أكد سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة، رئيس نادي تراث الإمارات، على مواصلة تقديم الدعم للارتقاء برياضات الفروسية بوجه عام، وفروسية الإمارات وفرسانها بوجه خاص، بما ينسجم مع الريادة التي حققتها دولة الإمارات لهذه الرياضة في المحافل والمهرجانات الدولية.
وقال سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان: إن رياضة التحمل من الرياضات الكبيرة المحببة لعشاق الفروسية، وإن الأسس الجديدة التي نحاول وضعها للسباقات، تجعل لها نكهة خاصة، بل وتعمل على زيادة عدد المشاركين فيها من كافة الأعمار.
واستقطاب المزيد من الإسطبلات وأندية الفروسية العامة والخاصة في الدولة، في إطار مشروع «بوذيب»، الذي نعتبره مشروعاً وطنياً للارتقاء بفروسية الإمارات على كافة المستويات، وأن التعديلات التي تم إدخالها مؤخراً على بعض قوانين رياضة القدرة والتحمل في سباقات بوذيب، هي لمصلحة الفرسان والفارسات وخيولهم، وأن هذه القوانين قابلة للمناقشة والدراسة والتعديل، لما فيه مصلحة صحة الخيول، والمحافظة على لياقتها بطريقة مستدامة.
توصيات ومقترحات
جاء ذلك خلال جولة تفقدية في أرجاء قرية بوذيب العالمية للقدرة بالختم، قام بها سموه في ساعة مبكرة من صباح أمس، لمتابعة اليوم الختامي لسباقات كأس نادي تراث الإمارات للقدرة والتحمل، الذي أقيمت فعالياته على مدى ثلاثة أيام، وشارك فيها ما يزيد على 500 فارس وفارسة، مثلوا كافة إسطبلات وأندية الفروسية العامة والخاصة في الدولة، في إطار الموسم الجديد للنادي 2015 – 2016، ورافق سمو الشيخ سلطان بن زايد، خلال الجولة، علي عبد الله الرميثي المدير التنفيذي للأنشطة في النادي.
وقد التقى سموه مع رئيس اللجنة البيطرية البحريني، الدكتور خالد أحمد حسن، وطوني غارسيا رئيس لجنة التحكيم، وعدد من رؤساء اللجان العاملة في سباقات الاحتفالية، مستمعاً سموه إلى مقترحاتهم وتوصياتهم، ومنها التأكيد على تفاعل المشاركين مع القوانين واللوائح الجديدة، التي تم إرساؤها مؤخراً، والخاصة بسباقات بوذيب.
سباق الشباب والناشئين
وشهد اليوم الختامي، سباق الشباب والناشئين للقدرة، المصنف دولياً بنجمة واحدة، وشارك فيه 53 فارساً وفارسة، ضمن خمس مراحل، الأولى باللون الأصفر لمسافة 30 كم، والثانية باللون الأزرق لمسافة 30 كم، والثالثة باللون الأحمر لمسافة 24 كم، والرابعة باللون الأخضر لمسافة 20 كم، والخامسة باللون الأبيض لمسافة 16 كم.
وقد اتسمت المنافسات بالقوة والسرعة القياسية للخيول المشاركة، كما تم استخدام استراتيجيات عديدة للحصول على الألقاب، في إطار المنظومة الجديدة لسباقات بوذيب، نحو محافظة مثالية على صحة الخيل، وعدم إرهاقها، ما أكد على أهمية التعديلات التي أوصى بها سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان، حول بعض قوانين رياضة القدرة والتحمل، والاهتمام بجوائز أفضل حالات خيل في السباقات التي تنظمها بوذيب.
الحوسني البطل
وأسفرت النتيجة النهائية للسباق، عن فوز الفارس علي محمد علي الحوسني من إسطبلات الريف، على صهوة الجواد «شانلي جودان»، بالمركز الأول لسباق الشباب والناشئين لمسافة 120 كم، وحل ثانياً الفارس راشد حمود الجنيبي، وثالثاً الفارس ماجد طلال السيد الهاشمي، وقام علي عبد الله الرميثي، المدير التنفيذي للأنشطة، بتتويج الفائزين في منصة التتويج بقرية بوذيب العالمية للقدرة.
كما توّج الفارس عادل محمد الحوسني، بطلاً لسباق الخيول ذات الملكية الخاصة لمسافة 100 كم، والفارسة كاتلينا باستونز، بطلة للسباق النسائي المفتوح لمسافة 90 كم، والفارس ديفي سنج بطلاً للسباق التأهيلي الدولي لمسافة 80 كم، كما قام الرميثي بتتويج الفائزين بالمركزين الثاني والثالث في السباقات الأربعة، وسط حضور شبابي رياضي كبير، كما تم تكريم الفائزين بالمراكز الثلاثة الأولى لجائزة أفضل حالة خيل في كل سباق، وذلك في إطار توجيهات سمو راعي المهرجان، بتطوير رياضة سباقات القدرة ونوعية الخيول المشاركة.
تأكيد - المشاركون: قرية بوذيب مثالية
أكد المشاركون، عقب اختتام الاحتفالية، على أهمية مشاركتهم، ومدى استفادتهم من مرافق قرية بوذيب العالمية للقدرة، التي تم إنشاؤها مطلع عام 2004، بتوجيهات سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان، لتكون مركزاً لإعداد الفرسان والفارسات، وتأهيلهم للمحافظة على رياضة التحمل ومفرداتها، وعبروا عن تقديرهم لكل الخدمات والتسهيلات التي قدمت لهم من جانب الكادر الفني وجميع لجان السباقات، ما يؤكد على ريادة بوذيب، وقدرتها على استضافة المنافسات الخاصة بالقدرة من نواح فنية وإدارية وتنظيمية.
ونواحي السلامة العامة والمسارات الممهدة بمواصفات دولية، كما تتمتع بأرضية جيدة ومناسبة لسباقات الخيل، كما أشادوا بكافة التسهيلات التي قدمت لهم لإنجاح مشاركتهم التي تحققت بالمستوى المطلوب، بخلاف المهرجان التراثي المصاحب، الذي أقيم على هامش السباقات، وتضمن العديد من العروض والأجنحة التراثية المتنوعة، التي جذبت إليها الزائرين وضيوف الاحتفالية.
إشادة
اللجنة المنظمة تثمن جهود سلطان بن زايد
عقب ختام الاحتفالية، ثمنت اللجنة المنظمة للسباقات في النادي، حضور ومتابعة سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة، رئيس نادي تراث الإمارات، للسباقات، وقيامه بجولات تفقدية صباحية معتادة، اطمأن سموه خلالها على المشاركين، وسير الفعاليات والإجراءات المتخذة من قبل كافة اللجان العاملة لإنجاح الحدث، وتقديمه بصورة مشرفة، تليق بمكانة فروسية الإمارات، وأكدت اللجنة أن ذلك نابع من حرص سموه واهتمامه بفروسية وفرسان الإمارات، وكافة محبي رياضة القدرة.
ونوهت اللجنة بحجم المشاركة غير المسبوق، والتزام كل المشاركين بالقوانين الجديدة، والتعديلات التي تم إدخالها على سباقات بوذيب، والعمل يداً بيد مع الكادر الفني بقرية بوذيب للخروج باحتفالية رياضية شبابية تراثية، كان لها الوقع الحسن على الجميع، وما تحقق من نجاح طيب، جاء بما ينسجم مع مكانة رياضة القدرة والتحمل، وبتوجيهات سمو رئيس النادي، وبفضل الدعم الرسمي، وتوجهات القيادة الحكيمة.
سعادة
بطل الختام يهدي الفوز إلى رئيس الدولة
أهدى الفارس علي محمد علي الحوسني بطل سباق الشباب والناشئين، إلى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، مثمناً في ذات الوقت، جهود ودعم سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان، لفروسية الإمارات بوجه عام، وفرسان القدرة والتحمل بوجه خاص، وأوضح الحوسني أن السباق كان قوياً، والفوز كان صعباً، بسبب وجود العديد من الفرسان الأقوياء من ذوي المراكز المتقدمة، وأكد على أهمية القوانين الجديدة لرياضة القدرة، التي تبنتها بوذيب مؤخراً.
وأعرب عن سعادته بالفوز بكأس السباق، الذي يحمل جميع المواصفات الدولية، وبخاصة على مستوى شفافية التحكيم والمراقبة الإلكترونية لمجريات جولات السباق، مؤكداً أن الفوز هو وسام رفيع ومحفز قوي لمزيد من البطولات في المحافل العربية والدولية، لرفع اسم الإمارات خفاقاً عالياً.