64  يوماً، إجمالي عدد الأيام التي توقفها دوري أدنوك للمحترفين لكرة القدم، موزعة على 4 محطات، ورغم «مشروعية الأسباب» التي دفعت إلى توقف عجلة الدوري في موسم 2022 - 2023، إلا أن تلك التوقفات أفرزت إيجابيات وسلبيات عدة في آن واحد، أثرت وبشكل مباشر في مسار المنافسة بفصولها الثلاثة؛ التتويج بالدرع، وتجنب الهبوط، وضمان البقاء في المنطقة الدافئة.

ولعل من بين أبرز الإيجابيات التي أفرزتها أيام التوقفات الـ64 لقطار دوري أدنوك للمحترفين، توفير فرصة لالتقاط الأنفاس أمام الفرق المهددة بشبح الهبوط إلى دوري الدرجة الأولى، عبر ترتيب أوراق المعالجة وإيجاد الحلول الفنية الهادفة إلى تجنب الهبوط، وبما يفضي إلى البقاء مع الكبار موسماً آخر.

 

النصر أحد الفرق التي احتاجت التوقف لترتيب الحسابات | البيان

 

أهم السلبيات

أما أكبر السلبيات التي نتجت عن فترات توقف دوري أدنوك للمحترفين في الموسم الجاري، فتمثلت في نوع من خلط الأوراق بالنسبة للفريق المتصدر للائحة الترتيب العام لفرق البطولة، حيث يأتي التوقف بمثابة كبح للجماح والانطلاقة، قد يحتاج للتعامل فنياً وإدارياً خلاله مع اللاعبين لمنع خفوت الحماس.

كما برزت «سلبية» أخرى عن فترات توقف دوري أدنوك للمحترفين، تجسدت مؤشرتها في عرقلة عجلة الفرق المنطلقة من المنطقة الدافئة باتجاه مربع الأربعة الكبار، خصوصاً تلك الفرق التي تشهد نوعاً من «الطفرة» في الأداء والنتائج في الموسم الجاري، وبما وضعها على مقربة من أصحاب المراكز الأربعة الأولى في لائحة الترتيب العام لفرق البطولة قبل فترة التوقف.

14 يوماً

وبالعودة إلى الفترات الـ4 التي توقف خلالها قطار دوري أدنوك للمحترفين لمدة 64 يوماً في الموسم الجاري، ومنذ انطلاقته في 2 سبتمبر 2022، يتبين أن التوقف الأول حدث خلال الفترة من 15 إلى 30 سبتمبر 2022، ولمدة 14 يوماً، بسبب خوض منتخب الإمارات الأول ملحق مونديال قطر 2022 أمام نظيره الأسترالي، فيما حدث التوقف الثاني خلال الفترة من 26 ديسمبر إلى 21 يناير، ولمدة 27 يوماً، لمشاركة «الأبيض» الإماراتي في بطولة كأس الخليج العربي بنسختها الـ25 في مدينة البصرة العراقية 2023.

وتوقف دوري أدنوك للمحترفين، للمرة الثالثة خلال الفترة من 19 فبراير إلى 1 مارس، ولمدة 11 يوماً نتيجة مشاركة فريق شباب الأهلي في بطولة دوري أبطال آسيا، فيما حدث التوقف الرابع خلال الفترة من 19 إلى 30 مارس، ولمدة 12 يوماً بسبب تجمع «الأبيض» الإماراتي، وخوضه مباراتين وديتين.

برمجة الدوري

وما يلفت النظر في برمجة دوري أدنوك للمحترفين في الموسم الجاري، أن أيام التوقفات قد تزيد إلى ما هو أكثر من 64 يوماً، في ظل عدم تحديد موعد إقامة الجولات الثلاث الأخيرة من البطولة، 24 و25 و26 على التوالي، فيما تم تحديد مواعيد انطلاق الجولات الثلاث، 21 و22 و23 أيام 31 مارس الجاري، و7 و18 أبريل المقبل على التوالي.

 

تأثير فني

حسن علي، النجم الأسبق لكرة القدم الإماراتية، والمدرب الوطني المعروف، شدد على أن توقفات الدوري، لا بد وأن تفرز «حزمة» من الإيجابيات والسلبيات، أهمها التأثير الفني على مسار الفريق المتصدر، موضحاً ذلك بقوله: التوقف غالباً ما يكون ضاراً بالفريق المتصدر، لأنه يؤدي إلى نوع من الإبطاء، أو التقليل من «الرتم» الفني في الانطلاقة نحو زيادة مستوى التمسك بقمة الترتيب لأطول فترة ممكنة من مشوار البطولة.

ولفت حسن علي، إلى أن الفرق المهددة بالهبوط إلى دوري الدرجة الأولى، تبقى هي المستفيد الأكبر من أي فترة توقف للدوري، معللاً ذلك بقوله: الفرق التي تحتل المراكز الأخيرة في لائحة الترتيب العام لفرق الدوري، دائماً ما تبحث عن طوق نجاة، قد لا تجده إلا في فترة التوقف التي تمثل لتلك الفرق فرصة إضافية للبحث عن حلول ومعالجات فنية أو غيرها لمعضلتها مع الهبوط، منوهاً إلى أن التوقف يؤثر كثيراً على مدى جاهزية اللاعبين في الفرق التي تحتل المراكز الأولى، معتبراً الـ64 يوماً من التوقفات للدوري كبيرة، لكنها جاءت في سياق خدمة المنتخب الوطني أو الفرق التي تمثل الإمارات في المحافل الخارجية.

 

إيجابيات وسلبيات

خالد عبيد، نجم كرة القدم الإماراتية السابق، والإداري والمحلل الفني، أشار إلى أن توقفات الدوري تحتمل الإيجابية والسلبية، بقوله: الإيجابيات تتمثل في استشفاء اللاعبين المصابين، وعودتهم إلى التدريبات، تمهيداً لخوض المباريات مع فرقهم عند استئناف الدوري، من خلال الحصول على فترة كافية لخوض التدريبات الجماعية، والدخول مع الفريق بجهازية كاملة، وتوفير الفرصة للفرق التي تعاني من تراجع المستوى والنتائج، ما يمنحها إمكانية إعادة ترتيب الأوراق فنياً وبدنياً، وبما يفضي إلى تحقيق غاية الابتعاد عن شبح الهبوط قدر المستطاع.

وأشار خالد عبيد إلى أن توقفات الدوري، تنعكس إيجاباً فيما يتعلق بمعالجة الناحية الذهنية للفرق بعيداً عن ضغوط المباريات، بهدف استعادة المستوى بصورته المطلوبة، منوهاً إلى أن التأثيرات السلبية لتوقف الدوري، غالباً ما تبرز في حتمية إعادة برنامج المدير الفني للفريق، وضرورة وضع برمجة جديدة تتعلق بالحصص التدريبية، إضافة إلى إجراء برمجة جديدة تتعلق بالحجوزات في فنادق الإقامة خلال المباريات التي تقام خارج ملعب الفريق، ما يزيد من الأعباء المالية على النادي عموماً.

دائرة الضغوط

وأشار خالد عبيد، إلى أن التوقفات غالباً ما تضع فرق البطولة في دائرة الضغوط الناتجة عن حتمية خوض برمجة مباريات مضغوطة في الجولات التي تلي فترة التوقف، سعياً إلى إنهاء البطولة قبل حلول أشهر الصيف، ما يزيد من صعوبة موقف بعض الفرق في حال تعرض اللاعبين للإصابة، وغيابهم عن المباريات الرسمية، ما يؤثر على حظوظ المنافسة بين المتصارعين على درع الدوري، أو الباحثين عن طوق نجاة من الهبوط.

وختم خالد عبيد بالقول: توقفات الدوري غالباً ما تؤدي إلى فقدان نشوة الفوز لدى الكثير من الفرق، خصوصاً تلك التي تقف في المراكز الأولى أو التي سجلت صعوداً في النتائج للخروج من دائرة المنطقة الدافئة، معللاً ذلك بعدم استمرارية «رتم» المباريات، ما يؤدي إلى تراجع في مستويات فرق، وفقدان فرق أخرى لحظوظها في التنافس، مشيراً إلى أن التوقفات توثر سلباً على حجم الدعم الجماهيري للبطولة، نتيجة الافتقاد إلى ديمومة خوض المباريات، داعياً إلى ضرورة تقليل فترات تجمع المنتخب الوطني قدر المستطاع، حتى لا تؤثر تلك التجمعات على الدوري، لافتاً إلى أهمية التنسيق بين اتحاد كرة القدم ورابطة المحترفين في العمل على تقليل فترات التوقفات إلى الحد الذي لا يجعلها مطولة كما يحصل في دوري الموسم الجاري.