يطمح نادي مانشستر يونايتد الإنجليزي إلى بناء واحد من أعظم الملاعب في العالم بسعة 100 ألف متفرج، بتكلفة تصل إلى 2 مليار جنيه إسترليني (2.6 مليار دولار). لكن هذا الطموح يتزامن مع أزمات مالية خانقة، حيث يرزح النادي تحت ديون بمئات الملايين من الدولارات، وسط إجراءات تقشفية صارمة لتجنب نفاد الأموال بحلول نهاية العام.

ولا تقتصر الأزمات على الجانب المالي فقط، فالوضع الرياضي للفريق ليس أفضل حالًا. رغم كونه أكثر الفرق تتويجًا بالدوري الإنجليزي الممتاز (20 لقبًا)، إلا أن مانشستر يونايتد يعاني في النصف السفلي من الترتيب، بعد إنفاق ما يقارب 2 مليار دولار على التعاقدات منذ آخر تتويج له عام 2013.

الرئيس التنفيذي للنادي، عمر برادة، أكد أن الأولوية هي إعادة الفريق للمنافسة على الألقاب، قائلًا: "هدفنا الأساسي هو بناء فريق يحقق الانتصارات باستمرار".

لكن التاريخ لا يبدو في صالح النادي، ففريق أرسنال لم يحقق أي لقب محلي منذ انتقاله إلى ملعب الإمارات عام 2006، رغم محاولاته المستمرة. أما مانشستر يونايتد، فيبدو في وضع أكثر تعقيدًا، حيث يحتل المركز الرابع عشر، ما قد يسجّل أحد أسوأ مواسمه على الإطلاق.

إعادة بناء الفريق ستكون ضرورية، إذ إن التشكيلة الحالية لا تتناسب مع أسلوب المدرب الجديد روبن أموريم، الذي قد يحتاج إلى تعديلات كبيرة في سوق الانتقالات. لكن مع إنفاق النادي 500 مليون جنيه إسترليني على التعاقدات خلال السنوات الثلاث الماضية، فإنه يواجه قيودًا مالية مشددة، وسط تحذيرات من خرق قواعد الاستدامة المالية، مما قد يؤدي إلى خصم نقاط من رصيده.

ورغم ذلك، يؤكد برادة أن الإدارة تعمل على تحسين الأوضاع المالية لتتمكن من الاستثمار في الفريق بكفاءة، مشيرًا إلى أن الصفقات المستقبلية لن تعتمد بالضرورة على إنفاق مبالغ ضخمة.

مع تراجع ميزانية الانتقالات، قد يضطر يونايتد إلى تبني استراتيجية مشابهة لنادي برايتون، الذي اشتهر باكتشاف المواهب الشابة وبيعها لاحقًا لتحقيق أرباح. وهناك بالفعل إشارات على هذا النهج، حيث استثمر النادي في لاعبين شباب مثل شيدو أوبي وأيدين هفين، كما تعاقد مع باتريك دورجو مقابل 32.6 مليون دولار. لكن ما إذا كان هذا كافيًا لمنافسة ليفربول ومانشستر سيتي فهو أمر مشكوك فيه.

السيتي استفاد من استثمارات ضخمة مكّنته من التعاقد مع نجوم عالميين مثل إيرلينغ هالاند وكيفن دي بروين، بينما نجح ليفربول في إبرام صفقات ناجحة رغم تكلفتها العالية. في المقابل، يعاني مانشستر يونايتد من قرارات تعاقدية غير موفقة منذ اعتزال السير أليكس فيرغسون، حيث أنفق مئات الملايين على لاعبين لم يقدّموا المستوى المتوقع، مثل أنتوني وجادون سانشو، اللذين خرجا من الفريق على سبيل الإعارة رغم التعاقد معهما بمبلغ 200 مليون دولار.

جيم راتكليف، المالك المشارك للنادي، لم يخفِ انتقاده للإدارة السابقة، مشيرًا إلى أن بعض اللاعبين "ليسوا جيدين بما يكفي ويتقاضون رواتب مرتفعة".

الأوضاع المالية المتدهورة دفعت النادي لاتخاذ تدابير تقشفية، شملت تقليص 450 وظيفة، ورفع أسعار التذاكر، وحتى إنهاء دور السير أليكس فيرغسون كسفير للنادي. وأوضح راتكليف أن هذه الإجراءات كانت ضرورية لتجنب إفلاس النادي بنهاية العام.

فشل الفريق في التأهل لدوري أبطال أوروبا يكلّف النادي حوالي 50 مليون دولار سنويًا، فضلًا عن الخسائر المرتبطة بغيابه عن أي مسابقة أوروبية، والتي قد تصل إلى 100 مليون دولار.

ورغم الطموحات ببناء ملعب جديد بحلول 2030، يبقى السؤال الأهم: هل سيتمكن مانشستر يونايتد من بناء فريق يليق بهذا المشروع الضخم؟