لكل حكاية.. أصل.

ولكل مسمى .. أساس.

قد يخرج من ثنايا حدث، أو يُولد ممهوراً..

بوصف الناس.

هكذا هي الحكاية وأصلها، في ما أُطلق على أندية الإمارات من ألقاب، اشتهرت بها منذ نشأتها، وحلا لجماهير كل منها أن تتسمى بها، حسب اختلاف المناحي والاتجاهات والزمن والإنجازات، فكان منها ما هو اسم على مسمى، ومنها ما هو أكبر ممن تسمى بها،

لكن مع ذلك وحتى وإن وجدت مبالغات لبعض الأندية في المسميات، فهذا ليس درب جماهير الكرة الإماراتية وحدها، بل هي ثقافة عالمية، بدأت منذ نشأة كرة القدم في إنجلترا بشكلها الحديث مع نهايات القرن الـ 19، حين ظهرت أولاً في المدارس وبعدها تأسس نادي «شيفيلد وينزداي» في عام 1867، ليكون أقدم ناد في تاريخ اللعبة، وقد لقبته جماهيره بـ «النِصال» (The Blades)، لاشتهار مدينة شيفيلد بصناعة الحديد، كما أطلقوا عليه «البوم» (The Owl)، حيث كان شعار أول قميص للفريق في كأس إنجلترا به صورة ( البومة)، ومنذ ذلك الحين، انتشرت الكنيات البديلة للأسماء الأصلية في مختلف دول العالم، التي تمارس فيها اللعبة.

وعلى غرار معظم أندية العالم .. سارت أندية الإمارات، فخرجت ألقابها متناسقة مع ذوق جماهير كل منها، ومتناغمة مع شحذ همم اللاعبين وسماتهم الإرادية والنفسية، وحثهم على أن يكونوا اسماً على مسمى.

في هذه السطور نتناول بعض منها، وليس جميعها لنلقي الضوء على أصل الحكاية من البداية.

العميد.. تاريخ ورصيد

إذا دلفت إلى دهاليز كُنيات الأندية الإماراتية، لا بد أن تقف أولاً عند نادي النصر ورصيده التاريخي، إذ إنه يعد صاحب السبق في الإنشاء والتواجد في الإمارات، حين أنشئ عام 1945 على أرض محمد علي زينل بالغبيبة على يد مجموعة من الشباب، ليتأسس فعلياً بعدها بثلاث سنوات، وتحديداً في عام 1948، وارتدى لاعبوه- حينذاك- قمصاناً مخططة باللونين الأحمر والأبيض، وسمي في البدايات بالنادي الأهلي، بناء على طلب من الطيران الملكي البريطاني باللعب ضد «أهل دبي» حين علموا بممارستهم كرة القدم، وبقي اسم النادي كما هو على مدار 12 عاماً حتى تم تغييره عام 1960 إلى النصر بناء على رغبة بعض لاعبيه، بسبب تشاؤمهم من كثرة الهزائم الكروية من فريق الجيش البريطاني، واقترح إبراهيم جمعة لاعب الفريق حينذاك الاسم الحالي عقب عودته من قطر، لوجود فريق هناك اسمه النصر يحصد البطولات والدروع.

ومن حسن الطالع أن الفريق فاز في أول مباراة له باسمه الجديد أمام فريق نسور ديرة 12 /‏ صفر، ما دفع لاعبي النسور للتنازل عن قمصانهم الزرقاء، ومنحوها للاعبي النصر ليبدأ الأزرق تاريخه الفعلي، منذ ذلك الحين، وتلقبه جماهيره بالموج الأزرق، ويصبح عميداً بحكم تاريخه للأندية الاماراتية، واسماً على مسمى.

الزعيم.. مدينة في ناد

في بعض دول العالم تتسم بعض المدن بالتوحد الكامل فكرياً ووجدانياً، وهو ما يشير إلى طريقة حياة كل مدينة في كل دولة.

لعل هذا التوحد يتجلى في مدينة العين، منذ تأسيس ناديهم عام 1968، حيث أصبح كل أهل العين هم جماهيره، لدرجة أنه لم يعد مجرد ناد في مدينة، بل مدينة في ناد.

وأدى تلاحم جماهير العين ومساندتهم الدائمة لفريقهم إلى الحصول على أول بطولة عام 1974، لتبدأ مسيرة الإنجازات الغزيرة، جعلت جماهيره تنحي لقب البنفسج جانباً وتطلق عليه الزعيم بعد أن حصد 12 بطولة للدوري، 6 ألقاب لكأس رئيس الدولة، و4 كأس السوبر، ومثلها كأس الاتحاد الإماراتي، وكأس الخليج العربي 6 مرات، وكأس الخليج للأندية مرة واحدة، كما نجح في الفوز ببطولة دوري أبطال آسيا عام 2003 ليصبح النادي الإماراتي الوحيد، الذي حقق هذا اللقب القاري حتى الآن، ويكون بذلك اسماً على مسمى «الزعيم».

الإمبراطور.. والثمانينات

تأسس نادي الوصل في زعبيل عام 1960، باسم الزمالك، وكانت بداية انطلاقة النادي الجديد في حجرة بمنزل بخيت سالم، الذي كان يقطن في تلك المنطقة، واتفقوا على إنشاء ناد رياضي تحت اسم الزمالك، بعدها انتقل النادي إلى منزل كانت تملكه الشيخة مدية بنت سلطان، وزادت عضوية النادي بانضمام المزيد من شباب منطقة زعبيل وبر دبي، ثم اندمج ناديا الشعلة والعروبة مع نادي الزمالك، وفي عام 1973 اتفق أعضاء النادي على تغيير الاسم من الزمالك إلى الوصل، وهو الاسم القديم، الذي كان يطلق على إمارة دبي، ويعني الترابط بين شطري الإمارة. وفي عام 1974 أصدرت وزارة الشباب والرياضة قراراً بإشهار الوصل نادياً.

ومنذ ذلك الحين وهو ينافس على البطولات في مختلف اللعبات، وليس كرة القدم فقط، ما دفع جماهيره إلى تسميته بالإمبراطور نظراً لسيطرته على البطولات في حقبة ثمانينيات القرن الماضي، التي تزايدت فيه شعبيته في مختلف الأنحاء، كما حلا للبعض تسميته بفريق الفهود، عندما كان يلعب النجم فهد خميس، وفهد عبد الرحمن، كذلك وصفوه بهذا الوصف لأنه إذا تأخر في بداية الدوري، يثب كالفهد في النهايات ليصل إلى مركز متقدم.. ومن بين أرقامه القياسية المسجلة، أنه أحد أبرز الفرق التي لم تغب عن بطولة الدوري منذ نشأتها، وصاحب أكبر رصيد من الانتصارات المتتالية في الدوري ( 12 انتصاراً) موسم 88، وله الرقم القياسي في البقاء 26 مباراة متتالية بلا هزيمة في الدوري، والبقاء في مركز الصدارة والوصافة في الدوري قرابة 11 موسماً متتالياً، وإحراز لقب أقوى هجوم 7 مرات متتالية، كما أن فهد خميس نجم الفريق هو الهداف التاريخي للدوري برصيد 165 هدفاً.

البطولات:

7Ⅶ دوري 81/‏82 - 82/‏83 - 84/‏85 - 87/‏88 - 91/‏92 - 96/‏97 - 2006/‏2007

2Ⅶ كأس رئيس الدولة 1987 و 2007

Ⅶكأس الاتحاد 1995

Ⅶكأس الأندية الخليجية 2010

الفرسان .. والكبرياء

في سبتمبر 1970 تأسس النادي الأهلي باندماج فريقي ناديي الوحدة بدبي، والشباب، وتم اختيار النسر وكرة القدم واللون الأحمر شعاراً له، ثم انضم إلى النادي فريق نادي النجاح، الذي لم تمكنه ظروفه من الاستمرار فآثر الانضمام إلى الأهلي، وكان ذلك عام 1974، لذلك ولُد الأهلي عفياً بفضل الدمج الثلاثي، فقدم عروضاً قوية ونتائج متميزة في كل المسابقات، التي شارك فيها، منذ تأسيسه، حيث توج بالفوز ببطولتي الدوري والكأس في موسم 74-1975، كونه أول ناد يحقق هذا الإنجاز، كما فاز بالدوري في الموسم التالي 75-1976، كونه أول ناد يفوز بدرع الدوري موسمين متتاليين.

وتواصلت إنجازاته بالفوز بالدوري والكأس في السبعينيات والثمانينيات، وحتى في التسعينيات عندما هبط للدرجة الثانية في موسم 95/‏ 1996 حافظ على كبرياء جماهيره في الموسم نفسه، حين فاز ببطولة كأس صاحب السمو رئيس الدولة للمرة الرابعة، ليعود قوياً فتياً في الموسم التالي بالدرجة الأولى، ويواصل تحقيق إنجازاته المتمثلة في 8 بطولات كأس، و6 ألقاب دوري، وكأس السوبر الإماراتي 3 مرات. وفي زخم الإنجازات، تغنت جماهيره باللاعبين فأطلقت عليهم مجازاً الشياطين الحمر، لقدرتهم على تحويل تأخرهم إلى الفوز في الدقائق الأخيرة، ثم تحول الاسم للفرسان.

الشباب .. الجوارح

بعد دمج نادي الشباب مع الوحدة عام 1970 ليكونا باسم الأهلي، شكل بعض الأعضاء القدامى نادياً جديداً عام 1971 باسم نادي الخليج، ثم تغيير الاسم في العام نفسه إلى نادي دبـي، وما لبث حتى أُعيد دمج نادي دبي مع النادي العربي عام 1974 ليكون باسم نادي الشباب العربي، ومع أسلوب أداء لاعبيه أطلقت عليهم جماهيرهم لقب الجوارح، لتميزهم بالطابع الهجومي، وسرعة انقضاضهم على مرمى منافسيهم.

من العنكبوت إلى فخر

في عام 1969 تأسس نادي الخالدية، واندمج في عام 1974 مع نادي البطين، وتم الاتفاق على تسمية النادي الجديد بـ الجزيرة، وهو يحظى بتشجيع العديد من أبناء حيي الخالدية والبطين في أبوظبي، وكان قد لقبوه في البداية بالعنكبوت، الذي ينسج خيوطه بنظام وصبر وهدوء، وهو ما يميز أداء فريقهم بالفعل حيث يلعب غالباً من دون ضغوط، ما يجعل أداء لاعبيه أكثر هدوءاً وتنظيماً ودون ضغوط، وهو ما أسفر عبر السنوات الأخيرة عن نتائج مبهرة، جعلت منه بالفعل اسماً على مسمى «فخر أبوظبي» تمثلت في:

Ⅶكأس الاتحاد 2006.

Ⅶكأس الأندية الخليجية الأبطال 2007.

Ⅶكأس الخليج العربي 2010.

Ⅶدوري الخليج العربي 2011

Ⅶكأس رئيس الدولة 2011 و 2012 و2016

العنابي.. والسعادة

عبر أسماء عدة تبدلت، وأندية اتحدت وتجمعت.. ولُد نادي الوحدة مع بداية عام 1966 تحت مسمى النادي الأهلي، ثم تم دمجه مجدداً مع نادي الفلاح عام 1974 تحت مسمى نادي الإمارات، بمقر النادي الحالي، ثم دمج ناديي الاتحاد والوحدة، تحت مسمى نادي أبوظبي، وفي عام 1984، ثم دمج ناديي الإمارات وأبوظبي في ناد واحد هو الوحدة، ينطلق نحو العديد من الإنجازات، جعلت جماهيره تطلق عليه أصحاب السعادة، في ظل التمسك أيضاً بوصفه العنابي ترميزاً للون قميص لاعبيه.

Ⅶبطولات كرة القدم ( 11 بطولة )

Ⅶ دوري: 98 /‏99، 2000/‏ 2001، 2004/‏ 2005، 2009/‏2010.

Ⅶكأس رئيس الدولة: 99 /‏2000 .

2Ⅶ كأس السوبر: 2001/‏ 2002 و 2011/‏ 2012

3Ⅶ كأس الاتحاد: 85/‏ 86، 94/‏ 95، 2000/‏ 2001

Ⅶبطل دوري الدرجة الثانية 84 /‏85.

الملك.. والنحل الأبيض

يعد نادي الشارقة، الذي تأسس عام 1966 أحد الرموز الأساسية للكرة الإماراتية، لما له من مكانة بطولية دفعت الكثير من جماهيره إلى تسميته بالنحل الأبيض، لكثرة لسعاته وسرعة أدائه، ثم لقبوه بالملك لقدراته وتميزه في الفوز بالكأس.

بطولاته:

5Ⅶ ألقاب دوري: 73/‏ 74- 87/‏86- 89 /‏ 88 – 93/‏ 94 - 96/‏95

8Ⅶ كأس رئيس الدولة: 78/‏77- 79/‏ 80- 81/‏ 82- 82/‏83- 91/‏90- 94/‏95- 97/‏98-2002/‏2003.

Ⅶمرة واحدة كأس السوبر المحلية: 95/‏94.

11

16