تنمو كرة القدم النسائية بشكل مطرد، مع تطور اللعبة وازدياد شعبيتها، وتوسيع قاعدة الاحتراف في مختلف دول العالم، وعلى الرغم من استمرار الفوارق الكبيرة بين أعداد اللاعبين وأندية الكرة للسيدات، مقارنة بنظيراتها للرجال، إلا أن ممارسة المرأة لكرة القدم أصبحت الآن أكثر سهولة، مع ازدياد الدوريات الوطنية النسائية موسماً بعد آخر، ومنها الدوري الإماراتي للهواة الذي تنافس على لقبه الموسم الماضي 10 أندية هاوية: بريسشن، بيك برو أكس، مبادرة، أونكس، جو برو سبورتس، ليوني، بي إس إيه، بنات إف إس، إمباير ونادي أبوظبي الرياضي للكرة النسائية، الذي توج باللقب، ويمثل الدولة حالياً في النسخة الأولى من دوري أبطال آسيا.

ويأتي تطور دوري كرة القدم للسيدات في الدولة، ثمرة للاهتمام الكبير الذي توليه قيادتنا الرشيدة للرياضة، فكانت البداية بتأسيس لجنة كرة قدم نسائية منتصف عام 2009، وبعدها ظهرت النسخة الأولى من الدوري النسائي في 2013. واليوم ننتظر ميلاد أول دوري محترف بمشاركة أندية من دوري أدنوك للمحترفين، وهي الخطوة التي بات الجميع يتطلع إليها، مع تنظيم الاتحاد الآسيوي لأول بطولة للسيدات للأندية، وتخصيص جائزة مالية للفائز بلقبها لا تقل عن 5 ملايين درهم. وينتظر خلال السنوات المقبلة أن يقوم الاتحاد الآسيوي بإضافة شروط جديدة لمنح رخصة المشاركة في بطولاته القارية للأندية، وأهمها تكوين أندية وتنظيم دوريات وطنية احترافية.

السؤال المطروح الآن.. هل أنديتنا جاهزة فعلياً لإقامة دوري كرة قدم نسائي احترافي؟ الواقع يؤكد إمكانية إطلاق النسخة الأولى من تلك المسابقة في المستقبل القريب، مع امتلاك الأندية المتنافسة في دوري أدنوك للمحترفين، للإمكانيات اللوجستية والفنية اللازمة، كما أن انتشار أكاديميات الكرة في الدولة، وتواجد أعداد كبيرة لديها من اللاعبات، يسهل من عملية تكوين فرق نسائية، والدفاع عن شعار هذه الأندية، يمكن أن يسهم أكثر في خلق قاعدة جماهيرية كبيرة للمسابقة، واتساع دائرة المنافسة، ليتم بعدها تكوين منتخبات وطنية لجميع الأعمار، ويدعم الرؤية المتفائلة تفوق نادي أبوظبي لكرة القدم للسيدات في النسخة الأولى من دوري أبطال آسيا للاعبات، وتأهله إلى الدور الرئيسي الذي يقام بمشاركة 12 نادياً.

دعم خاص

ورأى عبد الناصر الشامسي المدير التنفيذي مدير شركة الوصل لكرة القدم، أن أندية الدولة قادرة على إضافة أي أنشطة من شأنها نشر الرياضة وتحقيق المزيد من رفاهية المجتمع، على رغم ما تمثله بعض تلك الألعاب الرياضية من أعباء إضافية على ميزانيات الأندية، ولكنه اشترط أن يتم ذلك وفق خطط مدروسة لتحقيق أفضل النتائج، موضحاً أن كرة القدم النسائية تتطلب توفير المزيد من الدعم اللوجستي، والمنشآت والملاعب، لأن أندية الدولة لديها العديد من فرق كرة القدم لمختلف المراحل السنية، وليس الأمر قاصراً على الفريق الأول فقط.

وأوضح أن إقامة دوري احترافي نسائي في كرة القدم، يتطلب المزيد من الدراسة قبل إقراره، لأن هناك أندية تعاني من نقص في المنشآت، مثل الملاعب العشبية الكافية لتدريب فرق المراحل السنية للأولاد والشباب والرجال، وإدخال النشاط النسائي في كرة القدم ضمن جدول ألعاب الأندية، يتطلب توفير المزيد من الملاعب، لأن الأمر لن يكون قاصراً على لاعبات الفريق الأول، وسيكون لازماً على الأندية تكوين فرق أخرى للمراحل السنية، وذلك إلى جانب المزيد من المنشآت الأخرى لتخصيصها للفرق النسائية، وسيكون ذلك أعباء إضافية على الأندية.

وأشار إلى أن الوصل لديه تجربة في الكرة الطائرة للسيدات، والتي تحظى بدعم كبير من إدارة النادي، وتم توفير منشآت ووسائل مواصلات خاصة باللاعبات، مؤكداً أن نجاح طائرة الوصل في حصد العديد من البطولات في السنوات الماضية مؤشر إيجابي على إمكانية النجاح في تكوين فرق كرة قدم نسائية.

5 مقترحات لبدء التنفيذ

01 البدء بتطبيق خطة محددة المدة للوصول إلى دوري احترافي نسائي كامل خلال السنوات القادمة.

02توفير اتحاد الكرة الإماراتي الدعم اللازم، والحوافز القوية لتشجيع الأندية على تكوين فرق نسائية في كرة القدم.

03 مساعدة أندية للمحترفين، على البدء في تكوين قاعدة من اللاعبات الشابات، وإعدادهن بشكل جيد لتحقيق السبق قارياً.

04 توفير التغطية الإعلامية والرعاية والمرافق الضرورية لرفع مكانة لعبة السيدات.

05 إيجاد رعاة لدوري السيدات أسوة بدوريات الرجال، مع منح نقاط تصنيفية أفضل للأندية المالكة لفرق نسائية.