تشير المصادر التاريخية إلى أن «زاد الراكب» هو الجد الأكبر للخيول العربية، وأهداه النبي سليمان بعد زواجه من بلقيس إلى الأزديين من أهل عمان، وذلك عندما حضر هؤلاء القوم عرس سليمان، أما تسميته بزاد الراكب فجاءت من أنه (لا تكاد تنطفئ النار حتى يأتيك بصيده).

وانحدرت من «زاد الراكب» الفحول الثلاثة التي أسست السلالات الشائعة اليوم في الغرب وهي عربية الأصل، وأول هذه الفحول يسمى « دارلي العربي» ويعتبر أعظم حصان سفاد، واشتراه اللورد توماس دارلي القنصل العام البريطاني في حلب من أحد شيوخ قبيلة عنزة ونقله إلى بريطانيا سنة 1704. أما الفحل الثاني فيسمى « بيرلي تورك» وكان يملكه قائد تركي اسمه كارا مصطفى، وهو الوزير الأكبر في الحكومة التركية في 1683 واستولى على الحصان، المقاتل البريطاني بيرلي الذي كان ضمن صفوف الجيش النمساوي ونقله إلى بريطانيا.

والفحل الثالث كان اسمه « جودلفين » وهو هدية والي تونس إلى الملك الفرنسي لويس الرابع عشر ضمن 7 خيول أخرى جميلة لم تلق العناية الكافية فبيعت بأبخس الأثمان، وكان الحصان «جودلفين» من نصيب رجل شامي ربطه إلى عربة وصار يبيع الماء على جسر في باريس، وشاءت الصدف أن أحد البريطانيين واسمه ادوارد كوك رأى الحصان سنة 1729 على الجسر وشعر بمكامن الأصالة فيه فاشتراه ونقله إلى بريطانيا وأصبح الفحل المفضل في مربط كوك.