كشف تقريران منفصلان أن أكثر من ملياري شخص في مختلف أرجاء العالم تفاعلوا مع أحداث النسخة الأكبر والأكثر شمولية في تاريخ كأس العالم للسيدات، بينما تم بلوغ آفاق جديدة في كيفية تنظيم الأحداث الكبرى على نحو مسؤول بيئيا وشاملا اجتماعيا ويُراعي حقوق الإنسان.
وذكر الموقع الرسمي للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) أن البطولة، التي أقيمت في أستراليا وأوتياروا نيوزيلندا، حققت أرقاماً قياسية جديدة في مبيعات التذاكر ونِسب المتابعة والمشاهدة والتفاعل عبر المنصات الرقمية، حيث أوضح التقريران أن الإنجازات المسجلة في نسخة 2023 امتدت لتشمل مجالات خارج المستطيل الأخضر.
كشف تقرير التفاعل والجماهير العالمي لبطولة كأس العالم لكرة القدم للسيدات أستراليا ونيوزيلندا 2023 الذي أعدته شركة نيلسن - الشركة الرائدة عالمياً في مجال رؤى وبيانات وتحليلات الجمهور - عن زيادة كبيرة في نسبة البث للبطولة في أوقيانوسيا وأفريقيا والشرق الأوسط. وأشار التقرير إلى أن ملاعب النسخة التاسعة من البطولة شهدت حضور ما يقرب من مليوني مشجع ومشجعة في المدرجات،
علما أن بطولة أستراليا ونيوزيلندا 2023 كانت أول نسخة على الإطلاق تضم 32 منتخبا، حيث أكدت التطور المتزايد للعبة النسائية من خلال التألق المذهل والذكريات الرائعة التي خلَّفتها جل المنتخبات المشاركة للمرة الأولى في تاريخها. كما سُجلت نِسب متابعة جماهيرية هائلة من شتى أنحاء العالم، حيث شوهدت أحداث البطولة عبر البث التليفزيوني الأرضي والفضائي والرقمي ومنصات التواصل الاجتماعي ومختلف قنوات، علماً أن نسخة 2023 هي الأولى التي تستضيفها دولتان من اتحادين قاريين مختلفين.
يتضمن التقرير التفصيلي المصاحب تحليلاً جغرافيًا يُظهر أن البطولة - الأولى التي تستضيفها اتحادات أعضاء في فيفا تمثل اتحادين مختلفين - حققت نجاحًا هائلاً في منطقة أوقيانوسيا، والتي شهدت زيادة بنسبة 6ر232 % في عدد المشاهدين مقارنة بالنسخة السابقة، التي أقيمت في فرنسا في عام 2019.
وقد أسعدت التغطية المباشرة في وقت الذروة المشجعين في كلا البلدين المضيفين، مع زيادة بنسبة 3ر161 ٪ في الأعداد في أوتياروا نيوزيلندا إلى جانب تحسن بنسبة 1ر204 % في أستراليا، حيث وصل المنتخب الأسترالي إلى الدور قبل النهائي لأول مرة.
وعلاوة على ذلك، ساهمت تغطية قنوات "بي ن إن سبورتس" بشكل رئيسي في تزايد الاهتمام الجماهيري في أفريقيا والشرق الأوسط بنسبة 8ر338 %، مقارنة بالنسخة السابقة. كما شكَّل توسيع نطاق المشاركة إلى 32 منتخباً فرصة لتألق مزيد من اللاعبات على الساحة العالمية، بقدر ما ألهم العديد من الفتيات والسيدات في مختلف أنحاء العالم للانخراط في الرياضة الأكثر شعبية في العالم. في المجمل ، حظيت البطولة بمتابعة ما معدله 12ر14 مليون مشجع عبر العالم، وذلك على امتداد مبارياتها الـ 64، والتي بلغت ذروتها في فوز إسبانيا باللقب للمرة الأولى عقب تغلبها على إنجلترا بهدف نظيف في المباراة النهائية التي أقيمت على ملعب أستراليا في سيدني/وانجال، علماً أن هزيمة منتخب أسترالي 1 / 3 أمام نظيره الإنجليزي في الدور قبل النهائي كان بمثابة الحدث التلفزيوني الأكثر مشاهدة في تاريخ أستراليا منذ بدء التسجيل الإحصائي.
كما يعكس تقرير الاستدامة الخاص بكأس العالم للسيدات أستراليا ونيوزيلندا 2023 الجهود المتضافرة التي بذلها كل من فيفا وفرعه المحلي المعني بتنظيم البطولة وجميع الجهات الفاعلة المعنية لإعطاء الأولوية للاستدامة في كل جانب من جوانب الحدث، إذ يشرح التقرير بالتفصيل أُسس الممارسات المستدامة التي قامت عليها البطولة، مع التركيز بشدة على الإرث الذي يمكن تركه للأجيال القادمة، بدءاً من التدابير المتَّخذة لتسهيل وصول ذوي الاحتياجات الخاصة إلى مختلف المرافق والخدمات، مروراً عبر التخفيف من الآثار البيئية، ثم وصولاً إلى الاعتبارات المتعلقة بحقوق الإنسان ومبادرات الحماية.
وبمناسبة نشر التقرير قال ماتياس جرافستروم، الأمين العام لـ"فيفا" :"بصفتنا الهيئة المنظمة لشؤون كرة القدم، فإننا أمام مسؤولية كبيرة وفرصة فريدة للنهوض باللعبة وتسخير قوتها وصون نزاهتها وجعلها في متناول الجميع. وإذ نتطلع إلى المستقبل بينما نبدأ الاستعدادات للنسخة المقبلة من بطولة كأس العالم للسيدات، فإن التزامنا بالاستدامة سيبقى في صميم تخطيطنا".
وأضاف :"من شأن تسليط الضوء على الإنجازات المحققة - من قبيل تخصيص تذاكر لتسهيل عملية دخول ذوي الاحتياجات الخاصة والمبادرات البيئية وحماية حقوق الإنسان - أن يوفر لنا فرصة لتقييم التقدم المحرز من جهة، والاسترشاد به للأحداث المستقبلية من جهة أخرى".
وبالإضافة إلى تقديم وصف شامل لكيفية تعامل مع التحديات اللوجستية التي تنطوي عليها استضافة مسابقة فريدة من هذا الحجم، يستعرض التقرير الإجراءات المتخذة لضمان نجاح البطولة داخل الملعب وخارجه أيضاً، وذلك من خلال الالتزام بمعايير الإدارة المستدامة للأحداث والفعاليات.