جاءت بطولة دبي الدولية للجواد العربي الـ 13 والتي اختتمت منافساتها أول من أمس، الأبرز والأنجح في مسيرة بطولات عروض جمال الخيول، وما زاد من نجاحاتها التي فاقت الحدود إنها جاءت بناءً على توجيهات ودعم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، وبرعاية سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي وزير المالية، كما نالت شرف متابعة فعالياتها من سمو الشيخ عمار بن حميد النعيمي ولي عهد عجمان، إلى جانب العديد من الشيوخ والأمراء من السعودية والكويت إلى جانب كبار المسؤولين المحليين والخليجين والعرب والأجانب.

من جانبه، وجه المهندس محمد التوحيدي مدير عام مربط دبي للخيول العربية، الشكر والتقدير إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله» لاهتمام ودعم سموه اللا محدود للفروسية، كما وجه الشكر إلى سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي وزير المالية، لرعاية سموه هذه البطولة التي تعزز تراثنا العربي، وأضاف قائلاً: هذه البطولة أصبحت قبلة لجميع الملاك ومربي الخيول بدولة الإمارات وأشقائنا في دول مجلس التعاون الخليجي وحتى القائمين على رياضة الفروسية من الدول الأجنبية، موجهاً شكره إلى اللجنة المنظمة العليا للبطولة ولكافة اللجان العاملة، مشيداً بجهود الجميع في سعيهم لمواصلة النجاحات التي شهدتها البطولة في نسختها الثالثة عشرة.

كما ثمن التوحيدي، دور الشركات والمؤسسات والهيئات الراعية للبطولة والقائمين على رياضة الفروسية بجميع أنواعها بالتحضيرات الكبيرة والتجهيزات الخاصة برياضة الفروسية، خلال المعرض المصاحب للبطولة.

وعن مستوى التنافس قال: كان حافلاً ومثيراً حيث شهد منافسة قوية في سعي المشاركين للفوز بالجوائز القيمة التي رصدت من قبل اللجنة المنظمة للبطولة، والتي عكستها النتائج التي حسمت بفارق بسيط من أجل التأهل للبطولات الرئيسية.

قيادة

بدوره، ثمن الدكتور غانم الهاجري عضو مجلس إدارة نادي الشارقة للفروسية والسباق، النجاحات التي شهدتها بطولة الجواد العربي الدولية والتي أحتضنتها إمارة دبي، مؤكداً أن مجرد وصولها للنسخة رقم 13 يعكس النجاحات الكبيرة التي شهدتها البطولة بكافة جوانبها، من حيث التنظيم والمستوى الفني والحضور الجماهيري إلى جانب الرعاية من العديد من الدوائر والشركات والجهات الحكومية والخاصة.

وأوضح عضو مجلس إدارة نادي الشارقة للفروسية والسباق، أن هذه النجاحات للرعاية والدعم اللامحدود من قيادتنا الرشيدة والتي رسخت بنفوس أبنائها موروثاتنا برياضة الآباء والفروسية والتي نعتز جميعاً بها، وثمن المستوى الرائع التي شهدته منافسات البطولة باستعراضات الجمال للخيل العربي الأصيل وبالتحديد الإنتاج المحلي والتي تحرص قيادتنا والقائمون على رياضة الفروسية بالدولة من الملاك على تفعيله بصورته المتميزة.

وأضاف: رغم تألق بعض المرابط بفوز خيولها بالعديد من البطولات الرئيسية، إلا أنني أعتبر الكل فائزاً لما لمسناه من جمال خلال الأيام الثلاثة للبطولة، وأوجه التهنئة للجميع، وللجنة المنظمة العليا والفنية وكافة العاملين بالبطولة.

تشويق

حظي مزاد بيع الخيول الذي أقيم في مركز دبي التجاري العالمي ضمن فعاليات معرض دبي الدولي للخيل الـ 12، بالتزامن مع بطولة دبي الدولية للجواد العربي الـ 13 بإقبال واسع ومشاركة خليجية متميزة، تُعد الأكبر من نوعها، وقد حققت «الإمارات لمزادات الخيل» بإدارة فيصل الرحماني نجاحاً كبيراً تم فيه بيع 115 حصاناً بقيمة إجمالية تجاوزت 7 ملايين و500 ألف درهم، وبلغ سعر أغلى الأفراس المباعة 570 ألف درهم و560 ألف درهم على الترتيب وتراوحت أعمارها بين 5 و7 سنوات من خيول مربط دبي، وكانت مفاجأة المزاد هذا العام، والتي تعد سابقة لم تحدث من قبل هي بيع المهر «الرشيم» البالغ من العمر سنة واحدة بمبلغ 450 ألف درهم وهو أغلى مهر يتم بيعه حتى الآن في تاريخ المزادات التي أقيمت على مستوى الدولة والمنطقة.

أندية نسائية خاصة لتعليم الفروسية وثقافتها

يُبدي عدد من أندية الفروسية والخيل المشاركة في الدورة الـ 12 من معرض دبي الدولي للخيل، اهتماماً خاصاً بتعليم المرأة ركوب الخيل وتعليم فنون وآداب وثقافة الفروسية للنساء والفتيات الصغيرات بداية من سن 5 سنوات فأكثر، فيما يبدو أنه توجه وإصرار قوي جديد لخلق جيل جديد من الفارسات العاشقات للفروسية، وزيادة الوعي بينهن حول أهمية الفروسية وركوب الخيل، وتشجيعهن على الالتحاق بورش العمل النظرية والعملية، للتعرف على فنون وآداب هذه الرياضة السامية.

من جانبها، أوضحت ندى حسين المنصور، مالكة ومديرة نادي أعيان دبي للفروسية قائلة: «نستقبل في النادي الفتيات من سن 5 سنوات فأكثر لأنه في هذه السن يبدأ جسم الطفل في بناء العضلات والعظام، كما تبدأ شخصية الطفل في التكوين، وتُعرف الفروسية بأنها من الرياضات التي تُثقل شخصية الطفل منذ الصغر»، مضيفة، النادي يقوم بتدريب الصغار حتى يصلوا إلى مرحلة الاحتراف، وأشارت إلى أن جميع الفتيات اللاتي تدربن في النادي أصبحن حالياً فارسات في كبريات الاسطبلات المحلية.

شرط أساسي

وأضافت مالكة ومديرة نادي أعيان دبي للفروسية: «يجب أن يتوفر في الطفل حبه للخيل ورغبة في التعلم، ونحن نقوم بتشكيل الطفل وإكسابه المهارات الخاصة وفقا لاحتياجاته، ونتعمد تغيير الخيل في التدريب حتى لا ترتبط الطفلة أو الفارسة بحب خيل معين، بل يجب أن تتآلف مع الطباع المختلفة لجميع الخيول»، موضحة، أنه يتم تقسيم الأطفال إلى مجموعات بحسب مستوياتهم، وهذا أفضل للطفل من الكورسات الفردية الخاصة ففيها يتعلم من أخطاء الجميع، ويتعلم كيف يحسن من مستواه بطريقة طبيعية، كما تحصل المتدربات على كورسات في رعاية الخيل والعناية به لمدة ساعتين مع كل كورس، وبعد هذه الكورسات تكون الفارسة قد تأهلت على ركوب الخيل.

يذكر أن، عدد حصص الكورس للمبتدئين يبلغ 15 حصة تنتهي في شهر أو شهرين على الأكثر، حتى يتعود الجسم على ركوب الخيل، ثم يبدأ الكورس الثاني للمرحلة المتقدمة، وفيها يتم ركوب الخيل خارج الأرينا لمدة 15 حصة بمعدل كورس أو اثنين كذلك.

عائشة الفقاعي: نشر الوعي بأهمية الفروسية

قالت عائشة الفقاعي، رئيسة نادي دبي للثقافة والخيل: «نحن نهدف من خلال ورش العمل المجانية والفعاليات التي ننظمها بالنادي إلى نشر الوعي بأهمية الفروسية على الصعيد النفسي والجسدي، وإبراز مساهمات البنات في جميع المجالات الرياضية والفنية كالرسم والتصوير والكتابة الشعرية، وتمثيل المرأة في جميع المحافل، وقد اكتشفنا من خلال أبحاثنا الحاجة الماسة لقطاع عريض من الفتيات في تعلّم أصول الفروسية».

11

قدمت مجموعة من الفنانين المتخصصين في الأعمال المستوحاة من الفروسية، على هامش فعاليات البطولة، أحدث أعمالهم، أمام جمهور مميز عاشق للخيل العربي الأصيل في معرض الأعمال الفنية الخاص بالدورة الـ12 من معرض دبي الدولي للخيل، وشملت الأعمال لوحات زيتية مبهرة ومنحوتات بالحجم الطبيعي، إضافة إلى أعمال تشكيلية عديدة قدمها مجموعة من أشهر الفنانين العالميين المتخصصين في تقديم أعمال فنية مستوحاة من الخيل والفروسية.

وعرض الطفل الاردني مصطفى العكرماوي «11 عاماً» العديد من صور لوحاته الابداعية والتي لفتت انتباه الزوار والقائمين على المعرض، كاشفاً عن بداية هوايته بالتصوير منذ أن كان عمره 5 سنوات، كما أنه شارك في تصوير بطولات جمال الجواد العربي في دول عربية، موضحاً أنه لقي تشجيعاً كبيراً من القائمين على المعارض الدولية المتخصصة بالخيول ومستلزماتها.

2013

أوضحت هنادي محمد، أقدم العضوات بنادي أعيان دبي للفروسية، الذي تأسس منذ عام 2013 قائلة: «نحن نعمل على تغيير مفهوم الفروسية باعتبارها ليست فقط مجرد ركوب خيل، ولكن باعتبارها علما واسعا ولها أسس لا بُد من تعلّمها، فالفارس يجب أن يكون مثقفًا ومتعلمًا جيدًا، ونحن نهدف لنشر هذه المفاهيم بين الصغار، من خلال الدورات النظرية والتدريبية، وورش العمل التفاعلية، التي تشمل ركوب الخيل، والعناية بها».