عقب إعلان أندية رأس الخيمة، مسافي والتعاون والرمس، الانسحاب من مسابقة دوري الدرجة الأولى، باتت ملاعب هذه الأندية الرئيسية خارج الخدمة ومهجورة وتفتقد إثارة الساحرة المستديرة، وذلك بسبب توقف النشاط الرياضي بعد إطلاق سراح لاعبي الفريق الأول لكرة القدم وكذلك إلغاء عقود الأجهزة الفنية والإدارية، في ظاهرة ربما تحدث للمرة الأولى على مر المواسم بمسابقات أندية الهواة، إذ لم يسبق أن أعلنت 3 أندية اعتذارها عن المشاركة بسبب الضائقة المالية التي حالت دون استمرارها ضمن فرق دوري الدرجة الأولى.
وكانت الأندية المنسحبة أرسلت خطابات رسمية لاتحاد كرة القدم تؤكد عدم قدرتها على المشاركة خلال الموسم الكروي الحالي 2024 - 2025، باعتبار الوضع المادي الصعب فضلاً عن سحب الدعم الشهري المقدر بنحو 200 ألف درهم.
وعلى الرغم من ابتعاد الأندية الثلاثة عن المشهد الكروي خلال الموسم الحالي إلا أن هناك أصواتاً على مستوى المدربين تطالب بعودة الأندية عاجلاً أم آجلاً، وذلك لما تملكه من ثقل جماهيري كون هذه الأندية تعد متنفساً ومرتعاً للجمهور والمشجعين وترفع من وتيرة المسابقة.
خسارة
وأكد الكابتن بدر طبيب، مدرب التعاون السابق، أن قرار انسحاب أي نادٍ من أي مسابقة كروية له أسبابه ويعد خسارة للمسابقة، لافتاً إلى أن النادي الذي ينسحب دائماً ما يتخذ قراره بالإجماع وباتفاق جميع أعضاء مجلس الإدارة، منوهاً إلى أن التعاون يعتبر من الأندية المهمة في خارطة المسابقة وكان للفريق صولات وجولات في الدوري فضلاً عن النتائج اللافتة والمميزة في الدوري، وقال: بانسحاب 3 أندية مؤثرة في خارطة الدوري ينتج عنه انعكاسات أخرى منها رحيل اللاعبين وغياب الجمهور فضلاً عن إغلاق الملاعب الرئيسة.
وتابع، في اعتقادي أن عدم تواجد التعاون «فارس شعم» إلى جانب مسافي «الحصان الأسود» والرمس «عميد أندية الهواة» يقلل ويضعف من قوة المسابقة مع كامل الاحترام لبقية الأندية التي يتشكل منها دوري الدرجة الأولى.
اعتزال اللاعبين
وقال فهد بن عبود الدبل، مدرب مسافي السابق: إن انسحاب الأندية عن المسابقة يعني ضمنياً إغلاق الملاعب الرئيسية لكل نادٍ، مما يحدث ذلك أزمة حقيقية إلى جانب ابتعاد بعض اللاعبين عن ممارسة الكرة، وربما اعتزالهم المبكر أيضاً، لافتاً إلى أن قرار انسحاب الأندية يرجع دائماً لمجالس الإدارات وهي المناط بها إصدار قرار الانسحاب أو الاستمرار في أي مسابقة، مشيراً إلى أن اعتذار مسافي بالتأكيد له انعكاساته من الناحية الإيجابية أو السلبية، لكن أعود وأقول إن قرار الابتعاد لو كان مبرراً بسبب الضائقة المالية فهو يعتبر مقبولاً في مثل هذه الحالات التي حدثت بالنسبة لأندية إمارة رأس الخيمة، وأعرب الدبل عن أمله في أن تزول كل أسباب الانسحاب عن المسابقة ويقوم الاتحاد بحلحلة جميع المشاكل حتى نشهد دوري على مستوى عالٍ من الندية.
غياب الإثارة
بدوره قال إبراهيم بفود، مدرب مسافي السابق ومدرب رديف دبا الحصن حالياً، إن عدم وجود مسافي ضمن منظومة دوري الدرجة الأولى يعد خسارة للمسابقة، خصوصاً أن مسافي ظل على الدوام يقدم مستويات لافتة ومميزة ويعتبر أحد أركان المسابقة حتى أطلق عليه لقب «الحصان الأسود»، وذلك نسبة لما يقدمه الفريق الأخضر من مستويات عالية أهلته في بعض المواسم لاحتلال مراكز متقدمة في الدوري، وكل أندية الدوري تحسب لفريق مسافي ألف حساب ودائماً ما تكون المباراة التي تلعب على أرضية ملعب مسافي صعبة للفريق الزائر.
بدوره ظهر نادي التعاون بأداء مختلف في المواسم الأخيرة، خصوصاً خلال فترة تولي المدرب الوطني بدر طبيب، وأعتقد بأن انسحاب هذه الأندية يقلل كثيراً من قوة الدوري، فهي أندية كانت تمتلك قواعد جماهيرية كونها تمثل مناطق ذات ثقل سكاني وكانت بمثابة متنفس للجمهور وأنصار النادي.
وتطرق بفود إلى حالات الانسحاب الأخيرة التي طالت المسابقة واصفاً إياها بالظاهرة غير الصحية التي يمر بها دوري الدرجة الأولى هذا الموسم والمتمثلة في انسحابات بعض الفرق من خوض مباريات رسمية في المسابقة لأسباب مختلفة، ولذلك أتمنى حلحلة مشاكل الأندية المنسحبة منذ الصيف الماضي على غرار مسافي والتعاون والرمس لضمان عودة الإثارة والندية إلى دوري الأولى من جديد.
إهمال وتجاهل
بدوره، أكد حميد سالمين، الإداري السابق بنادي الفجيرة، أن إغلاق الملاعب يولد حالة من الاستياء وسط الجماهير التي كانت تقصد مدرجات الأندية في كل جولة وتقف خلف فريقها أثناء المباريات، منوهاً إلى أنه كذلك يخشى على ملاعب الأندية المعنية بالأمر من حالة الإهمال إلى جانب التجاهل وعدم الاهتمام بأرضية الملعب الرئيسي وكذلك بقية المرافق في ظل عدم وجود مباريات رسمية تقام على الملاعب، مشيراً إلى أن إغلاق ملعب واحد يولد نوعاً من البطالة وسط جمهور الكرة في وقت ابتعدت فيه 3 أندية رسمية ونظامية عن مواصلة المشوار في دوري الدرجة الأولى مع سحب الفريق الأول لكرة القدم والذي يعتبر عمود أي نادٍ، وأعرب سالمين عن أمله في حلحلة مشاكل الأندية المنسحبة وعودتها خلال الموسم القادم حتى نضمن مسابقة مكتملة ويعود الجمهور كما كان إلى المدرجات.
تحذير ومخاطر
حذر المهندس الزراعي هيثم عوض، الخبير بأرضيات ملاعب كرة القدم، من حالة الإهمال التي تجتاح أي ملعب لكرة القدم بسبب عدم انتظام الري بالمياه للعشب الطبيعي لأسباب مختلفة يأتي في مقدمتها حالة إغلاق الملعب أو عدم التزام المعنيين بالأمر، وقال كما هو معروف فإن أرضيات الملعب بحاجة إلى ري دائم ومتابعة شبه يومية إلى جانب قص الحشيش بصورة مستدامة وريه بواسطة ماكينات توزيع المياه ذات الضغط العالي حتى تصل لكل نواحي المستطيل الأخضر.
وقال إذا توقف ذلك لأي من الأسباب فإن لون العشب يتحول إلى الأصفر فضلاً عن حدوث فراغات واضحة وسط الأرضية ونشوء نباتات طفيلية ربما تشكل خطورة على الملعب وتؤثر سلباً على التربة، التي قد تتغير بسبب عامل التعرية إلى أعشاب طويلة تنبت على أطراف الملعب وتكبر مع مرور الزمن ولها نواحٍ غير إيجابية.