أكد محمد الشامسي، حارس مرمى الفريق الأول لكرة القدم بنادي الوحدة أنه كان من الصعب عليه الرحيل عن قلعة «العنابي»، النادي الذي نشأ وتربى بين جدرانه منذ سنوات، وأن هدفه الأساسي كان العودة إلى الملاعب بعد أشهر من الغياب، وإنهاء الأزمة والخلاف، الذي تسبب في استبعاده من الفريق الأول من الموسم الماضي وحتى بدايات الموسم الحالي، مشيراً إلى أنه يتطلع إلى رد الجميل إلى نادي الوحدة، وعودته للصورة المعهودة، ومستواه الفني لمساعدة الفريق على تحقيق طموحات جماهيره.

وعاد الشامسي إلى حراسة عرين «أصحاب السعادة» في المباريات الأخيرة، بعد فترة غياب امتدت 9 أشهر، وتحديداً منذ ديسمبر من العام الماضي، حيث كانت مباراة العين في «الكلاسيكو» في الجولة الخامسة الأولى، التي شهدت عودة الحارس الدولي إلى التشكيلة عقب الانتظام في تدريبات الفريق الأول.

وكشف الشامسي في حواره مع «البيان» عن كواليس استبعاده من الفريق الأول بقرارات انضباطية من إدارة النادي، وتحويله إلى فريق الرديف، وفترة الغياب الطويلة قبل انتهاء الخلاف، وتجديد عقده مع النادي، إضافة إلى تطلعاته في المرحلة المقبلة.

وقال: «مررت بفترة صعبة للغاية نظراً لابتعادي عن اللعب مع الفريق الأول، وكان هدفي الأساسي هو حل الخلاف والعودة للمشاركة في المباريات، فقد كان تفكيري ينصب على هذا تحقيق هذا الهدف، والعودة للفريق الأول مرة أخرى، الفترة الماضية جعلتني أرى الأمور بشكل أوضح، لا أريد التركيز كثيراً على تلك الفترة الصعبة، وما حدث قد حدث، وأتمنى من الجميع أن ينسى الأخطاء التي وقعت فيها، لأن تركيزي منصب حالياً على كيفية العودة القوية لمستواي».

وأضاف: «أنا نشأت وتربيت داخل نادي الوحدة، وهو بيتي الأول، وكان من الصعب علي الانتقال إلى نادٍ آخر، والرحيل عن الوحدة، وبكل صراحة لم أتخيل في الأصل كيف هو شعوري إذا رحلت عن العنابي إلى نادٍ آخر، وأحمد الله أنني عدت للملعب ولبيتي في الوحدة مرة أخرى».

تشتت

وعن أسباب استبعاده من الفريق الأول إلى الرديف، والتي أدت لتلك الفترة الطويلة من الغياب، أوضح: «لا أحب أن أستفيض كثيراً في هذا الأمر، ولكنه كان سوء فهم بيني وبين إدارة النادي، كما أن الأمور كانت غير واضحة لكل الأطراف سواء بالاستمرار أو الرحيل، وخلال الفترة الماضية شعرت بالتشتت ما بين البقاء في الوحدة أو الانتقال لناد آخر، وهو ما صعب الأمور كثيراً، إلى جانب بعض الشائعات التي انتشرت ولم يكن لها أساس من الصحة».

وتابع: «أي إنسان يخطئ، وأعترف أني أخطأت، ولكن الأهم هو تصحيح المسار في الوقت المناسب، وعدم تكرار الخطأ مجدداً، وهو أمر مهم لكل لاعب محترف يجب أن يعي واجباته ومسؤولياته تجاه جماهيره وناديه، ويتعامل بشكل وبعقلية احترافية، لذلك أطالب الجميع بنسيان الفترة السابقة وفتح صفحة جديدة».

تجديد الثقة

وأكد الشامسي أن خطوة تجديد عقده مع الوحدة لمدة 4 سنوات إضافية منحته الاستقرار، موجهاً الشكر إلى سمو الشيخ ذياب بن زايد آل نهيان، رئيس النادي على دعمه، وأن هذا الدعم كان له دور كبير في عودته إلى الفريق الأول، وقال: «أشكر سمو الشيخ ذياب بن زايد على الثقة، ولا أنسى دعمه المستمر منذ أول يوم لي في نادي الوحدة عندما كنت لاعباً ناشئاً، وتدخل سموه وحديثه معي بأني ابن من أبناء النادي، وأن الوحدة يريد عودتك كما عاهدك، وأن تستعيد مستواك، الذي يعرفه الجميع عنك كان السبب الرئيس في عودتي، كما أشكر إدارة النادي التي وقفت بجانبي، وتفهمت الأمور برحابة صدر، وللجمهور الذي وقف بجانبي وساندني، كل هذا الدعم والمواقف المساندة أعادتني إلى الطريق الصحيح».

وواصل: «عقدي كان مستمراً مع الوحدة حتى ما بعد أزمة استبعادي من الفريق الأول، ووجدت رغبة من النادي في تجديد عقدي واستمراري، ربما بسبب التشتت الذي مررت به شعرت في بعض الأحيان بعدم رغبة في الاستمرار نظراً لما حدث، ولكن تدخل سمو الشيخ ذياب بن زايد آل نهيان، رئيس النادي وتجديد ثقته بي هو من أنهى كل شيء، وجعل الأمور أكثر وضوحاً بالنسبة لي».

وشدد الشامسي على أنه سيبذل قصارى جهده في المرحلة المقبلة من أجل تحسين صورته والعودة إلى صفوف المنتخب الوطني، الذي يخوض مرحلة مهمة خلال التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2026.

وأضاف: «بالتأكيد طموحي العودة إلى المنتخب الوطني لأني أبحث عن خدمة بلادي، وأن أعود كذلك لمكاني الطبيعي لأن ارتداء قميص «الأبيض» شرف وفخر لأي لاعب في الإمارات، المنتخب يمر بفترة في غاية الأهمية حالياً خلال تصفيات المونديال، ويجب تكاتف الجميع من أجل تحقيق هذا الحلم الذي طال انتظاره حتى يتأهل المنتخب لكأس العالم، ويسعد الشعب الإماراتي بأكمله».

أهداف واضحة

وتحدث الشامسي عن فريق الوحدة ومدى قدرته على المنافسة على لقب بطولة الدوري الغائبة عن خزينة العنابي منذ 14 عاماً، وأكد أن الفريق باتت أهدافه واضحة خصوصاً بعد الخروج من بطولة كأس رئيس الدولة، وأن الدوري هدف أساسي للنادي في الموسم الحالي.

وقال: «أعتقد أن الوحدة يسير في الطريق الصحيح هذا الموسم، ورغم خيبة الخروج من الكأس إلا أننا عقدنا العزم على القتال في الدوري، ونسيان الفترة الماضية، وتعديل السلبيات، وضرورة التعامل مع كل مباراة وكأنها نهائي، والتركيز على حصد الفوز ونقاط كل مباراة خلال الموسم». وتابع: «الأهداف أصبحت واضحة في الدوري، ومن المهم أن نثق في أنفسنا وأن نلعب بروح وقتالية عالية، وهو ما ظهر واضحاً في المباريات الأخيرة أمام العين وكلباء، بالطبع فإن اللاعبين تأثروا بخسارة الكأس أمام الوصل، ولكن الجهاز الفني نجح في تهيئة الفريق نفسياً وذهنياً في المباراة التالية، وحالفنا التوفيق بتحقيق فوز مستحق أعادنا إلى طريق المنافسة».

الجدير بالذكر أن محمد الشامسي يعد أحد المواهب في مركز حراسة المرمى في الإمارات، ومنذ تصعيده إلى الفريق الأول بالعنابي استطاع أن يحجز مكانه في التشكيلة الأساسية لما يملكه من قدرات وإمكانات عالية، ولكن مر بفترة من الشد والجذب نتيجة عدم الالتزام قبل بداية الموسم الماضي على وجه الخصوص، وكان قريباً من الرحيل عن صفوف الفريق قبل أن يتم احتواء الخلافات وعودته للفريق الأول.

وكان الظهور الأول للشامسي في الدوري مع الفريق الأول بـ «العنابي» في موسم 2017-2018، والذي شارك خلاله في 21 مباراة، ووصل إلى إجمالي 131 مباراة مع الوحدة في الدوري على مدار 8 مواسم، كان خلالها الحارس الأساسي للفريق.