كشف عبد الرحيم أهلي لاعب شباب الأهلي والوحدة ودبا الفجيرة السابق، والمحترف في صفوف نادي سبارتاكس يورمالا اللاتفي، عن أنه ضحى بـ 4 أضعاف مما كان يحصل عليه في الإمارات، من أجل تحقيق حلمه بالاحتراف الخارجي في أوروبا، مشيراً إلى أنه يتطلع إلى الحصول مع فريقه على مركز متقدم في الدوري اللاتفي لكرة القدم، للظهور في الدوري الأوروبي الموسم المقبل، في خطوة جديدة في مشواره الاحترافي، الذي بدأ قبل شهور قليلة، كأول لاعب إماراتي يلعب في لاتفيا.
وظهر عبد الرحيم أهلي مع نادي سبارتاكس يورمالا أساسياً، يوم الثلاثاء الماضي، في أول مشاركة له مع فريقه، ولمدة 45 دقيقة، ضمن مباريات الجولة السادسة من الدوري اللاتفي، الذي انطلق شهر يونيو الماضي، ليصبح أول لاعب إماراتي يشارك أساسياً في أحد الدوريات الأوروبية.
وتحدث أهلي (25 عاماً)، في حواره مع «البيان الرياضي»، عن ظروف احترافه في أوروبا، وكيفية انتقاله إلى الدوري اللاتفي، وتفضيله الاحتراف، رغم صعوبته، على العروض التي تلقاها قبل اتخاذ قرار الاحتراف، رغم أنه ليس في أحد الدوريات القوية في أوروبا، إلا أنها تعد خطوة مهمة في طريق طويل، خاصة أن الجميع ينادي بضرورة احتراف اللاعب الإماراتي، من أجل التطوير واكتساب خبرات أكبر، تعود بالفائدة على الكرة الإماراتية.
انتقال حر
وقال: «وقّعت على عقد انتقالي لنادي سبارتاكس يورمالا اللاتفي، في شهر أكتوبر الماضي، كانتقال حر، عقب نهاية إعارتي من الوحدة لدبا الفجيرة الموسم الماضي، وبعقد لمدة سنتين مع النادي الجديد، وتم تفعيل العقد بداية يناير الماضي، لأن الدوري اللاتفي ينطلق بداية من شهر مارس وحتى نوفمبر، ولكن بسبب جائحة «كورونا»، تم تأجيل الدوري إلى شهر يونيو».
وأضاف: «شاركت مع الفريق في معسكر إعداد في تركيا، قبل أن تأتي جائحة «كورونا»، وبعدها اضطررت للعودة للإمارات، ثم عدت إلى لاتفيا يوم 10 يونيو الماضي، وخضعت لتدريبات مكثفة، قبل أن أحصل على فرصة المشاركة أساسياً في الجولة السادسة، التي لعبناها أمام فريق فيرسليجا، وانتهت بالتعادل 1-1، ولعبت لمدة 45 دقيقة، لأنني انضممت متأخراً للفريق بسبب «كورونا»، والمدرب يعلم أنني لست في كامل جاهزيتي، التي أسعى للوصول إليها في الفترة الحالية، لحجز مكان في التشكيلة الأساسية، وسعيد بالطبع بهذه المشاركة، كأول لاعب إماراتي يشارك في مباراة أساسية في أحد الدوريات الأوروبية».
وعن ظروف انتقاله للدوري اللاتفي، أوضح: «قراري بالانتقال لأوروبا، لم يكن بسبب عدم حصولي على فرصة في الإمارات، فقد تلقيت عروضاً عدة من أندية، عقب انتهاء إعارتي لدبا الفجيرة، ولكن صديقي وجد الشاذلي، الذي لعب معي سابقاً في شباب الأهلي، أخبرني بأنه بإمكانه مساعدتي في الانتقال إلى أوروبا، وبالفعل، حمسني عندما وجد رغبة مني في خوض تجربة الاحتراف، إضافة إلى وكيل أعمالي، والتر فرنانديز، الذي تفاوض مع النادي».
خيار
وأضاف: «في البداية، كنت سأنتقل إلى أحد الأندية في ألبانيا، ولكني تلقيت عرض سبارتاكس اللاتفي، واستخرت الله، ووقعت معهم، بعدما جلس معنا رئيس النادي، وأبدى رغبته في التعاقد معي».
وتابع: «لم أنظر إلى أنني سأحصل على راتب أقل بكثير مما أحصل عليه في الدوري الإماراتي، وبصراحة، أحصل على راتب في لاتفيا أقل بـ 4 أضعاف مما كنت أحصل عليه في الإمارات، ولكني فضلت التضحية، من أجل خوض تجربة الاحتراف، وطبيعي اللاعب الإماراتي لن يحصل في أوروبا على نفس المميزات والرواتب، ولكن من يريد الاحتراف عليه بالتضحية».
وأردف: «لا أفكر في خوض تجربة تنتهي سريعاً، وإنما الاستمرار لأطول وقت ممكن في أوروبا، والانتقال لنادٍ أفضل، صحيح أن الدوري اللاتفي ليس من الدوريات القوية، ولكنها خطوة على أي لاعب خوضها في البداية، لأنك في أوروبا تبدأ من الصفر، واستفدت كثيراً منذ انضمامي للفريق، فقد وجدت أن التدريبات في أوروبا مختلفة وقوية، وتكتيك اللعب، وزملائي في الفريق من جنسيات عدة، من نيجيريا وأوكرانيا وغانا وفرنسا ومولدوفا، والدوري اللاتفي يتطور، خاصة أن الفريق بإمكانه اللعب بـ 8 لاعبين أجانب».
وأشار إلى أنه يتدرب مرتين يومياً مع فريقه، صباحاً ومساءً، وهناك نظام صارم واحترافي، واستطعت التأقلم على أجواء العيش خارج الإمارات، رغم صعوبتها، وقال: «قد يقول البعض إن اللاعب الإماراتي لا يستطيع تحمل الاحتراف، ولكن كل شخص وقدراته على التأقلم، صحيح جودة الحياة أقل، ولكن لا بد من التعب».
تعوّد
وأضاف: «أعيش بمفردي في سكن يوفره لي النادي، كما أن النادي يمتلك بناية لسكن اللاعبين، ولكني في سكن منفصل قريب من النادي، واللاعبون يجب أن يتناولوا وجبة الغداء في النادي، واعتدت الاعتماد على نفسي، وتهيئة الظروف من أجل الاستمرار»، لافتاً إلى أن البعض من أصدقائه اللاعبين في الإمارات، يتواصلون معه، وأبدوا رغبتهم في الاحتراف، ولكن عندما عرفوا أن الراتب أقل بكثير، صرفوا النظر عن الأمر، مشدداً على أن الراتب شيء مهم للاعب الكرة، ولكن الاحتراف لا ينصب فقط على الراتب في البداية، لأنه يكسبك الكثير من الخبرات ويطور مستواك. وأكد أن اللاعب الإماراتي لا تنقصه الموهبة، وقال: «هناك لاعبون بإمكانهم الاحتراف في أوروبا، ومنهم ماجد حسن لاعب شباب الأهلي، يملك القدرة على الاحتراف والظهور بشكل جيد».
12
أوضح عبد الرحيم أهلي، إن الأجواء مختلفة كثيراً في لاتفيا عن الإمارات، خاصة أن النهار طويل للغاية في فترة الصيف، وتقام صلاة العشاء في الساعة 12 منتصف الليل، ويصل النهار إلى نحو 20 ساعة في اليوم، مشيراً إلى أنه يتواصل بصفة مستمرة مع الأهل ووالده ووالدته، عبر الاتصالات الهاتفية والإنترنت، وهم يشجعونه ويحفزونه على تحقيق أهدافه. وكشف عبد الرحيم أهلي، أنه لا يكتفي فقط باحتراف كرة القدم، وإنما يكمل دراسته في الإمارات «أونلاين»، حيث يدرس في تخصص «بيزنس لوجيستيكس» في جامعة أي إم تي.