إليهم وإنشاء ملاعب قريبة منهم لاستقطابهم.

وأوضح حمدون أن ملاعب الفرجان كانت تمثل نظاما مجتمعيا يجمع شباب الأحياء في شكل مباريات ودية تقوم على التحدي، واصفاً لاعب الفريج باللاعب الذكي.

وكشف حمدون أن ملاعب الحواري تتيح للطفل فرصة الاحتكاك أكثر مع الكرة وتنمية موهبته، مشيراً إلى أنه كلما لمس الطفل الكرة تزيد قدرته على التحكّم فيها، وقال: يرتكز اللعب في الفريج على التقسيمات وهي عبارة عن جملة من المواقف التي يمكن أن يتعرض لها اللاعب ما يولد لديه الخبـرة، خصوصاً أن أغلب ملاعب الحواري غير مهيأة وهي ذات أرضية رملية تسهم في تقوية العضلات، وهو ما يفسّر قدرة لاعبي زمان على اللعب في الفريق الأول وأعمارهم لا تتجاوز 16 عاماً. وأضاف: كان الأطفال يلعبون حفاة ودون حماية ويتعرضون لاحتكاكات مباشرة في الملعب ما يغرس فيهم الروح القتالية، وعندما ينتقلون إلى الأندية يجدون فرصاً أكثر للتألق عكس بقية اللاعبين الذين انطلقوا بمدرسة النادي.

طارق ذياب: الحلم يبدأ من الحارة

صرّح طارق ذياب وزير الرياضة ونجم الكرة التونسية والعربية السابق أن معظم اللاعبين الكبار في العالم نشأوا في ملاعب الأحياء الشعبية، حيث الحارات العتيقة، التي لعبت دورا مهما في صقـل موهبتهم وتعليمهم أساسيات كرة القدم وأن الحلم يبدأ من الحارة وقال: كنت أحد اللاعبين الذين بدأوا ممارسة كرة القدم في ملعب الحارة، كانت الحياة مختلفة ولم يكن أمامنا سواه للترفيه، ولكن دوره في التنشئة الاجتماعية للطفل مهمة في كل الأزمان والأوقات؛ لأنه همزة الوصل الأولى بين الطفل ومحيطه الخارجي وهو المكان الأول الذي يمارس فيه هوايته وخصوصا كرة القدم.

وأكد طارق ذياب، أن تلاشي ملاعب الأحياء في منطقتنا العربية بسبب عدم إدراك الدور الحقيقي للرياضة وعدم اعتبارها حاجة أساسية بالنسبة للطفل، ومن هذا المنطلق يمكننا فهم السبب الحقيقي وراء تهميش الرياضة المدرسية، وقال: عندما تغيب الرياضة في المدرسة أين يمكن للطفل ممارسة رياضته المفضلة غير ملعب الحارة، ولكن أصبحنا نعاني اليوم حتى من غياب ملاعب الأحياء بسبب التطور العمراني وعدم إدراك المعنى الحقيقي لدورها في تنشئة الطفل.

وأضاف ساحر الكرة التونسية: في أوروبا على سبيل المثال لا يوجد حي دون ملعب كرة قدم أو ملعب كرة سلة أو مضمار للجري، من هنا نفهم ماذا تعني الرياضة بالنسبة لهم، في المقابل انقرضت ملاعب الحواري في العديد من الدول العربية بسبب التوسع العمراني وعدم إدراكنا لدورها الحقيقي في المجتمع.